‌كورونا.. أنت نعمة وأنا أحبك!

ارتفاع جديد في إصابات فيروس كورونا المستجد وقلق عالمي من الموجة الثانية للفيروس

‌تأتي كورونا حانية،جميلة على أرواح من يعشقون حديث الروح التي تحلق في كل الأجواء؛ وإن كان أصحابها معتقلين في زنازين الاحتلال الإسرائيلي أو زنازين بني القربى

أتدرون ما رسالة كورونا؟ هي رسالة الساذجين المغفلين الذين يشتكون إلى الله ظلم ذويهم.
الذين تعمدوا الإساءة إلى إنسانيتهم؛بسجنهم داخل بيوتهم، فصوروهم على أنهم”عالة”على المجتمع،لا يحق لهم أن يشاركوه أفراحه وأحزانه…!
‌أتدرون أن كورونا ليست عقاب إلهي وليست غضبا ربانيا، بقدر ماهي رسالة لطف إلهية، ورسالة تضامن من رب الكون كله إلى من خلقهم”معوقين”في نظركم و”ذوي احتياجات خاصة” ليس من حقهم أن يخرجوا ويلعبوا ويتزوجوا ويعيشوا حياتهم، بل من حقكم أن تحجروا عليهم؛ لتبقونهم في بيوتكم، كلما هممتم الخروج، بل لتسجنوهم في غرف معزولة بعيدة عن أعين ضيوفكم إذا ما زاروكم كأنكم بذلك تقولون لله عز وجل”لم كتبت علينا أن نرزق بطفل لديه” عيب”خلقي، مع أهمية التشديد على أن الله منزه عن خلق العيوب.

فحص فيروس كورونا

فحتى حين يتم ولادة المولود ولديه ابتلاء ما، فالله يخلق معه موهبة وقدرات خاصة، كل أقرانه”الأسوياء” بنظركم لا يملكونها..! مع الحرص على توضيح معنى السوي وهو الذي أيقن أن الناس سواسية كأسنان المشط، لا فرق بينهم إلا في التقوى..!
‌تأتي كورونا لطيفة على قلوب من يحبون الساذجين المغفلين،لطيفة إلى حد لا يريدون أن تودعهم،ليس لأنهم يهوون الجلوس في البيت،بل لأنهم أدركوا وجع من يعيشون في بيوتهم منذ عشرات السنين،ينتظر ذووهم وفاتهم،ليخرجوهم منها،وما هم بخارجين كأن الله يمد في أعمارهم ليقول لذويهم الذين تثاقلوا من خدمتهم”قاعدين على قلوبكم،الى أن تتقوا الله فينا”..!
‌تأتي كورونا حانية، جميلة على أرواح من يعشقون حديث الروح التي تحلق في كل الأجواء؛  وإن كان أصحابها معتقلين في زنازين الاحتلال الإسرائيلي أو زنازين بني القربى.

إعلان

تأتي لتقول لنا بلسان الأسرى والاسيرات “وضعتكم كورونا في الحجر المنزلي،في المقابل نحن نعيش أحكام بالمؤبدات في زنازين الاحتلال الإسرائيلي،خضعتم لفحص كورونا،ونحن أجبرنا على فحص الدي أن دي، تأكلون الزيتون والتين،ونحن نحرم من الكانتين؛بحق كورونا هل تتذكرونا وتفتكرونا”؟!..

‌تأتي كورونا حانية،جميلة على أرواح من يعشقون حديث الروح التي تحلق في كل الأجواء؛  وإن كان أصحابها معتقلين في زنازين الإحتلال الإسرائيلي أو زنازين بني القربى

‌تأتي كورونا أيضاً لتخبركم عن وجع عقوق الوالدين،عن أولئك الآباء والأمهات الذين أصبحوا يعيشون بينكم كأغراب،تمارسون طقوسكم وبالكاد تتذكرونهم،وإن تذكرتموهم تعدون عليهم دقائق وقوفكم لتفقد أحوالهم،متناسين”وقل رب ارحمهما كما ربياني صغيرا”مختزلين معنى الرحمة في الآية الكريمة في تمني رحيلهما،بعد أن أصبح كبرهما ثقيلاً على قلوبكم،التي لم تعد تتذكر كم سهرا عليكما لتكبروا وتصبحوا على ما أصبحتم عليه..!

