سلسلة أمثالنا.. “غثك خير من سمين غيرك” مع شاب راوي (فيديو)

وفي الحلقة، قال شبراوي: يُضرب هذا المثل في الحث على القناعة، والمراد اقنع بما عندك ولا تطمع في ما عند غيرك، وهو قريبٌ من قوله تعالى {وَلَا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلَىٰ مَا مَتَّعْنَا بِهِ أَزْوَاجًا مِّنْهُمْ زَهْرَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ ۚ وَرِزْقُ رَبِّكَ خَيْرٌ وَأَبْقَىٰ}.

وعن الألفاظ الواردة في المثل، قال شبراوي: الغثُ الرديء الفاسد من كل شيء، يقال غثَّ حديثُه أي فسَد ورَدُؤ، وغثّ في خُلُقه ساء، وكلامٌ غث أي سخيف، وغثّ في منطقه وحديثه أي جاء بكلامٍ غثٍّ لا معنى له، ولاَ يُمَيِّزُ بَيْنَ الغَثِّ وَالسَّمِينِ بمعنى لاَ يُمَيِّزُ بَيْنَ الرَّدِيءِ وَالْجَيِّدِ.

واستطرد: تنسب بعض المصادر هذا المثل إلى حكيم العرب أكثم بن صيفي، في حين ينسبه صاحب (الفاخر في الأمثال) إلى معن بن عطية الـمَذْحِجي ويقال لمعن بن عرفطة، وساق قصة طويلة لمورد المثل.

وتابع: وفق رواية الضبي، فإن في المثل تقديمًا للأهل وأولي القربى -وإن كانوا من الخاملين- على غيرهم مهما ارتفعت مكانتهم وطارت شهرتهم، لكنه يُضرب -بشكل واسع- في الحث على القناعة باليسير، كقولهم “عصفور في اليد خيرٌ من عشرة على الشجرة”، و”أزرى بنفسه من استشعر الطمع”، و”الطامع خاسر”.

وتناقش سلسلة (أمثالنا) الصلة بين الأمثال الشعبية في العالم العربي وعلاقتها بأصولها في الفصحى، بجانب التأثيرات الاجتماعية والثقافية في توليد الأمثال، وتعبيرها عن آمال الشعوب وآلامها.