نصيحة قدّمها الشيخ عبد الحميد كشك عن ذكر الله وتحقيق التقوى.. ما هي؟ (فيديو)

أشار الدكتور محمد الصغير -عضو مجلس أمناء الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين- ضيف برنامج (أيام الله) على الجزيرة مباشر، إلى نصيحة قدّمها الشيخ الراحل عبد الحميد كشك عن تطبيق ذكر الله قولًا وفعلًا وتحقيق التقوى.
فعندما سأله شخص: كيف أكون ذاكرًا حقًا ومتقيًا فعلًا؟ رد عليه الشيخ كشك رحمه الله “أن تذكر الموت عشرين مرة: بمعنى أنه إذا تكاسلت عن صلاة الجماعة مثلًا ثم تذكرت أنها ربما تكون آخر صلاة لك فستتحفز لأدائها. وإذا تذكرت صلة الرحم ثم قلت لا أدري ربما لا يأتي عليّ عيد آخر ولا بد من الوصال في هذا العيد، وإذا بخلت عن الصدقة ثم قلت ربما تكون هذه آخر أعمالي. فلو ذكرت الموت عشرين مرة على هذا النحو فأنت في قمة الذاكرين والمتقين”.
وبشأن الحديث القدسي “أَنَا عِنْدَ ظَنِّ عَبْدِي بِي، وَأَنَا مَعهُ إِذَا ذَكَرَني، فَإن ذَكرَني في نَفْسهِ، ذَكَرْتُهُ في نَفسي، وإنْ ذَكَرَني في ملإٍ، ذكَرتُهُ في ملإٍ خَيْرٍ منْهُمْ “، قال الإمام ابن القيم رحمه الله: لو لم يكن في ذكر الله عز وجل أي فضل مرصود ولا ثواب معهود إلا أن تذكر الله فيذكرك لكفى الذاكرين.
وتابع الشيخ محمد الصغير “الله تبارك وتعالى يقول {فاذكروني أذكُرْكم} وعندما قال النبي ﷺ للصحابي أُبي بن كعب إن الله أمره أن يقرأ عليه سورة البيّنة، قال أُبي: أسمّاني لك ربي؟ فقال له: باسمك واسم أبيك”.
عواقب ترك الذكر
يقول الدكتور محمد الصغير إن عواقب ترك ذكر الله وخيمة، والحديث الصحيح يقول: “مَا جَلَسَ قَومٌ مَجْلِسًا لَمْ يَذْكرُوا الله تَعَالَى فِيهِ ولَم يُصَّلُّوا عَلَى نَبِيِّهم فِيهِ إلاَّ كانَ عَلَيّهمْ تِرةٌ، فإِنْ شاءَ عَذَّبَهُم، وإنْ شَاءَ غَفَرَ لَهُم”.
ومعنى “ترة” أي أوجبوا على أنفسهم حقًا أو صار عليهم حق لله عز وجل، وهذا يعني أن أي جلسة يجلسها الناس تخلو من ذكر الله أو الصلاة على رسوله ﷺ فإن هذا المجلس لا خير فيه ولا بركة، ومُحاسَب من جلس فيه، وأمره إلى الله إما أن يعاقبه أو يعفو عنه.
كيف يذكرنا الله؟
الإنسان يذكر الله بلسانه، فيذكره الله بعطائه ومغفرته وإكرامه وتوفيقه، وبما يحب هو من الله تبارك وتعالى من فضله وإنعامه وإحسانه.
وبشأن المسلم الذي يرتكب المعاصي لكنه مستمر في الصلاة وذكر الله، ينصحه الشيخ بأن يستمر على ذلك فهذا من فضل الله تعالى عليه، وإن الحسنات يذهبن السيئات، وكل ابن آدم خطاء وخير الخطائين التوابون.