إعلان

‌تأتي كورونا أيضاً لتقول لكم”ففروا إلى الله”الفرار الهادىء الآمن،الفرار الذي لا قلق يدوم معه ولا حرمان،الفرار الذي يعيد للمجتمعات أرواحها بعد أن غرقت في الماديات والكماليات..!

‌تأتي كورونا لتخبركم عن الذين صعدوا إلى سدة الحكم والسياسة؛فكان نصيبهم القتل أو السجن كالرئيس المصري الراحل محمد مرسي الذي قتل في سجنه بعد أن انقلب عليه،الرئيس الحالي عبد الفتاح السيسي،كما تأتي لتذكر بشهداء وجرحى العلم والنبوغ من أساتذة وطلبة ولعل أبرزهم الشهيد: فادي البطش،كما جاءت لتذكر بمسيرات العودة الكبرى والأعداد المهولة من الجرحى الذين أصبح غالبيتهم يعيشون على المساعدات الدولية،بل الذين أصبح غالبيتهم أسرى بيوتهم وأسرتهم،ليخبروكم عبر رسالة إلهية اسمها “كورونا” “خليكم مثلنا في البيت”!

‌معا لنحب كورونا،ونعتبرها سفيرة قلوب من تعذبوا كثيراً لظلمنا لهم،من زملاء وزميلات،من أقارب وجيران،معا لنجسد حبنا للإنسانية عبر حبنا الصادق لكل إنسان بما في ذلك المذنب الذي تاب والمذنب الذي لم يتب

إعلان

‌”خليكم في البيت”رسالة مساندة إلهية من رب السموات والأرض وما بينهما،لكل الساذجين المغفلين،المرضى النفسيين،الأسرى والمعتقلين،ذوي الاحتياجات الخاصة،الجرحى،ذوي الشهداء والأسرى والأهم هي رسالة مساندة إلهية لكل من ارتكبوا الفواحش ما ظهر منها وما بطن وتابوا إلى الله توبة نصوحة،ولم يحترم صناع القرار توبتهم؛فآثروا أن يبقونهم تحت الإقامة الجبرية في السجون أو البيوت؛ليلقون حتفهم موتا تحت سياط الجلد أو التعذيب، أو انتحارا تحت سياط الإهمال والتنكر..!
‌نصيحة الإله تأتي عبر إلهام”كورونا” إن الله يقبل التوبة،فلم يتعمد بعض الدعاة اختصار الدين الإسلامي في بنود جافة وقاسية كالعقاب والعقاب فقط،أين هم من قوله جل في علاه”قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا”؟!

‌تأتي كورونا أيضاً لتقول لكم”فروا إلى الله”الفرار الهادىء الآمن،الفرار الذي لا قلق يدوم معه ولا حرمان،الفرار الذي يعيد للمجتمعات أرواحها بعد أن غرقت في الماديات والكماليات..!

‌معا لنحب كورونا،ونعتبرها سفيرة قلوب من تعذبوا كثيراً لظلمنا لهم،من زملاء وزميلات،من أقارب وجيران،معا لنجسد حبنا للإنسانية عبر حبنا الصادق لكل إنسان بما في ذلك المذنب الذي تاب والمذنب الذي لم يتب،علينا أن نحببهم في طريق الاستقامة وآلا نقسو عليهم في العقاب،لأن طريق الحب حتى للمذنبين أقصر لتطبيق النظرية الفاضلة من طريق العقاب المؤلم الذي يصد عن الالتزام والاستقامة!.
‌كورونا الجميلة أحبك رغم كل المتضايقين منك،أنت لست عقابا، أنت هدية من الله .. كورونا رسالة تأديب وتأديب فقط؛فلا تخافوها..!

المدونة لا تعبر عن موقف أو رأي الجزيرة مباشر وإنما تعبر عن رأي كاتبها