
سلسلة أمثالنا.. “لو تُرك القطا ليلًا لنام” مع شاب راوي (فيديو)
وفي الحلقة، قال شبراوي: القطا جمع قطاة، وهو من الطيور الموصوفة بالصدق، وفي (التمثيل والمحاضرة) “أهدى من القطا”، “وما القطا بكذاب”.
وأضاف في حديثه عن مورد المثل “أغارَ عمرو بن مامة على قومٍ من مُراد، فقصدوه ليلًا، وانتبهت امرأته إلى حركة مريبة فأخبرته، لكنه لم يهتم وقال لها: إنه القطا، فأجابته: لو تُرِك القطا لنام، وبعد قليل وثب الأعداء على ابن مامة وقتلوه، فذهبت كلمة امرأته مثلًا”.
وتابع: عند المفضل الضبي، نجد قصة أخرى لمورد هذا المثل، وأن أول من قالته حذام بنت الريان، وحذام (بفتح الحاء وكسرها)، عندما أغار قومٌ على أهلها فقالت: (ألا يا قومنا ارتحلوا وسيروا/ فلو تُرك القطا ليلًا لناما)، ثم يضيف الضبي تتمةً لهذه القصة، وأن ديسم بن طارق صاح بصوتٍ عال (إذا قالت حَذامِ فصدقوها/ فإن القولَ ما قالت حَذامِ)، وهؤلاء قد نجوا على خلاف ما وقع لابن مامة!
وقال شبراوي: الليل وقت مناسب للإغارة على الأعداء، وكانوا يتواصون بإنجاز بعض المهام الصعبة فيه، يقول حكيم العرب أكثم بن صيفي في وصيته لأبنائه “ادرعوا الليل واتخذوه جملًا، فالليل أخفى للويل”، ويقال “رأيتُ الدواهي بالليل أدهى”، وكذلك “شمِّر ذيلًا وادرع ليلًا”، ومنه قولُ الشاعر (لا تلق -إلا بليلٍ- من تواصِلُه/ فالشمسُ نمّامةٌ والليلُ قوادُ)، ويُقال للأمر الذي يُستدلُ به على الشر وللساكنِ يتحرّك، ولمن لا يتهيّج حتّى يُهيّج، وقريبٌ منه قولهم “لو تُرك الضبُ بأعداء الوادي”، أي بنواحيه.
وتناقش سلسلة (أمثالنا) الصلة بين الأمثال الشعبية في العالم العربي وعلاقتها بأصولها في الفصحى، بجانب التأثيرات الاجتماعية والثقافية في توليد الأمثال، وتعبيرها عن آمال الشعوب وآلامها.