النظرية الفردية للثقافة

صورة تخيلية لكواكب المجموعة الشمسية

ثقافة الشعوب ومدى وعيهم الثقافي في الوقت الحالي أصبحت هي من تحدد قيمة واحترام الافراد من هذا المجتمع المثقف أمام المجتمعات الأخرى.

الثقافة: هو مصطلح يعبر عن أعراف وسلوكيات ومعتقدات المجتمعات البشرية، وتعتبر الثقافة هي عملية تراكمية لسلوكيات تتنامى وتتطور وأيضا تتغير في المجتمعات.

الثقافة الفردية: هي نوع من أنواع الثقافة يمكن تسميتها “بالثقافة الفردية” وهي سلوكيات وعادات لمجتمع معين، يتفرد بها بشكل خاص تمثله وتعكس صورته لدى المجتمعات الأخرى.

إعلان

في كل المجتمعات هناك ثقافات عامة والمتعارف عليها الثقافة بشكلها العام المألوف، وسلوكيات خاصة تُمارس من قبل مجتمع لتُنقل هذه السلوكيات إلى المجتمعات الأخرى لتُسمى هذه السلوكيات (الثقافة الخاصة لهذا المجتمع)

فنرى الكثير من المجتمعات الراقية كالمجتمع الأوربي مثلا لديهم ثقافة تخلق صورة خاص لتلك الشعوب، فالجميع حين يمر على مسامعه مواطن أوربي يخطر في باله السلوكيات الفرنسية أو الايطالية أو غيرها، و تتكون لدى المتلقي صورة ثقافية راقية جدا من جوانب عدة، هذا انعكاس من ثقافة بَنتها تلك المجتمعات لتصل بالصورة التي هي عليها الآن.

الثقافة العربية

 

إعلان

فثقافة الشعوب ومدى وعيهم الثقافي في الوقت الحالي أصبحت هي من تحدد قيمة واحترام الأفراد من هذا المجتمع المثقف أمام المجتمعات الأخرى.

هناك مجتمعات لديها ثقافات فردية (راقية)، ففي المجتمع الفرنسي هناك شعار رسمي للبلد وهو  “Liberté, Egalité, Fraternité” وتعني “الحرية، الإخاء، المساواة” التي على أساسها بُنيت علاقات وطيدة بين أبناء الشعب الواحد وخلقت جوا ثقافيا مميزا.

وأيضا في فرنسا، يقدس الشعب الفرنسي الحب والأمور العاطفية،  لذلك تُعرف فرنسا “ببلاد الحب”، ناهيك عن ثقافات ضمنية أخرى تميزهم كمجتمع ذي صورة ثقافية جيدة.

إعلان

وفي المجتمع السويدي يصنف المجتمع السويدي من المجتمعات التي تأتي في الصفوف الأولى من حيث الصحة والجمال و هذه الحقيقة تأتي عن دراسة نُشرت على موقع expressed.se، لسببين:

أولا:  أنهم شعب لا يشجع على الإكثار من الطعام، ثانيا الحث على ممارسة الرياضة بشكل متواصل، بسبب كثرة التجارب التي تدلي بدور الرياضة في الصحة والجمال دفع الكثيرين من الشعب السويدي إلى ممارسة الرياضة بشكل كبير، وأيضا دعمت الدولة الجانب الرياضي لتفعيله على مستوى البلاد، وكل هذه العادات تسمى (ثقافة).

ثقافة الشعوب ومدى وعيهم الثقافي في الوقت الحالي أصبحت هي من تحدد قيمة و أحترام الافراد من هذا المجتمع المثقف أمام المجتمعات الاخرى.

إعلان

واختلاف الثقافات لا ضير فيه فثقافة المجتمع الألماني يصعب تطبيقها في المجتمع اليمني، وأيضا ثقافة المجتمع الدنماركي يصعب تطبيقها على المجتمع السعودي بسبب العامل السلوكي التراكمي المتوارث لهذه الشعوب الذي يخالف أيدلوجية شعب عن شعب آخر، لكن الضير أن تخترع ثقافات لا يستوعبها العقل البشري (السوي) .

