
سلسلة أمثالنا.. “تعست العجلة” مع شاب راوي (فيديو)
وفي مورد المثل، قال شبراوي: أرسلت عائشة بنت سعد بن أبي وقاص مولاها فِنْد واسمه أبو زيد، ليقتبسَ لها نارًا، فوجد قومًا يخرجون إلى مصر فتبعهم، وأقام بها سنةً ثم قدِم فأخذ نارًا وجاء يعدو فَعَثَرَ وتبدّدَ الجمر؛ فقال: تَعِسَتِ العَجَلَة! وسمعته عائشة فقالت (بعثتُك قابسًا فلبثتَ حولًا/ متى يأتي غُويثُك من تُغيث)، وقد قيل “أبطأ من فِنْدٍ”.
وتابع: في القاموس المحيط للفيروزآبادي الفِنْدُ (بالكسر) الجبل العظيم، أو قِطعةٌ منه، وهو اسم جبل بين الحرمين الشريفين، وأرضٌ لم يُصبها مطر، والفَنَدُ الخَرَف وإنكار العقل لِهَرَمٍ أو مرض، والخطأ في القول والرأي، وفنَّده تفنيدًا: كذَّبَه وعجَّزَه وخطَّأ رأيه، ويقال: أفناد الليل أركانه!
واستطرد: في ثنائية التأني والعجلة قالت العرب “دعوا الرأي يغب حتى يختمر وإياكم والرأي الفطير”، ويقول الشاعر (لا تعجلنّ فربما عجِل الفتى فيما يضرُّه/ ولربما كرِه الفتى أمرًا عواقِبُهُ تسرُّه)، وقال القطامي (قد يدركُ المتأنِّي بعضَ حاجتِه/ وقد يكونُ مع المستعجلِ الزَّللُ)، وكذلك يقال “العجولُ مخطِئٌ ولو ملك، والمتأني مصيبٌ وإن هلك”، “لم تُبن روما في يومٍ واحد”، وكان يوليوس قيصر يقول “أسرع ببطء”، “وما نفعله بسرعة لا نفعله بإتقان”.
وتناقش سلسلة (أمثالنا) الصلة بين الأمثال الشعبية في العالم العربي وعلاقتها بأصولها في الفصحى، بجانب التأثيرات الاجتماعية والثقافية في توليد الأمثال، وتعبيرها عن آمال الشعوب وآلامها.