أبو شجاع.. قائد كتيبة طولكرم وأيقونة المقاومة في الضفة

تعرض أبو شجاع لأول اعتقال من قبل الاحتلال الإسرائيلي في سن السابعة عشرة (مواقع التواصل)

استشهد الخميس 29 أغسطس/آب 2024، محمد جابر “أبو شجاع” قائد كتيبة طولكرم، إحدى كتائب سرايا القدس، الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، الشخصية التي برزت مؤخرا في المقاومة الفلسطينية بالضفة الغربية، ولاحقته السلطة الفلسطينية وقوات الاحتلال بعد مشاركته في عمليات ضدها.

وُلد أبو شجاع في مخيم نور شمس بمدينة طولكرم بالضفة الغربية، وتعرض لما تعرض له أبناء الشعب الفلسطيني من اضطهاد واعتداء من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي.

لم يكمل أبو شجاع، المنتمي لعائلة فلسطينية هجّرها الاحتلال من مدينة حيفا في نكبة عام 1948، دراسته لظروف قاهرة.

بعد أن شهد منذ طفولته معاناة الشعب الفلسطيني في وجه المحتل، قرر أبو شجاع الانخراط في أعمال المقاومة في الضفة الغربية حتى صار أحد قادتها.

أول اعتقال

دخل “أبو شجاع” عالم المقاومة مبكرا، حيث تعرض لأول اعتقال من قبل الاحتلال الإسرائيلي في سن السابعة عشرة.

لم تكن هذه المرة الوحيدة، فقد تكرر اعتقاله مرتين أخريين، قضى خلالها نحو خمس سنوات في سجون الاحتلال.

ولم تقتصر الاعتقالات على الجانب الإسرائيلي فقط، بل تعرض للاعتقال مرتين من قبل الأجهزة الأمنية التابعة للسلطة الفلسطينية أيضا.

أسرة أبو شجاع

لم يُستهدف محمد فقط، بل طال الاستهداف عائلته أيضًا، إذ تعرض شقيقه الأكبر عدي لعدة اعتقالات من قبل قوات الاحتلال.

أما شقيقه الأصغر أحمد، فلا يزال معتقلاً منذ عامين في سجون الاحتلال. بالإضافة إلى ذلك، فقد محمد شقيقه الآخر، محمود، الذي استشهد خلال اقتحام لمخيم نور شمس من قبل الجنود الإسرائيليين.

وفي ظل الاقتحامات المتكررة لمخيم نور شمس، رفض أبو شجاع ومجموعته الاستسلام عدة مرات، وبقي مطاردا. خلال هذه الفترة، تعرض منزل عائلته لمداهمات عديدة من قبل قوات الاحتلال التي قامت بتدميره مرات عدة.

أكد الإعلام الإسرائيلي أن “أبو شجاع” كان من أبرز المطلوبين لدى إسرائيل ووصفه بأنه “شخصية مزعجة للاستقرار في شمال الضفة الغربية”. ورغم نشأته في بيت بسيط، إلا أن شخصيته وقدراته جعلت منه “رمزًا وقائدًا”، حسب وصفهم.

في 21 إبريل/نيسان 2024، تفاجأ الجميع بظهور “أبو شجاع” في موكب تشييع شهداء بمدينة طولكرم، رغم إعلان الاحتلال الإسرائيلي عن اغتياله قبل أيام من ذلك التاريخ بعد اشتباكات عنيفة استمرت لمدة 50 ساعة في مخيم نور شمس، والتي أسفرت عن استشهاد 14 فلسطينياً.

الإنقاذ من حصار السلطة

الجمعة 26 يوليو/تموز 2024، قالت مصادر محلية للجزيرة مباشر، إن عددا من الأهالي في مدينة طولكرم بالضفة الغربية، نجحوا في إخراج أبو شجاع من مستشفى ثابت ثابت الحكومي، ونقله إلى المخيم، وذلك بعد محاولة من قوات أمن السلطة الفلسطينية لاعتقاله.

وبعد إخراج محمد جابر من المستشفى، توعدت “سرايا القدس” الأجهزة الأمنية للسلطة قائلة في بيان “فمن سيعتدي علينا سنعتدي عليه بمثل ما اعتدى. ومن يسيء ويستبيح دماء المجاهدين وأمهات الشهداء سيلقى منا ما سيلقاه”.

أما حركة المقاومة الإسلامية (حماس) فقالت إن “سلوك أجهزة أمن السلطة الفلسطينية في ملاحقة المقاومين وصل إلى حد خطير”.

المصدر : الجزيرة مباشر + مواقع إلكترونية

إعلان