
سلسلة أمثالنا.. “ضرب الله مثلًا” مع شاب راوي (فيديو)
وقال شبراوي: في قوله تعالى (إِنَّ اللَّهَ لَا يَسْتَحْيِي أَن يَضْرِبَ مَثَلًا مَّا بَعُوضَةً فَمَا فَوْقَهَا)، قال الزمخشري في (الكشاف) “ولله در التنزيل وإحاطته بفنون البلاغة وشُعبها، لا تكاد تستغرب منها فنًا إلا عثرت عليه فيه على أقوم مناهجه، وأشد مدارجه”.
وتابع: تزيد قناعتك بقوة الأمثال إذا علمت أن الكتب السماوية استعملتها، وفي القرآن الكريم يقول ربنا عز وجل (وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ ۖ وَمَا يَعْقِلُهَا إِلَّا الْعَالِمُونَ)، ويقول عزّ من قائل (وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ).
وأضاف: ضرب الله المثل لتقريب مفهوم قدرته وإعجازه، فقال سبحانه (يَا أَيُّهَا النَّاسُ ضُرِبَ مَثَلٌ فَاسْتَمِعُوا لَهُ ۚ إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ لَن يَخْلُقُوا ذُبَابًا وَلَوِ اجْتَمَعُوا لَهُ ۖ وَإِن يَسْلُبْهُمُ الذُّبَابُ شَيْئًا لَّا يَسْتَنقِذُوهُ مِنْهُ ۚ ضَعُفَ الطَّالِبُ وَالْمَطْلُوبُ).
وقال: الإنسان ابن عوائده -أي بيئته-، ولذلك وردت الأمثال على لسان من أوتي جوامعَ الكلم -صلى الله عليه وسلم- لتقريب الأمور والإمعان في الإفادة ولترسيخ الفكرة في الأذهان، وتسهيل استحضارها والتمثُّل بها، وقد قال الترمذي: الأمثال مرآةُ النفس.
واستطرد: جمع لنا أبو الشيخ الأصبهاني جملة من للأمثال النبوية، منها قوله -صلى الله عليه وسلم-: الحرب خُدعة، زر غبًا تزدد حبًا، الخير عادة والشر لجاجة، كل معروف صدقة، العِدة عطية، لا ينتطح فيها عنزان، ليس الصيد لمن أثاره بل لمن حصّله، وغيرها الكثير.
وتناقش سلسلة (أمثالنا) الصلة بين الأمثال الشعبية في العالم العربي وعلاقتها بأصولها في الفصحى، بجانب التأثيرات الاجتماعية والثقافية في توليد الأمثال، وتعبيرها عن آمال الشعوب وآلامها.