فحين أتكلم عن أحدى سلوكيات الشعب العراقي فهي عجيبة ومن الصعب أن أطلق عليها ـ(ثقافة)؛ لكن هي في الحقيقة سلوك والسلوك ثقافة ففي العراق لو جازفت وحضرت تشييع جنازة أحد الأشخاص ستدرك أنك وسط معركة..

 لأنه سيتم إطلاق العيارات النارية بشكل لا تتخيله، ويكثر ويقل إطلاق هذه العبارات النارية كلما ارتفعت مكانة الشخص المتوفى؛ فالعيارات النارية التي تُطلق في جنازة البقال غير التي تُطلق في جنازة شيخ العشيرة (فجنازة الشيخ جبهة بكل المقاييس)

إعلان

يقص لي أحد الأصدقاء وهو ضابط في الشرطة عن تكليفه بحماية مشيعي جنازة أحد الشيوخ وقال: “ذهبت لحماية مشيعي الشيخ المتوفى الذي توفي عن عمر تجاوز ٩٢ عاما، وعند وصولي و أثناء وجود الجنازة في المغتسل أخبرت الجميع، “لدي أمر بإلقاء القبض بحق أي شخص يقوم بإطلاق العيارات النارية”، وبعد خروج الجنازة بدأ ثلثا المشيعين بإطلاق العيارات النارية بشكل فظيع وبمختلف الأسلحة، حاولت إيقافهم لكن كان الجواب من ابن الشيخ الأكبر (هذه جنازة شيخ لا جنازة دجاجة) وسط فوضى عارمة بالمعنى الحقيقي”

يقدس الشعب الفرنسي الحب والأمور العاطفية،  لذلك تُعرف فرنسا “ببلاد الحب”، ناهيك عن ثقافات ضمنية أخرى تميزهم كمجتمع ذو صورة ثقافية جيدة.

صديقي الضابط يعرف أنه لا يستطيع إيقافهم قانونيا، لأن القانون ليس لديه القدرة على الوقوف بوجه جنازة الشيخ، لكنه لديه قدرة الوقوف أمام جنازات أخرى كجنازة الخياط البسيط أو الطبيب أو المدرس.

إعلان

ونفس الحال في الأفراح الأخرى كعرس أو أي مناسبة بسيطة،  وحتى لو كان ختان طفل. لذلك في المجتمع العراقي هناك ثقافات عجيبة.

أحد هذه الثقافات؛ هي ثقافة إطلاق العيارات النارية لأتفه المناسبات، وتعتبر موضع تفاخر للشخص الذي يطلقها أكثر.

من هذا المنطلق أطلقت على هذا المقال تسمية “النظرية الفردية للثقافة” لأن مثل هذه السلوكيات يستحيل أن تجدها في المجتمعات الراقية التي تنظر إلى مستقبل واعد، لذلك سميته “نظرية فردية” وتفرد بها الشعب العراقي.

أصبحت الطبقة المثقفة الحقيقية في هذا المجتمع تخشى أي مناسبة حتى فوز المنتخب الوطني في أي مباراة كرة القدم، وإن كانت مباراة ودية فإطلاق العيارات النارية شر لابد منه بالرغم من عدد القتلى الذين يسقطون كل مرة جراء هذه الهمجية إلا أن الكثير لا يستطيع الاستغناء عنها.

لكن هذه السلوكية (الثقافة) ليست السيئة الوحيدة فهناك سلوكيات كثيرة سأعرج عليها في مقالات أخرى.

هناك مجتمعات تشجع على ثقافات جيدة كممارسة الرياضة و اكتساب الخبرات و ثقافة العمل الجماعي والكثير، بالمقابل هناك مجتمعات تشجع على ثقافة سيئة كإطلاق العيارات النارية والتميز الطائفي والعرقي والطبقي وغيرها .

هذه الممارسات وما فيها من همجية أصبحت هي التي تمثل الفرد العراقي (بشكل كبير لا كلي)، وهي الصورة التي بناها أبناء هذا الشعب للشعوب الأخرى،  وأنتجت عنها صورة سيئة السمعة (التي نراها اليوم).

المدونة لا تعبر عن موقف أو رأي الجزيرة مباشر وإنما تعبر عن رأي كاتبها