ما قبل الكلاسيكو .. رصاصة رحمة أم بارقة أمل ؟

تتجه الأنظار مساء الأحد صوب ملعب سانتياغو برنابيو في العاصمة الإسبانية مدريد ومباراة الكلاسيكو بالجولة 33 من الليغا بين ريال مدريد صاحب الصدارة بواقع 75 نقطة والوصيف برشلونه ب 72 نقطة فى مباراة تعتبر مفترق طرق لكلا الفريقين .

اعتدنا دائما على أن تخمين نتيجة هذا اللقاء أمر في غاية الصعوبة، ولكن هذه المرة تبدو الكفة مائلة بشكل واضح إلى جانب أبناء المدرب زين الدين زيدان.

ريال مدريد يطمح في إنهاء صراع الليغا وتجنب حدوث مفاجئات والتفرغ بشكل كامل لمواصلة الزحف الأوربي بعد تخطيه عقبة بايرن ميونخ بربع نهائى دورى الأبطال والوصول إلى نصف النهائى للمرة السابعة على التوالي ليلاقي جاره العنيد أتلتيكو مدريد .

زيدان وصل بالفريق إلى ذروة التألق والثقة فى هذه الفترة الحاسمة من الموسم ، بينما على الجانب الأخر برشلونة ومدربه لويس إنريكي تتوالى إخفاقاتهم وتهتز ثقة الفريق بإمكانية إنهاء الموسم بأفضل حال ، فبعد الخروج من ربع نهائى المسابقة الأوربية لم يعد لبرشلونة سوى فرصة أخيرة تتمثل فى الفوز بالكلاسيكو من أجل التساوى فى عدد النقاط مع مباراة مؤجلة لريال مدريد والإبقاء على بارقة أمل للمنافسة على اللقب.

ربما يكون الإخفاق الأوربي دافعا كبيرا لبرشلونة فى التشبث بصراع الليغا حتى الرمق الأخير من أجل حفظ ماء الوجه ، وفيما يلى نستعرض الحالة الفنية لكلا الفريقين :

أولا سنبدأ بريال مدريد الذي يعتبر الفريق الأكثر شراسة أوربيا هذا الموسم فى استغلال مفاتيح لعبه المفضلة من على الأطراف بوجود ظهيرى جنب بنزعة هجومية رائعة وقدرة فى استغلال العرضيات كما يجب أن تكون سواء من خلال الرأسيات التى يتقنها مهاجمى الفريق بشكل مثالى بالإضافة إلى راموس حيث سجل الميرينغى حتى الآن 25 هدفا عن طريق الرأسيات بنسبة وصلت إلى 30% من إجمالي أهداف الفريق في الدوري البالغة 82 هدفا.

إلى جانب اللعب المفتوح فالضربات الثابتة والركنيات هذا الموسم بمثابة ركلات جزاء لريال مدريد بسبب المساندة الرائعة التى يقدمها قلبي دفاع الفريق وتحديدا الخطير راموس .

كما يتمتع الفريق باتزان نفسى كبير حيث وصلت نسبة التهديف بأخر ربع ساعة من المباريات بالليغا إلى 26% من إجمالي عدد الأهداف وأقرب مثال على ذلك هدف التعادل لريال مدريد فى مباراة الذهاب فى الدقيقة الأخيرة من اللقاء عن طريق رأسية راموس .

وعلى الرغم من كون أسلوب ريال مدريد يميل إلى التوازن بين الهجوم والدفاع إلا أن الفريق يتلقى العديد من الأهداف عن طريق الهجمات المرتدة بسبب المساحات الكبيرة التى يخلفها مارسيلو تحديدا ومن خلفه سيرجيو راموس.

 أما لو جئنا لبرشلونة فهو صاحب أقوى هجوم فى الليغا بـ 91 هدفا وبحوزته هدافي البطولة حتى الآن ليونيل ميسي بـ29 هدفا ولويس سواريز بـ24 هدفا ولكن سواريز تحديدا يعانى مؤخرا من أزمة إهداره للعديد من الفرص السهلة في حين أن السلاح الآخر الذى لطالما اعتمد عليه برشلونه هذا الموسم بشكل كبير – نيمار- لم تحسم أزمة مشاركته في المباراة حتى الآن بسبب الإيقاف على إثر طرده في مباراة ملقا، وحتى وإن تم تعليق العقوبة وشارك نيمار باللقاء فقد تكون كل هذه الأحداث التي تتعاقب عليه سببا كافيا يدعوه للتوتر والخروج عن تركيزه وعدم القدرة على تقديم أفضل ما يملك في اللقاء ، لذا فالأمل في الحل الدائم لبرشلونة يكمن في ليونيل ميسي الذى ازدادت عليه الضغوط في هذه الفترة من الموسم من أجل إنقاذ الفريق فأصبح يقوم بدور صانع اللعب من أجل تعويض الفقر الهجومي وصناعة اللعب من خط الوسط وظهيري الجنب وساهم دور ميسي في تكثيف هجوم الفريق بالعمق إلى تسجيل 75 هدفا من اختراقات العمق.

لذلك تبدو كفة ريال مدريد الأرجح هذه المرة حيث قوة هجومية ضاربة ومتنوعة لكل خطوط الريال مقابل سذاجة دفاعية متناهية في خط دفاع غريمه برشلونة.

فهل يخالف إنريكي التوقعات ويعيد إحياء آمال فريقه مجددا أم يحافظ زيدان على تفوقه ؟

المدونة لا تعبر عن موقف أو رأي الجزيرة مباشر وإنما تعبر عن رأي كاتبها