الشارع المصري، على سبيل المثال، يعيش هذه الأيام، حالة من الجدل والسخط، مع الإعلان عن انطلاق ما يسمى مؤسسة “تكوين” من خلال أشخاص من مصر وخارجها، عُرف عنهم الإلحاد تارة، وإنكار السنة النبوية تارة أخرى.
عبد الناصر سلامة
رئيس تحرير الأهرام سابقا
الجديد من الكاتب
تدفق المحتوى
الغريب أن شوارع العالم قد تنتفض انتصارًا لقضايا العرب عمومًا، إلا أن الشارع العربي لا يأبه.
كان من الطبيعي إذن، أن يعلق بنيامين نتنياهو رئيس وزراء الكيان قائلًا: “إن اعتماد الكونغرس الأمريكي بأغلبية ساحقة مساعدات جديدة لإسرائيل، هو دفاع عن الحضارة الغربية!!”.
هو كيان يلفظ أنفاسه الأخيرة باعترافاتهم هم، من خلال تحليلات سياسييهم، ومن خلال نبوءات مؤرخيهم، ومن خلال عمليات الهروب اليومية لمواطنيهم.
الشاهد في الأمر، هو أن الجماهير اتجهت الآن للتنقيب في سرّ هذه الأوضاع الغريبة التي يمر بها العالم العربي، سرّ هذا الانبطاح الرسمي والغفلة الشعبية في آن واحد.
بعد الفشل العسكري الذريع لقوات الكيان الصهيوني في قطاع غزة، على مدى ستة أشهر كاملة، وبعد الفشل السياسي داخليًّا وخارجيًّا لم يجد الكيان من يحفظ له ماء الوجه، سوى سلطة الضفة الغربية.
أصبحنا بالفعل أمام منظمات دولية وإقليمية لا حاجة لوجودها، وأمام قوانين ومواثيق هي والعدم سواء، الأدهى من ذلك حينما تصبح دراسة القانون الدولي أيضًا بلا معنى.
الحقيقة المؤكدة، هي أن سينما هوليوود كانت حاضرة في المشهد الغزي، منذ بدء العدوان على الشعب الفلسطيني هناك.
أعتقد أنه أصبح من البديهي إعادة النظر في وجود الكثير من الكيانات المشار إليها، على غرار جامعة الدول العربية تحديدًا، التي أصبحت تمثل رمزًا للتندر والسخرية.
نحن إذن أمام عالم البلطجة، شريعة الغاب، في ظل نفاق دولي رسمي واضح، يرفض وقف الإبادة، ويأبى الضغط على كيان الاحتلال، هذه هي الحقيقة التي كانت واضحة منذ اليوم الأول للعدوان.