سماح إبراهيم تكتب: رسالة من قلم “إرهابي” للسيسي..أبشر يا رجل

بقلب منفطر تدعو علي رجل السلطة عبد الفتاح السيسي بأن يحرق قلبه بموت أبناءه, وتتابع بعد شهقة … ولا يكفيني … بل يعذب في الدنيا ويتمنى الموت. يتبع

إعلان

كنت بزيارة لمنزل أسرة المخرج محمد الديب “قتيل عربة ترحيلات أبو زعبل” الجمعة 19 سبتمبر 2015 م , كعادة أمه أحضرت  “تيشرت” ابنها الفقيد الذي كان يرتديه قبل وفاته ثم احتضنته بشدة وهي تبكي وكأنه مات بالأمس, تروي نفس التفاصيل الموجعة بكل مقابلة, رغم مرور عامين من ارتقاءه بعيداً عن عالمنا .. بنفس العبارات تتحدث عنه: ” كان  أطيب أبنائي .. وأكثرهم طاعة .. وطموحا .. يحب عمله ويعشق الكاميرا .. سمعت أن الأموات يسمعون !!  أيجوز لولدي الزواج والإنجاب بالجنة!!  تتحدث وهي تنظر إلى ملابسه, لإيصال رسالة قد تصل أو لا تصل  .. مفادها:  إنه عالق بالأذهان لم يغب عن جلستنا.

ترك لها قبل وفاته رؤية مطمئنة, قالت عنها: قبل مايموت قال لي إنه رأى رسول الله صلي الله عليه وسلم يفسح  له مكانا إلى جواره, وناداه قائلاً:  تعالى هنا يا محمد … وظل يعرفه علي الصحابة اسماً اسماً “

بقلب منفطر تدعو علي رجل السلطة عبد الفتاح السيسي بأن يحرق قلبه بموت أبنائه, وتتابع بعد شهقة  … ولا يكفيني … بل يعذب في الدنيا ويتمنى الموت ثم تتبع: ولن يكفيني ذلك … وبناتها الأربع يكملون من وراءها أمنيات ودعوات شديدة القسوة لو تحققت فيه لهلك حياً وميتاً.

إعلان

خفق قلبي رهبة وفزعاً من تواتر أدعيتهم, لن التمس أعذارا للسيسي ولا أحب ذلك, ولكن ثمه تساؤل لأ يجوز لبشر أن يجيب عنه, ماذا لو كتب الله له توبة يعقبها إصلاح، هل وقتها ستنتهي سطور إجرامه لتبقي الحقوق معلقة لأصحابها ليوم الفصل !! , وماذا أن تنازلوا عنها بأول قدم بالجنة! سألها من قبلنا الجن يوماً في كتابه بقولهم : ” اشر أريد بمن في الأرض أم أراد بهم ربهم رشداً !! ولأن ربي لا تليق به صفة الشر, فإن إمكانية أن نجد السيسي يزاحامنا بالجنة قد تكون !! وقتها سنبكي جميعاً حتي الثمالة علي غباء عقولنا التي لم تفهم رسالتنا بأرض ليست باقية ولا نحن فيها مخلدون.

ليس تسخيفاً مني لجرم القتل, فتوعد الله لفاعله تكفيه تحسراً .. ولكنها قوانين السماء التي لا تكف عن صكوك العفو الإلهي … بل وبلغت من التطهير بالارتقاء لمنزلة النبوة كالتي أهدي بها الله سيدنا موسي يوم عفي عنه  بوقت لم يكتمل إيمانه ومعرفته بخالقه فقتل رجل من قومه.. وكان لقدر إنابة موسي الخالصة وتوبتة الصادقة المكآفاة السماوية بأن أظهر الله به دعوته.

إيماني بأن الله يحب عباده جميعهم بل ويتودد للعاصي منهم قبل المؤمن تجعلني أحياناً في حيرة عن مصير هذا الرجل الذي لا أرى فيه كفر “فرعون” فشواهد  تصريحاته تدلنا علي أنه لن يخرج عن نطاق “أحمق سلطة” لا يحيد سوى استعراض بذته وهيئته العسكرية وإلقاء خطابات عاطفية أما أجهزة الدولة العميقة فهي كالعادة تتكاثر ذاتياً دون تدخل منه أو حاجة إليه.

إعلان

فما تسبب فيه الرجل من إيذاء لي ولآخرين يجعلني أبغض الهواء الذي اتنفسه بأرض يقاسمني فيها العيش, جرائمه التي لم تهدأ منذ أن امسك بزمام الحكم, تحاصر مسامعي يومياً, بأخبار فاجرة تطالعنا بها صحف وإعلام النظام الممسوخ, عن تصفية عشرات الجثامين رميا بالرصاص بمنازلهم والتقاط صور لأجسادهم التي تفوح شباباً بدعوي إشاعة الفوضي!! قائمة الموتى لمعتقلين يموتون قهراً بمحبسهم تزداد إثرجلطات دماغية تهون عليهم استفزازات وتوبيخا وصعقا كهربائيا.

 يوماً ما سيسأل السيسي عن كل ما يعتبرها صغيرة, وهي بعين الله كبيرة, عن إناث انتهكت أعراضهن وشباب كسرت شوكتهم وشيوخ ذهبت هيبتهم  ورقاب علقت بتهمة “نية التحريض” بوقت تعلقت النياشين فوق أكتاف آخرين بكل رقبة تحصد, ولأ أعلم إن كانوا يعتقدون في ذلك بأنهم يشاركون ملك الموت مهمته بانتزاع أرواح الآخرين, أو لأنهم يؤمنون أن من يمتلك زيا أبيض وسلاحا “ميري” رفع عنه الحساب !

في يوم مجموع له الناس سيعلن الله حقيقة ما نخفيه عن صلتنا به, وتعلم الأيادي التي غنى لها كثيرون “تسلم الأيادي” بأنها امتدت علي أجساد لا يحب الله أن يفعل بها مكروه.

إعلان

قد تبكي أحشاؤهم  ليل نهار من حرارة  أدعية لأرامل وأمهات وشيوخ لا تنفك عنهم بألا يجعل الله للسيسي توبة, أو قد لا يريد الله أن ترفع يد لمنع توبة عن عبد!! أو قد يبهرنا الله بأقداره وتدابيره الغيبية بسلامة أنفس وحقن دماء, أو ليغضب من سخفنا وعبثنا بمزاحمتنا صفات لا تكون إلا له, فلا قاهر للعباد الإ هو- إن أراد لهم قهراً -, ولا سلطان لأحد مهما كانت صفته أن يستخدم صفته ويتجبر على آخرين مهما تعاظمت دوافعه وبلغ من المكانة والوجاهة ما بلغ.

بمعظم خطابات السيسي تظهر تلك النبرات الدينية التي يشدد فيها أنه رجل لا يهاجم الإسلام فهو دينه الذي يعتز به, له ذلك فما شققنا عن صدره! والنفاق مع الله لن يجدي, فاحكم بما تريد وابطش كما تشاء, وأبشر يا رجل ربك ليس بظلام للعبيد.

 

سماح إبراهيم
مدونة مصرية

المدونة لا تعبر عن موقف أو رأي الجزيرة مباشر وإنما تعبر عن رأي كاتبها