ماليزيا.. جنة حقيقية في جنوب شرق آسيا (إعلان)

أوتيت ماليزيا كثيرًا من مقومات الدولة الناجحة، فهي تملك مساحة من نحو 330 ألف كيلو مترًا مربعًا تمتد على جزيرتين في جنوب شرق آسيا، مع مزيج متنوع من السكان من حيث الأعراق والثقافات والديانات يزيد تعدادهم على 32 مليون نسمة.

وهناك 3 فئات عِرقية كبيرة تشكل المشهد في البلاد: السكان الأصليون وتبلغ نسبتهم نحو 68% من السكان وغالبيتهم من الملايو ومعظمهم مسلمون، والصينيون الذين يشكلون نحو 23%، والهنود وتبلغ نسبتهم نحو 7%، فضلًا عن أعراق أخرى تمثل ما نسبته 1% من السكان.

أما الدين فنسبة المسلمين في ماليزيا تبلغ 62%، بينما يشكل البوذيون نحو 20%، والمسيحيون 10% من عدد السكان، فيما يشكل الهندوس نحو 6% مع بعض الاختلافات اليسيرة في النسب بين إحصائية وأخرى.

عبق التراث في كل زاوية

كانت ماليزيا ولا تزال معروفة بثقافتها المتنوعة والمميزة، حيث تحتفظ بتاريخ غني من التراث، يشمل الفنون التقليدية والمعمارية والموسيقى والطعام والملبوسات التقليدية للشعب الماليزي، ويمثل رمزًا لهويته الوطنية.

وتعدّ الهندسة المعمارية في ماليزيا بوتقة من الجمال والإبداع اندمجت فيها طرز متعددة من أشكال فن العمارة التي جاءت كنتاج للتعدد العرقي والثقافي والديني فيها.

ويحاول السكان من الأعراق المختلفة المحافظة على نموذجهم الخاص في البناء، فتمتاز البيوت التقليدية الخاصة بالعرق المالايوي بتأثرها بشكل كبير بالعمارة الإسلامية مع عدم إغفالها للموروث الثقافي الخاص، وبألوانها الزاهية وكثرة الزخرفة فيها.

أما البيوت ذات الطراز الصيني فتنقسم إلى قسمين: التقليدية ذات اللون الأحمر والسقوف القرميدية المائلة، أما القسم الآخر فهي البابانيونا وتمتاز بوجود فناء داخلي وحديقة، وتشبه إلى حد كبير البيوت الإسبانية ذات الطابع الإسلامي.

كما تتميز بيوت السكان الأصليين في ولايتي صباح وسرواك بما يعرف بالقرى المائية، وهي بيوت خشبية عائمة بنيت على مسطحات مائية، ويربط بينها ممرات خشبية.

الباتيك.. موروث ماليزي تتناقله الأجيال

ويفاخر الماليزيون بفن الباتيك، ويعدّونه إرثًا ثقافيًا عرفته بلادهم منذ القدم وتناقلته الأجيال جيلًا بعد جيل، وهو من أهم الصناعات التقليدية التي تتميز بها دول الأرخبيل الملايوي، وفي مقدمتها ماليزيا وإندونيسيا.

والباتيك أحد الفنون التي تستخدم في الرسم على القماش يدويًا بوساطة الشمع، وتعني الكلمة باللغة الجاوية الرسم التنقيطي أو الوشم.

ويحتفظ المتحف الوطني في ماليزيا بقطع قديمة ونادرة من الباتيك، وقد أدرجت اليونسكو فن الباتيك ضمن قائمة التراث الثقافي العالمي.

دور الحرف التقليدية في الثقافة الماليزية

وتلعب الحرف التقليدية دورًا حيويًا في الحفاظ على ثقافة ماليزيا وتمرير تراثها إلى الأجيال القادمة، حيث تعكس هذه الحرف مهارة الصانعين وتعبّر عن قيم الابتكار والإبداع، ولا يعد التراث في ماليزيا مجرد تاريخ، بل يعد جزءًا حيويًا وملهمًا من هويتهم الثقافية.

وتعكس الحرف اليدوية التقليدية في ماليزيا الفن المعقد والفخر الثقافي لشعبها، بدءًا من المنسوجات الدقيقة المصنوعة يدويًا من الباتيك والمقابس، إلى الأعمال الخشبية المنحوتة بشكل معقد مثل “الكيريس” و”الوايانج كوليت”.

وتعد هذه الحرف اليدوية نوافذ على تاريخ ماليزيا وهويتها، ويبدع الحرفيون هذه التحف الفنية بجهد مضنٍ، باستخدام المهارات التي تنتقل عبر الأجيال، ومن خلال الحفاظ على المهارات التقليدية وتعزيزها، تحمي ماليزيا تراثها الثقافي وتضمن استمرار الأجيال المقبلة في الإعجاب بهذه الأعمال الفنية والتعلم منها.

المصدر: الجزيرة مباشر

إعلان