المواطن التونسي يستغيث!

 

اليوم ندق ناقوس الخطر في تونس. المواطن قاب قوسين أو أدنى وينفجر. أشعر بأن تونس على أبواب ثورة جياع. والحكومة (شاهد ما شافش حاجة)، الحكومة في واد والشعب في واد. عندما يناقش مجلس النواب موضوع الزطلة فعلى الدنيا السلام.
ولك الله أيها المواطن التونسي.
لقد أكمل مجلس النواب مشاكل التنمية والتشغيل، و… والله عار ما بعده عار.

لهيب الأسعار التهم جسد المواطن ولم يبق فيه شيئا. عندما تحارب دولة كاملة وسلطتها المواطن في لقمة عيشه ماذا نتوقع؟ أو ماذا ننتظر؟ النتيجة محسومة ثورة جياع واضطرابات.
والمشكل أن تونس على أبواب استحقاق انتخابي، ألا وهو الانتخابات التشريعية والرئاسية. وفي ظل توتر الوضع في ليبيا. وحراك جزائري لم يتوقف.
على ماذا مقبلة هذه الحكومة؟ وعلى ماذا تقامر؟! الصمت الشعبي؟! لا اتوقع ولا اعتقد.

والسخرية في الموضوع أن هؤلاء السياسيين الفاشلين ما زالت لهم عيون يقابلون بها الناس ويقومون بحملات انتخابية مبكرة، والله لا يستحون!

الوضع متأزم اقتصاديا واجتماعيا وسياسيا، إذ نحن أمام لحظة فارقة تؤسس لاضمحلال الطبقة الوسطى من تركيبة المجتمع وانقراضها. ويطل علينا رئيس الحكومة في مشهد تراجيدي مبتذل في زيارة لأحد الأسواق ويعلّق:” الأسعار مرتفعة جدا.”.

المواطن يرزح تحت كم من الضغوط الاجتماعية والاقتصادية، ورئيس الحكومة يوسف الشاهد السبب الرئيسي فيها. المواطن مفقّر ومهمش وتطلّ أنت تسخر من معاناته بتصريحاتك المستفزة. معالي رئيس الحكومة احترم مشاعر المواطن التونسي واحترم عقله.

وما زاد الطين بلة إعلامنا الذي انشغل بالتناحر الحزبي بدل فضح الفساد والوقوف جنبا إلى جنب للنهوض بالبلاد والخروج من أزمتها.

أصوات المواطن بحت من المناشدة والصراخ أنه أصبح غير قادر على العيش وتأمين الاحتياجات الأساسية لعائلته. يضعون التهمة أو الشماعة على المحتكرين والسوق الموازية. أين سلطتكم لوقف نزيف المحتكرين والسوق الموازية التي ينتفع منها المافيا وكبار المهربين؟

بعد فشل منوال التنمية، لا تشغيل، لا بنية تحتية ويطلبون من المواطن التضحية والصبر في الوقت الذي فيه الطبقة الغنية تزداد غنى، والفقير يموت في صمت.

وفي تصريح جديد مستفز كالعادة الشاهد يقول:” كل واحد ينقص شويا (كمية) من روحو موش كل شيء على الدولة والحكومة”.

ماذا سينقص المواطن؟ الذي يدفع ضريبة فشلك وعجزك في كل الملفات وعلى جميع الأصعدة. إن لم تستح فافعل ما شئت..
أعلنت الحرب على الفساد كدعاية لحزبك وتلميعا لصورتك في مستقبل الاستحقاقات الانتخابية ووو… وها هو منذ أيام تم إطلاق سراح كل من تم توقيفهم مثل شفيق جراية وغيره..
الشعب متيقظ لكم ومستوعب لكل حيلكم السؤال المطروح للسيد يوسف الشاهد والحكومة والأحزاب برمتها: هل تنتظرون قيام ثورة جياع؟ لأن كل شيء ينذر بها؟!

 

المدونة لا تعبر عن موقف أو رأي الجزيرة مباشر وإنما تعبر عن رأي كاتبها