تفاكر.. “الزوجية معبر من الإنسان الفرد إلى الإنسان الجماعة” (فيديو)

تحدّث الدكتور مصطفى المرابط، رئيس مركز مغارب لدراسات الاجتماع الإنساني، في حلقة جديدة من برنامجه (تفاكر) عن الزوجية، وكيف أنها معبر من الإنسان الفرد إلى الإنسان الجماعة؟

وقال “لقد انتهينا في الحلقة السابقة إلى مجموعة من الخلاصات مفادها أنه لا يمكن الحديث عن الفرد بمعزل عن الجماعة والنوع، لأنه إذا كان النوع يمنح الفرد مقومات البيولوجية بأن يكون بشرًا، فإن الجماعة تمنح له المقومات الثقافية لأن يصبح إنسانًا”.

كما لا يمكن، وفقًا لـ”المرابط”، “الحديث عن الجماعة بمعزل عن الفرد والنوع، لأن الفرد هو العمود الفقري للجماعة، والنوع هو المحيط الذي تتنفس فيه الجماعة وتتطور، ولا يمكن الحديث عن النوع بمعزل عن الفرد والجماعة، لأن الفرد هو خلية النوع التي تختزن خريطته الجينية، أما الجماعة فهي الرافد الذي يغذي النوع ويوسعه”.

وأضاف “أمام هذه المعطيات، يصبح الحديث عن الفرد لذاته، لكائن مستقل لا أساس له ولا معنى، مما ينتج تهافت الأطروحة التي تقيم بنيانها على حرية فردية لا تؤسس لها في استقلال عن الجماعة والنوع، بل تطرح نفسها مقابل الجماعة والنوع وهنا مكمن خطورتها، ونفس الأمر يمكن أن يقال بالنسبة للجماعة والفرد”.

وتابع “إذا كانت الجماعة هي اجتماع مجموعة من الأفراد على مصالح مشتركة، فإن تشكيل المجتمع أكثر ترتيبًا، حيث تتوسع العلاقات أفقيًا وعموديًا، فالاجتماع الأول على المستوى الأفقي هو اجتماع كمي، أما الاجتماع العمودي يحضر فيه البعد الكيفي والنوعي، وحياة الإنسان تتأرجح بين هذا وذلك”.

وأوضح بين كل هذا “تبرز علاقة من نوع خاص تجمع بين الرجل والمرأة تنظم في أشكال معينة، يحدد المجتمع أطرها، ومنها الذي يرتقي إلى الزوجية، حيث يتم تعاقد يؤسس لحياة واحدة، بمعنى أن الرجل والمرأة يصبح “زوجًا”.