في تلك السنوات، كان بإمكاني أن ألاحظ وأراقب في تونس، كما في بلدي مصر، كيف يجرى الترويج لـ”شيفونية” وطنية مُبالَغ فيها ومتعصبة ونرجسية، منغلقة على الذات ومتعالية على الآخر.
كارم يحيى
الجديد من الكاتب
تدفق المحتوى
على صعيد النخب، التي تظهر في وسائل الإعلام العربية، برز بعد الهجوم تيار يترجم عواطف بالشارع ناقمة على عجز النظام الرسمي العربي إزاء عدوانية إسرائيل.
يوم 8 إبريل/نيسان، مرت 54 سنة على مجزرة “بحر البقر”، حين شن الجيش الإسرائيلي غارة بثلاث طائرات “فانتوم” وخمسة قنابل وصاروخين من مصانع السلاح الأمريكية، استهدفت مدرسة ابتدائية للأطفال في هذه القرية.
يعلم من تردد على لبنان من قبل على مدى عقود بأن البلد/المجتمع قادر على النهوض وإعادة الإعمار ودوران عجلة الاقتصاد كلما أصابته النوائب والمحن والكوارث.
من المفارقات التي تستدعي التأمل والدارسة أن الصحف اللبنانية، ومعها نشر الكتب، ظلت رائجة منتعشة خلال الحرب الأهلية
خيار “حزب الله”، فالأرجح أنه مقبول أو مقدر بين الشعوب عربيا وإسلاميا مع كل أحرار العالم. ولكنه يعيد الحزب إلى موضع الاتهام
تمرير إلغاء قرار عنصرية واستعمارية الصهيونية وخطرها على السلم في الإقليم والعالم مطلع عقد التسعينيات جاء متسقًا مع نتيجة الاتفاقات التي أخذت الأنظمة العربية تعقدها منفردة مع إسرائيل.
أنعش الموقع والصفحة عندي ذكريات مساء يوم 7 إبريل 2017 عندما ذهبت مراسلًا صحفيًّا مقيمًا بتونس لتغطية ندوة خصصتها منظمة الألكسو للاحتفاء بكتابين للأمين العام للجامعة العربية.
فلْنترك الأسئلة الكاشفة المحرجة جانبًا، ولْنَعُد إلى الأرشيفات. لعل ما بها يداوى ما يظنونه داءً عضالًا فينا.
يصح القول بأن “الحريري” تجنب اتخاذ مواقف إزاء المواجهة الجارية بجنوب لبنان أو التهديدات الإسرائيلية. وفي الوقت نفسه، امتنع عن الاصطدام المباشر “بحزب الله” أو انتقاده.