نبوءة صدام حسين

11 سنة ، بعد 5 سنوات منها فر فيها الرئيس التونسي، وفي نفس العام سقط مبارك، وقتل القذافي وفي 2017 قتل علي صالح على يد الحوثيين.

إذا كان الكثير قد تنبأ بالربيع العربي، ومنهم بالأخص المغربي مهدي المنجرة المختص في الدراسات المستقبلية ، وعالم الفلك التونسي حسن الشارني ، وكذلك الكاتب الإسرائيلي “بنينا كيتس” وغيرهم من تنبأوا بالحصاد العربي ، فإن الرئيس  الرابع للجمهورية العراقية والأمين القطري لحزب البعث العربي الاشتراكي “صدام حسين الذي أعدم عام 2006، قد تنبأ منذ حوالي 11  سنة على قولته الشهيرة “أنا ستعدمني امريكا، أما أنتم ستعدمكم شعوبكم ..”.

لم تكن الشعوب العربية وحكامها يدرون وهم يتنفسون الهواء النقي ويأكلون الرغيف ويشربون الماء بدون أي غازات سامة، بأن مقولة “صدام  حسين”، ستتحقق يوما ما، فبعد أن تم تداولها بشكل واسع على شبكات التواصل الاجتماعي ورددتها وسائل الإعلام وكتبتها على صفحاتها الاخيرة، فإنها اليوم أعادت كتابتها على الصفحة الأولى وبعنوان عريض بعيد عن كل شك.

11 سنة مجزأة إلى اجزاء وإلى عناوين، 5 سنوات منها فر فيها رئيس الجمهورية التونسية “زين العابدين بن علي”، وفي نفس العام أي 2011 نزل رئيس المصري حسني مبارك من فوق  كرسي أم الدنيا بعد مسيرات غضب ، وفي نفس العام كذلك تم قتل معمر القذافي رئيس الجمهورية الليبية وبطريقة غريبة، وفي عام 2017 تم قتل الرئيس اليمني عبد الله صالح على يد الحوثيين.

فالتاريخ يعيد نفسه في كل ربوع العالم، ففي في ديسمبر من عام 1989، قامت القوات العسكرية ومعها شعب جمهورية رومانيا الاشتراكية بإعدام ” نيكولاي تشاوتشيسكو” الأمين العام للحزب الشيوعي الروماني ورئيس الجمهورية الرومانية الاشتراكية هو وزوجته على إثر الثورة الرومانية.

كثير هم من كانوا تحت الظل يرقصون فوق المنصة، سواء بالمنطقة العربية أو بالمناطق الأخرى من كوكب الأرض، وجدوا جثتهم في لحظة ما تحت أحذية شعوبهم وأمام بنادق حراسهم، وتحسروا لأنهم قرأوا نبوءة صدام حسين بشكل خاطئ، واعتبروها مجرد خطأ لرئيس كان مثلهم رئيسا، لكنه مختلف عنهم في الشخصية في القيادة.

المدونة لا تعبر عن موقف أو رأي الجزيرة مباشر وإنما تعبر عن رأي كاتبها