تفاكر.. لماذا تأخر المسلمون وتقدم غيرهم؟ (فيديو)

تناول الدكتور مصطفى المرابط رئيس مركز مغارب لدراسات الاجتماع الإنساني في حلقة جديدة من برنامجه (تفاكر) أسباب تعثر النهضة في العالم العربي والإسلامي.

وقال المرابط، إن المجتمعات العربية والإسلامية استفاقت لتجد نفسها أمام أسئلة كبرى حول لماذا تأخر المسلمون وتقدم غيرهم؟ مشيرًا إلى منهجين سائدين في النظر إلى هذه العوامل.

وأوضح أن هناك قراءات متنوعة ومتعددة للأوضاع العربية والإسلامية تنقسم في عمومها إلى قسمين كبيرين، الأول يرى في العوامل الذاتية والداخلية السبب الرئيس فيما انتهت إليه هذا الأوضاع من ضعف وتراجع.

وقال إن هذه الأطروحة تقول إن التحولات والتغيرات التي طالت المجتمع العربي والإسلامي ما هي إلا انعكاس لما أصاب الذات العربية والإسلامية، من حالات الضعف والهوان والانهزام.

وتركز هذه الأطروحة على عوامل الداخل دون الالتفات إلى الشروط الموضوعية والعوامل الخارجية، وتقوم في ذلك على جملة من الشواهد والمبررات تستمده من العوامل التاريخية، إضافة إلى الاستشهاد بالنصوص الدينية.

العوامل الخارجية

أما الأطروحة الثانية فتركز فيما أصاب هذه المجتمعات من ضعف على العوامل الخارجية فقط، وترى أنه تم التخطيط لها من قبل القوة الدولية عبر استراتيجيات عبر تفاهمات بين هذه القوة.

واعتبر هؤلاء أن ما نفذ من خلال هذه الاستراتيجيات تم من خلال طرق مباشرة مثل الحروب أو الانقلابات، أو أخرى بطريقة غير مباشرة منها ممارسة الضغوط الاقتصادية والسياسية.

ومن هنا فإن وضع العالم العربي والإسلامي منظور إليه من قبل أصحاب هذه الأطروحة وفي هذه الزاوية بأنه يخضع للظروف الخارجية والسياسات الدولية وما تمارسه في هذا الإطار لتنفيذ مخططاتها.

وأشار المرابط إلى أن الأطروحتين تحملان من الحقائق ما يجعل المرء يحار في تقييمهما، مشيرًا إلى أن الإشكالية تكمن في النظر إلى المنهجية في قراءة الواقع والأوضاع.

ودعا المرابط إلى قراءة حصيفة وسديدة لهذا الواقع، لأن التشخيص والتحليل السائد بين الأطروحتين ورغم أنه يحمل بعض الحقائق إلا أنها متغيرتان بفعل تغير العوامل حولهما.

وقال “يجب أن نكف عن رسم خارطة المجتمعات العربية والإسلامية على العوامل الداخلية والخارجية فقط، موضحًا أن هذا الواقع تتداخل فيه أيضًا العوامل الذاتية”.

المصدر : الجزيرة مباشر