
سلسلة أمثالنا.. “الصيف ضيعت اللبن” مع شاب راوي (فيديو)
وقال شبراوي: تأتينا القصة الأولى لميلاد هذا المثل من رائد تدوين الأمثال في العالم العربي، المفضَّل بن محمد الضبي، وذلك أن رجلًا مُسنًّا تزوج من فتاة حسناء من أبناء عمومته، فكرهت الحياة معه وطلبت الطلاق، فلما طلقها تزوجت شابًا وسيمًا لكنه فقير.
وتابع: ذات يوم، أرسلت المرأة لزوجها الأول تطلب شيئًا من اللبن، فقال المسن للجارية: قولي لها “الصيف ضيعت اللبن”؛ فأرسلها مثلًا، وهو يُضربُ للرجل يتركُ الشيء وهو ممكن، ويطلبه وهو متعذِّر.
وأضاف شبراوي: اختار الصيفَ على وجه التحديد لأنها طلبت الطلاق في الصيف، فهو بذلك يقول لها يوم طلبتِ الطلاقَ أضعتِ اللبن، وفي المثل إشارة إلى عاقبة الطمع.
واستطرد: في أغلب المصادر يرِد المثل بصيغة الخطاب للمفرد المؤنث (ضيعتِ)، بينما نجد ابن الأنباري يقول: أخبرنا أبو العباس عن سلمة عن الفرَّاء قال (الصيف ضيعتَ اللبن) بفتح التاء، واختلافٌ يسير نجده في (إكمال تهذيب الكمال) إذ يقول الصيف ضيحت اللبن (بالحاء المهملة) بدلًا من العين المعجمة، وعند الأصمعي تغيير آخر إذ يضيف حرف الجر (في) ليتحول المثل من (الصيفَ ضيعتِ اللبن) إلى (في الصيفِ ضيعتِ اللبن).
وتناقش سلسلة (أمثالنا) الصلة بين الأمثال الشعبية في العالم العربي وعلاقتها بأصولها في الفصحى، بجانب التأثيرات الاجتماعية والثقافية في توليد الأمثال، وتعبيرها عن آمال الشعوب وآلامها.