من هو رئيس كولومبيا الذي دعا إلى توحيد الجيوش لتحرير فلسطين وألغت واشنطن تأشيرته؟

أثار الرئيس الكولومبي غوستافو بيترو جدلًا واسعًا في خطابه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، عندما دعا إلى “توحيد الجيوش من أجل تحرير فلسطين“.

لم يكتفِ بيترو بذلك، بل شارك في وقفة مؤيدة لفلسطين في نيويورك، وخاطب الجنود الأمريكيين قائلا: “لا توجهوا بنادقكم نحو الإنسانية. ارفضوا أوامر الرئيس دونالد ترامب وأطيعوا أمر الإنسانية”، مما دعا واشنطن إلى إلغاء تأشيرة بيترو، بدعوى “التحريض على العصيان وارتكاب أفعال متهورة”.

اقرأ أيضا

list of 4 itemsend of list

النشأة والبدايات

وُلد غوستافو بيترو في 19 إبريل/نيسان عام 1960 في بلدة سييناغا دي أورو شمال غربي كولومبيا، وانتقل في صغره إلى بلدة زيباكويرا قرب العاصمة بوغوتا، حيث لمس عن قرب معاناة الفقراء وظروف العمال، مما شكَّل وعيه الاجتماعي والسياسي المبكر.

وكان بيترو مهتمًا منذ صغره بالأدب لا سيما أعمال الروائي الكولومبي حائز جائزة نوبل للآداب غابرييل غارسيا ماركيز، وتمنى أن يصبح روائيًّا قبل أن تجذبه السياسة.

الرئيس الكولومبي غوستافو بيترو
الرئيس الكولومبي غوستافو بيترو (غيتي – أرشيفية)

من التمرد إلى السياسة

انضم بيترو، في سن الـ17، إلى حركة 19 إبريل (M-19)، وهي حركة ماركسية تبنت الكفاح المسلح احتجاجًا على ما وصفته بـ”تزوير الانتخابات الرئاسية عام 1970″.

ولم يكن بيترو من الجناح الميداني المقاتل بقدر ما كان ناشطًا في الدعاية والتنظيم المدني داخل الحركة، لكنه اعتُقل عام 1985 بتهمة حيازة أسلحة، وسُجن لمدة 18 شهرًا.

وبينما كان بيترو في السجن، نفذت الحركة واحدة من أكثر عملياتها دموية باقتحام قصر العدل في بوغوتا، مما أسفر عن مقتل نحو 100 شخص بينهم عدد من القضاة، وهو الحدث الذي هز كولومبيا لعقود.

وفي عام 1990، شارك بيترو في مفاوضات السلام التي أنهت تمرد الحركة، وتحولت بموجب العفو الحكومي إلى حزب سياسي شرعي باسم تحالف (M-19) الديمقراطي.

الرئيس الكولومبي غوستافو بيترو (رويترز)
الرئيس الكولومبي غوستافو بيترو (رويترز)

المسيرة السياسية

دخل بيترو البرلمان عام 1991 ممثلًا لتحالفه الجديد، ليبدأ مسارًا سياسيًّا طويلًا بعد دراسته في مجال الإدارة العامة بالمدرسة العليا للإدارة، كما تخصص في التنمية البشرية من جامعة لوفان الكاثوليكية في بلجيكا، حيث حصل على شهادات عليا في الاقتصاد والبيئة.

وعاد إلى بلاده نهاية التسعينيات، وانتُخب مجددًا في البرلمان، قبل أن يصبح أحد أبرز المعارضين للرئيس ألفارو أوريبي، كاشفًا عن صلات مزعومة بين مسؤولين حكوميين وفرق موت يمينية وشبكات تهريب.

وتولى بيترو رئاسة بلدية بوغوتا في عام 2012، وطبَّق سياسات اجتماعية مثل دعم أسعار المياه والنقل للفقراء وتعزيز فرص المساواة، لكنه واجه أزمات إدارية حادة وصلت إلى إقالته مؤقتًا من منصبه في 2013، قبل أن يعود بقرار من لجنة الدول الأمريكية لحقوق الإنسان في 2014.

الرئيس الكولومبي غوستافو بيترو
الرئيس الكولومبي غوستافو بيترو

من المرشح الخاسر إلى أول رئيس يساري

ترشح بيترو للرئاسة عامي 2014 و2018 وخسر في المرتين، قبل أن يحقق حلمه في انتخابات الرئاسة 2022، متقدما على خصمه المحافظ رودولفو هيرنانديز بنسبة تجاوزت 50% من الأصوات.

وأصبح أول يساري يصل إلى رئاسة كولومبيا، ورافقه في الحكم اختيار فرانسيا ماركيز لتكون أول امرأة سوداء تتولى منصب نائب الرئيس.

وطرح بيترو مشروعًا لإعادة توجيه اقتصاد بلاده نحو التحول الأخضر وتقليص الاعتماد على النفط والفحم، مما جعله محل ترحيب لدى المدافعين عن البيئة، بينما تلقى انتقادات من رجال الأعمال.

كما رفع بيترو شعار “سياسة الحياة” في مواجهة “سياسة الموت”، داعيًا إلى العدالة الاجتماعية وزيادة الضرائب على الأغنياء.

الرئيس الكولومبي غوستافو بيترو
الرئيس الكولومبي غوستافو بيترو

موقفه من القضية الفلسطينية

عُرف بيترو بتأييده للقضية الفلسطينية، إذ يَعُد نضال الفلسطينيين “نضالًا من أجل الحرية والاستقلال”، ويردد دائما قائلًا “إسرائيل لا تمثل اليهودية كما أن كولومبيا لا تمثل المسيحية”.

ويرى أنه “كما أن الإبادة الجماعية التي ارتُكبت ضد الشعب اليهودي في أوروبا النازية، فإن الإبادة الجماعية ضد الشعب الفلسطيني غير مقبولة أيضًا”.

وفي خطابه الأخير أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، دعا بيترو إلى تشكيل جيش دولي لتحرير فلسطين والوقوف ضد الاستبداد والشمولية التي ترعاها الولايات المتحدة والغرب عمومًا، حسب تعبيره.

المصدر: الجزيرة مباشر

إعلان