
سلسلة أمثالنا.. “إن الهدايا على مقدار مُهديها” مع شاب راوي (فيديو)
وفي الحلقة، قال شبراوي: هاجر الشاعر اللبناني نعمة قازان إلى البرازيل، وذات يوم زاره صديقه وابن بلده الشاعر توفيق ضعون، وأهدى قازان زائره حذاءً مصحوبًا ببيتَي شعر (لقد أهديتُ توفيقًا حذاءً .. فقالَ الحاسدونَ: وما عليهِ؟ / أما قالَ الفتى العربيُّ يومًا .. شبيهُ الشيءِ منجذبٌ إليهِ).
وتابع: قرأ ضعون البيتين وثارت ثائرته، فلما سكت عنه الغضب، رد على صاحبه، ودواها بالتي كانت هي الداء، فقال (لو كانَ يُهدى إلى الإنسانِ قيمتُهُ .. لكنتُ أستأهلُ الدنيا وما فيها / لكنْ تقبّلتُ هذا منكَ معتقدًا .. أنَّ الهدايا على مقدارِ مُعطيها).
وأضاف شبراوي: في أمثالها تقول العرب “إن الهدايا على مقدار مُهديها”، أورده صاحب (زهر الأكم في الأمثال والحكم)، وعلّق عليه بقوله “والمثل ظاهر المعنى”، وقيل الهدية هداية، والهدية بضاعة تُيسّر الحاجة، ونعم الشيء الهدية بين يدَي الحاجة، ومن صانع بالمال لم يحتشم.
واستطرد: الهدية مطلوبة ما لم يكن المراد بها إبطال حق والتماس باطل؛ فإنها تنقلب رشوةً وتكون سُحتًا.. قال بعضهم “الهدية تعوّر عين الحكيم، وسائر الناس تُعميهم”، ومن أمثال الفرس (الهدية تغالط العقول)، ولبعضهم (إذا أتتِ الهديةُ دارَ قومٍ .. تطايرتِ الأمانةُ من كواها).
وتناقش سلسلة (أمثالنا) الصلة بين الأمثال الشعبية في العالم العربي وعلاقتها بأصولها في الفصحى، بجانب التأثيرات الاجتماعية والثقافية في توليد الأمثال، وتعبيرها عن آمال الشعوب وآلامها.