
تجارب ناجحة في محاربة الفساد.. مع مراد علي (فيديو)
استعرض الدكتور مراد علي -المستشار الإعلامي وخبير الإدارة الاستراتيجية- نماذج لدول تمكنت من محاربة الفساد في حلقة جديدة ضمن سلسلة الفساد وأثره في المجتمع وحياة الناس على موقع الجزيرة مباشر.
وقال علي إن الدول والحكومات يمكنها محاربة الفساد والقضاء عليه بالاعتماد على الكفاءات والتزام مبدأ الشفافية وعدم وجود أي شخص فوق المساءلة.
وأعطى مراد مثالا وهو اعتذار رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، الأربعاء، على انتهاكه قواعد وتدابير مكافحة فيروس كورونا عندما حضر وفريقه بمجلس الوزراء حفل عيد ميلاد وقت حظر التجمعات.
وأضاف “رئيس وزراء بريطانيا الذي يقود دولة من أكبر اقتصاديات العالم وما زالت تهيمن وتؤثر في سياسات العشرات من دول العالم اعتذر ووعد بفتح تحقيق”.
وأضاف “هذا مثال على الشفافية وعدم وجود مسؤول أو حتي رئيس الدولة أو هيئة فوق المساءلة”.
وأوضح أنه في حالة وُجدت فئات أو هيئات فوق المساءلة “انتشر الفساد وعمت الفوضى”.
وفي السياق، لفت مراد إلي تجربة دولة سنغافورة وأشار إلى أن الجمهورية الصغيرة التي تأسست في 9 أغسطس/آب 1965، أصبحت نموذج يحتذى به في محاربة الفساد.
وأردف “سنغافورة بلد صغير جدا وفقير جدا في الموارد الطبيعية ولم تكن تملك أي مقومات لبناء دولة لكن بالتركيز على القضاء تماما على الفساد والكفاءة وعلي اختيار أصحاب المناصب بناء على الجدارة والاستحقاق والنزاهة نجحت سنغافورة في أن تصبح في مصاف الدول صاحبة أعلي نصيب للفرد من الدخل القومي”.
وتابع “وصلت صادرات سنغافورة عام 2020 إلى 700 مليار دولار أمريكي ونصيب المواطن السنغافوري من الدخل القومي حوالي 55 ألف دولار سنويا”.
وقارن المستشار الإعلامي وخبير الإدارة الاستراتيجية بين سنغافورة ومصر والجزائر حيث يبلغ نصيب المواطن المصري من الدخل القومي نحو 3 آلاف دولار والجزائري نحو 3550 دولارا.
وعقد مراد هذه المقارنة كون مصر والجزائر كانتا من الدول التي طلب منها لي كوان يو مؤسس دولة سنغافورة الحديثة معاونته على انتشال بلاده من الفساد عام 1965.
واستطرد “سنغافورة في الستينيات وبداية السبعينيات كانت أسوأ من غالبية دولنا في الفساد، وقال لي كوان إن الفساد كان منظم لدرجة إنهم في عملية واحدة عام 1971 في منطقة واحدة ألقوا القبض علي 250 رجل شرطة كانوا يبتزون سائقي الشاحنات لأخذ إتاوات شهرية”.
واختتم “موظفو الجمارك في سنغافورة كانوا أيضا يأخذون إكراميات تجنبا لرهن البضائع بالأسابيع في الجمرك”.