
تفاكر.. من عصر الخوف إلى عصر الأمل (فيديو)
وقال المرابط “الإنسان ذلك الكائن الغريب وسط أسرته من الكائنات الحيّة، كائن تمرد على الطبية وهي رحم كل الكائنات، ثم أوجد لنفسه رحما أخرى من صنعه، ألا وهي الثقافة”.
وأضاف أن الإنسان “ينطلق ويشيد الحضارات ويبدع أنماط الحياة وينوع فيها، يقيم الدول والمجتمعات ويسطر القوانين والدساتير وهو لا يزال يبني ويكتشف ويبتكر، حتى وصل إلى مفترق طرق، مشدوها حائرا”.
وشرح إن “الإنسان بدأ يستفهم ويسائل ويتفكر”، وقال “نكاد نجزم أن الإنسانية لم تعرف في تاريخها، وضعا مماثلا للوضع الذي تعيش فيه الإنسانية اليوم، وضع يتسم بالحيرة والقلق”.
وأضاف أن الإنسان حقق في خلال الخمسين سنة الماضية، ما لم يتحقق طيلة تاريخه، من رغد العيش في المأكل والمشرب ورفاهية الحياة في المسكن والملبس والصحة والاتصال والتواصل.
لكن مقابل هذا الرغد وهذه الرفاهية كانت هناك ضريبة، ثمنها أن فقد الإنسان الطمأنينة والاستقرار وفقدان الوجهة والبوصلة، ولم يعد العلم كما كان سابقا، حاملا الخيرات والنعم.
وشرح المرابط ذلك بأنه أصبح حاملا للمضرات والنقم، وأصبح أكثر فأكثر مصدرا للخوف والقلق، حتى إن بعض العلماء أطلقوا على القرن العشرين “قرن الخوف”.
وشبّه المرابط عالم اليوم بسفينة (تيتانيك) مبحرة في محيط ممتلئ بالجبال الجليدية، ومنطلقة بسرعة جنونية، لا يوقفها أحد أو يغير اتجاهها، لأن غرور ربانها وعمى بصيرتهم واستغراق ركابها في العبث حال دون استشعارهم للخطر المحدق بها.
وحمل المرابط مسؤولية النجاة من الكارثة التي تحيق بالعالم إلى العلماء، وقال إنهم هم من يمكنهم أن يحولوا دون وقوع ما لا يحمد عقباه، وذلك بتسخيرهم لعلمهم فيما ينفع البشرية.