ستبقى الإعدامات الظالمة ما بقي الانقسام

 

أكتب هذا المقال مع تداول معلومات أوردتها بعض المنظمات الحقوقية المصرية والدولية، وكذلك بعض النشطاء في مجال حقوق الإنسان عن عزم السلطة العسكرية في مصر تنفيذ عقوبة الإعدام في تسعة مصريين مع ساعات الصباح الأولى ليوم الأربعاء العشرين من فبراير 2019 ..
وربما يُنفذ هذا الحكم الظالم في هؤلاء المظلومين قبل نشر هذا المقال (أرجو من الله أن يحقن دماءهم).
 وذكر حقوقيون أن السلطة العسكرية ستنفذ حكم الإعدام في تسعة مواطنين في القضية المعروفة إعلامياً بـ”اغتيال النائب العام”، كما قالت منظمة العفو الدولية إنه من المتوقع تنفيذ عقوبة الإعدام في تسعة أشخاص في مصر صباح الأربعاء، وطالبت السلطة الفاشية بوقف تنفيذ هذه الأحكام وإلغاء عقوبة الإعدام، جدير بالذكر أنه مع بداية عام 2019 قامت السلطة العسكرية بتنفيذ عقوبة الإعدام في ستة مصريين في قضايا مختلفة .

وبينما يستمر السيسي وسلطته العسكرية الفاشية في قتل المصريين وسفك دمائهم بكل الطرق سواء عبر القتل بدم بارد من خلال ادعاءات كاذبة بأنهم إرهابيون قُتلوا في تبادل لإطلاق النار ثم يتبين بعد ذلك أنهم مُختفون قسرياً لشهور مع تعرضهم لتعذيب شديد أو من خلال الأحكام القضائية المسيسة التي تصدر من قضاء استثنائي ولا تتوفر فيها أدنى معايير المحاكمات العادلة بحسب ما ذكرته منظمات حقوقية مصرية ودولية ..
وبينما يستمر السيسي في إجرامه يستمر أيضاً الانقسام والتراشق وتبادل الاتهامات بين أطراف المعارضة المصرية على اختلاف انتماءاتها فهذا يدعو إلى عدم الاصطفاف مع مصرين مثله لاختلاف مرجعيته عن مرجعيتهم، وذاك يدعو إلى عدم الاصطفاف مع من شاركوا في الثلاثين من يونيو، وفوق ذلك ابتُلينا بداء المزايدة فالكل يزايد على الكل ..

ست سنوات مرت والقتل وسفك الدماء مستمر والمعارضة بأطيافها مستمرة في ترديد نفس الأسطوانة ..
صحيح أن السيسي وسلطته العسكرية الفاشية أصل الداء ورأس البلاء بإجرامهم ودمويتهم وإصرارهم على المضي قدُماً في القمع والبطش والتنكيل بكل من يُعارضهم أو يُقاومهم ..
ولكن أولئك الذين يدَعون أنهم يعارضون السيسي ويقاومونه أخشى أنهم يتحملون أيضاً جزءاً كبيراً من هذه الدماء الطاهرة التي تُهدر كل يوم على يد هذه العصابة التي تحكم بالحديد والنار ..
يتحملون المسؤولية بانقسامهم وتشرذمهم وعدم التقائهم على كلمة سواء رغم أن ما يجمعهم أكبر بكثير مما يفرقهم ..

ولهؤلاء أتوجه بعدة أسئلة: هل ترك السيسي أحداً لم يبطش به من إسلاميين وعلمانيين ويساريين سواء كانوا معه أو كانوا ضده؟
ألا يستحق هذا الوطن المكلوم منكم وهؤلاء المظلومين أن تجتمعوا على كلمة سواء؟ لماذا لا تبحثون عن أرضية مشتركة تجتمعون عليها؟ لماذا لا ترفعون مصلحة الوطن والشعب فوق أي اعتبار؟ لماذا لا تصيغون مشروعاً وطنياً جامعاً لا يقصي ولا يستثني أحدا من شركاء ثورة الخامس والعشرين من يناير مستوحى من أهدافها ما الذي يمنعكم؟

ألا تُدركون أن عدم اجتماعكم علي كلمة سواء في هذه المرحلة العصيبة هو خيانة للوطن وللشعب؟
 إنكم تقدمون خدمات جليلة للسيسي وسلطته العسكرية الفاشية ولإسرائيل بانقسامكم فستبقى الإعدامات الظالمة، وسيبقى القتل وسفك دماء المصريين قائما ما بقي الانقسام بينكم ..
فمصر تحتاج في هذه المرحلة العصيبة الى مشروع وطني جامع لا يستثني ولا يُقصي أحدا على أرضية إنهاء هذا الحكم العسكري الفاشي الذي يقود البلاد الى مستقبل مظلم سياسياً واقتصاديا واجتماعيا وساهم بشكل واضح في تقزيم مصر إقليميا ودوليا، وكذلك عودة الجيش الى ثكناته حامياً للحدود وابتعاده عن التدخل في السياسة بعدما ورطه السيسي وسلطته الفاشية بالولوغ في دماء المصريين والتفريط في الأرض والسيادة.

توحدوا بقيادة مشتركة لا تبحث عن الأضواء والشهرة وتصدُر الصفوف واتركوا حساباتكم الضيقة فالقضية كلها مغارم ولا مغانم فيها وارفعوا شعار إنقاذ الوطن من براثن هذه الطغمة العسكرية الفاسدة المفسدة.

توحدوا يرحمكم الله أو اتركوا أماكنكم لأجيال جديدة تدرك طبيعة المرحلة. اللهم بلغت اللهم فاشهد.

——-

ما إن بدأ إعداد المدونة للنشر حتى تواترت الأخبار عن أن الاعدام قد تم في الشباب التسعة ولله الأمر من قبل ومن بعد.

 

المدونة لا تعبر عن موقف أو رأي الجزيرة مباشر وإنما تعبر عن رأي كاتبها