
سلسلة أمثالنا.. “مُساءلة الرّكبان” مع شاب راوي (فيديو)
وفي الحلقة، قال شبراوي: دخل أبو القاسم جار الله الزمخشري (صاحبُ الكشاف) بغداد وقابله أبو السعاداتِ ابنُ الشجري، فلما جالسه أنشد ابن الشجري (كانت مساءلة الركبان تخبرنا/ عن أحمد ابن داود أطيب الخبر/ حتى التقينا فلا والله ما سمعت/ أذني بأطيب مما قد رأى بصري)، ويقال ذلك في المدح.
وتابع: هذه القصة نقلها لنا أبو البركات بن الأنباري في كتابه (نزهة الألِبَّاء في طبقات الأدباء)، في مصادر أخرى منها (سيرُ أعلام النبلاء) لشمس الدين الذهبي، و(المثل السائر في أدب الكاتب والشاعر) لضياء الدين بن الأثير، ورد اسم الممدوح هو جعفر بن فلاح.
وأضاف شبراوي: لكن ابن خلِّكان صاحب (وفيات الأعيان) أورد البيتين في ترجمته لجعفر بن فلاح الكتّامي، وهو من قادة المعز لدين الله الفاطمي، ونسب ياقوت (معجم الأدباء) البيتين لابن هانئ الأندلسي.
واستطرد: في عكس ذلك يقال (لا تطمع في كل ما تسمع)، وقالوا (تسمع بالمُعيدي خير من أن تراه)، وقالوا (من خالفت أقواله أفعاله/ تحولت أفعاله أفعى له)، وقالوا (كالطبل يُسمع من بعيد وباطنه من الخيرات خال)، وكذلك في أمثالهم “ما كل بيضاء شحمة ولا كل سوداء فحمة ولا كل حمراء جمرة”.
وتناقش سلسلة (أمثالنا) الصلة بين الأمثال الشعبية في العالم العربي وعلاقتها بأصولها في الفصحى، بجانب التأثيرات الاجتماعية والثقافية في توليد الأمثال، وتعبيرها عن آمال الشعوب وآلامها.