
سلسلة أمثالنا.. “حسبك من القلادة ما أحاط بالعنق” مع شاب راوي (فيديو)
وفي الحلقة، قال شبراوي: قيل لعقيل بن علّفة لم لا تُطيل الهجاء؟ فقال “حَسْبُك من القلادة ما أحاط بالعنق”، وهو مثلٌ من أمثال العرب، أورده الميداني في مجمع الأمثال، أي اكتف بالقليل من الكثير، قال الزمخشري في المستقصى “يُضرب في وجوب الاكتفاء من الشيء بما تتم به الحاجة”.
وأضاف: حسبُك مصدر، بمعنى كافيك وناهيك، والقِلادة العِقد، ما يحيط بالرقبة من زينة، ومنه (العِقد الفريد)، ويقال فلانٌ “واسِطة العِقد”، وانفرط عِقْدُهم: تفرَّقوا واختلفوا.
وتابع: أما العَقد (بفتح الأول) فهو نقيض الحل، عقد الحبل عَقْدًا وحلّه حَلًّا، وكذلك العقد ما بين الناس من عهود ومواثيق، وفي القانون العقد شريعة المتعاقدين، ومنه عَقْدَ الزواج وعَقْد العمل، وبلغ العَقْد الرابع من عمره، أي بلغ سن الأربعين، ومنه ألفاظ العقود.
واستطرد: في هذا المثل دعوةٌ لنبذ الإسهاب في غير طائل، ودعوةٌ للإيجاز الذي هو غاية البلاغة، وقد لاموا الكميت بن زيد على الإطالة، لكن لجرير بن عطية فلسفةً مغايرة، إذ سئل: لم لا تُقصّر؟ فقال: “إن الجماح يمنع الأذى”، أي أن كثرة هجائه خصومه تضع لهم حدًا وتمنعهم من التطاول عليه.
وتناقش سلسلة (أمثالنا) الصلة بين الأمثال الشعبية في العالم العربي وعلاقتها بأصولها في الفصحى، بجانب التأثيرات الاجتماعية والثقافية في توليد الأمثال، وتعبيرها عن آمال الشعوب وآلامها.