“تفاكر”.. ما أسباب ربط العنف بالدين في الخطاب الإعلامي والأكاديمي؟ (فيديو)

تطرّق الدكتور مصطفى المرابط -رئيس مركز مغارب لدراسات الاجتماع الإنساني- إلى العلاقة بين الدين والعنف في حلقة جديدة من برنامجه (تفاكر).

وناقش أكثر الأسباب المرتبطة بالعنف والتطرف والإرهاب في الخطاب الإعلامي والأكاديمي وهو ببساطة الدين وبشكل خاص الإسلام، متسائلًا عن مدى صحة هذا الربط بين الدين والعنف.

وأوضح المرابط دور الإعلام في نسج هذه الصور التي تربط العنف بالإسلام بشكل مباشر أو غير مباشر مستغلة في ذلك الفضاء المفتوح حيث تضخم المعلومات وضبابية تقييمها وفرزها مما يسهل التلاعب بالرأي العام وتضليله، والأمثلة على ذلك كثيرة بدءًا من أحداث 11 سبتمبر ومرورًا بغزو العراق إلى ما يسمّى الحرب على الإرهاب.

وأشار إلى أن هذه المفاهيم المتعلقة بالتطرف والعنف والإرهاب من كثرة استعمالاتها الإعلامية وتوظيفاتها السياسية لا تساعد على الفهم أو توضيح الصورة أو تفسير الأحداث إنما تسهم في تضبيب المشهد وتشويش الإدراك وتشويه الحقائق.

وعندما تتلاعب الصناعة الإعلامية بالمعلومات تعمد إلى تشويهها وذلك بإعادة إخراجها أو صياغتها سواء بتضخيمها أو تقزيمها، تمامًا كما هو الحال مع نموذج المرآة فعندما تكون المرآة عادية تعكس صورة مطابقة للأصل وإذا كانت مقعّرة أو محدّبة فإن الصورة لن تكون فقط مشوهة بل أكبر أو أصغر من حجمها الحقيقي.

وبالتالي فإن صناعة المفاهيم ليست بريئة ولا أمينة تمامًا -وفق المرابط- فمفردة الإرهاب على سبيل المثال عندما ترتبط بحادث ما يرتكبه مسلم يكون الأمر مضاعفًا بينما إذا كان مرتكبه غير مسلم فيوصف بأنه “مختل عقليًا”، وهنا نجح الإعلام في ربط التطرف والعنف بالإسلام والمسلمين بل وجعله شرطيًا فيكفي فقط التلويح بمفردة الإرهاب لكي تتداعى في أذهان الرأي العام ربطه بالإسلام.

أفيش فيلم (اسمي خان)

ولفت المرابط إلى تيارين على طرفي نقيض في تفسير علاقة الإرهاب بالدين:

  • الأول يعتبر جوهر الدين هو مصدر أو سبب الراديكالية والتطرف.
  • والثاني يعتبر الدين مسوغًا للراديكالية، ذلك أن ظاهرة التطرف والعنف تجد أساليبها في مجموعة من العوامل يكون الدين فيها ثانويًا وهو ما يُعرف بأسلمة الراديكالية أو التطرف.

ورغم التباين بين التيارين فإنهما يشتركان في اعتبار الدين هو حجر الزاوية سواء بشكل مباشر أو غير مباشر، والسؤال هنا: ما الذي تغيّر حتى غدا الدين مصدر إنتاج لهذه الظاهرة أو مسوغًا لها؟

يقول المرابط إنه لا بد من الأخذ بعين الاعتبار السيرورة التاريخية لهذه المجتمعات التي ظلت منذ مرحلة الاستعمار مختبرًا للتجارب انهارت معها معالم الاهتداء، ولا بد كذلك من الانتباه إلى طبيعة الاستفزازات والضغوط المادية التي تمارَس على هذه المجتمعات التي تعيش تحت قهر الخارج وظلم الداخل منذ سقوط المعسكر الاشتراكي.

وخلص المرابط إلى أن المشكلة ليست في الدين وإنما في الفضاء المفتوح الذي يولّد تلك الأسئلة، فالدين في تلك المجتمعات مستودع يلجأ إليه الناس لتحقيق كينونتهم ومنحهم معنى لوجودهم، فالمشكلة ليست في الأجوبة لأنها نتيجة، وإنما المشكلة تكمن في الأسئلة والبيئة المستنبتة لها لأنها السبب “فحذارِ من وضع العربة أمام الحصان”، واختتم بمشهد من الفيلم الهندي (اسمي خان) الذي ناقش الربط بين الإرهاب والإسلام.

المصدر : الجزيرة مباشر