
تفاكر.. مقدمات في فهم ظهور مجتمع الاستهلاك (فيديو)
وتحدث الدكتور مصطفى المرابط، عن الاستهلاك الذي يمثل أحد أوجه روح العصر، وأشار إلى أن ذلك يعود إلى سببين: أولهما أسس نظام العالم، ولا يبدو فيه الإنسان سوى حلقة من حلقات التطور البيولوجي للأنواع.
وبهذا يكون السبب الثاني تطبيقا أو ترجمة للسبب الأول، بمعنى أن الأول موجود ولكن بالقوة وبالتالي يحتاج إلى إخراجه إلى حيز الوجود.
وقال إن ذلك يكون خلال ما ابتكره من أدوات بغرض الإحاطة بالإنسان والتحكم فيه وتأطيره وتثبيت قيم تلك الأسس- أي تلك الفلسفة في نفس الإنسان وعقله ووجدانه، وبالتالي صارت هذه القيم مدونة سلوكية للاجتماع الإنساني.
وشرح المرابط أن السبب الثاني يبدو وكأنه هو المدخل لفهم صيرورة السبب الأول من جهة، ومن جهة أخرى لتفسير واقع الإنسان المعاصر من جهة أخرى.
وقال “إذا كانت الصفات التي تتوزع بين “الإنسان الاقتصاداني والإنسان الاستهلاكاني” هي السمة الغالبة في الإنسان المعاصر، فإنها تؤكد ما انتهت إليه الخلاصات.
وتلك الخلاصات هي: أن هناك هيمنة للاقتصاد على الاجتماع الإنساني، واستبداد للاستهلاك بنمط الحياة.
وشرح المرابط أن القرن العشرين شهد طفرات صناعية كبيرة وأصبح الإنتاج وفيرا يزيد عن الحاجة، ما طرح إشكالا اقتصاديا حقيقيا يتمثل في كيفية استهلاك كل هذه المنتجات الفائضة عن الحاجة.
وبهذا كان لابد من حدوث انقلاب في هذا التصور الاقتصادي، ما أجبر على البحث عن منافذ لتسويق هذه السلع، إذ لم تعد المفاهيم القديمة تتماشى مع الطفرة في الاقتصاد الرأسمالي.
وختم قائلا إن هذا “الانقلاب كان خطيرا ليس في تاريخ الاقتصاد فحسب بل في تاريخ الإنسانية الاجتماعي برمته وكانت له عواقب وخيمة على الإنسان وعلى المجتمع”.