“تفاكر”.. ما علاقة الغرب بالذات العربية الإسلامية؟ (فيديو)

واصل الدكتور مصطفى المرابط تناوله لموضوع العلاقة بين الذات وتأثير الخارج في مفهوم أسباب التعثر ودعوات الاستنهاض للمجتمعات العربية الإسلامية والجدل المصاحب لذلك.

وقال رئيس مركز مغارب لدراسات الاجتماع الإنساني، في برنامج (تفاكر) على الجزيرة مباشر، فيما يخص علاقة الغرب بالذات العربية الإسلامية، إن الفكر العربي المعاصر تميز بثنائيات متقابلة هي الإسلام والغرب -والأنا والآخر- والذات والموضوع.

وأشار المرابط إلى أن تلك جدليات بالغة التعقد لا يمكن مقاربتها من زاوية واحدة.

وتطرق المرابط إلى آلية التأثير الفكري الغربي الجديد التي أصبحت تستخدم “القوة الناعمة” دون اللجوء إلى القوة الخشنة ” لغة المدافع”، والتي استشهد فيها برواية لكاتب أفريقي حول “الغزو الثقافي الغربي الناعم”.

وقال إن الاختراق لم يعد فعلًا قسريًا يمارس علينا من الخارج بل أصبح استجابة لحاجات داخلية ومطلبًا مرغوبًا فيه حتى من جانبنا دون أن يشعر بها البعض.

وشرح أن الخطابات التي تنتج في ظل هذه التحولات هي خطابات “ملوثة” بفعل الاختراق الذي مورس على الذات عبر مراحل، وذلك باستهداف الآليات التي تنتج الفعل الثقافي وتصنع مقومات الاجتماع العربي الإسلامي.

وأوضح أن ذلك تم أيضًا بزرع آليات جديدة مكان الآليات القديمة وهي تعيد إنتاج الاجتماع العربي الإسلامي وفق مفردات قاموس اللغة المستحدثة، ولم يعد لأحد أن يدعي بأنه بمنأى عن هذا الاختراق.

ونبهّ إلى أن محاولة إنكار الاختراق يؤدي لاستنزاف محاولات الإصلاح ويزيد المسافة بيننا وبين الوعي والاستنهاض ويزيد من تعقيد معادلة منع السقوط، والتي هي أصلًا معقدة.

ودعا المرابط إلى النظر للأمر من ناحيتين الأولى هي ما قبل عملية الاختراق عندما كانت المجتمعات المحلية تعمل وفق سياقها الحضاري الخاص، والثانية على مستوى ما بعد الاختراق عندما فصلت المجتمعات وقطعت عن سياقها التاريخي والثقافي.

وختم بأن مقارنة نتائج هذه الاستنتاجات، كفيلة بالكشف عن مكامن الخلل وحجمه، وقرن ذلك بطرح جملة من الأسئلة ترتبط بالواقع اليوم، حول كيف تمت عملية التداخل بين الذات والآخر (الغرب)؟ وما المراحل التي مرت بها؟

المصدر : الجزيرة مباشر