المغرب ومبادرته السياسية اتجاه ليبيا

دول عربية وغربية ومنظمات دولية رحبت باتفاق وقف إطلاق النار في ليبيا

وضع المغرب أرضية مُمَأسسة على الحياد وعدم التدخل بشكل مباشر ولا غير مباشر في محادثات الليبيين لأنهم هم القادرون لوحدهم على حلحلة شؤونهم في جو من النقاش الهادئ.

عندما نتحدث عن المملكة المغربية،  ودورها المحوري إقليميا ودوليا فذلك واضح للعيان، وما محادثات بوزنيقة في المغرب إلا خير مثال على الجهود  الحثيثة للمساهمة في إِحلال السلام في العالم العربي .
محادثات بوزنيقة تهدف لبلوغ حلول تُرضى جميع الأطراف في ليبيا لتحقيق العملية السلمية التي تقودها الأمم المتحدة منذ مدة ليست بالقصيرة.
وذلك  لحلحلة الأزمة الليبية، حوار ليبي_ليبي بدون وصاية ولا رقابة ، فالليبيون كما يؤكد المغرب هم وحدهم القادرون على بلورة حلول وفق أرضية متفق عليها من قِبل جميع الأطراف المتنازعة.

المحادثات الليبية بمدينة بوزنيقة المغربية

 

فالمغرب ما فتئ يدعو كافة الفُرقاء للجلوس لطاولة الحوار كما يهدف لتوجيه الجهود العربية؛ إلى دعم الحل السياسي للأزمة الليبية.

أوجدت مجهودات حوار بوزنيقة؛ ترحيبا دوليا وإجماعا لدى كافة القوى العالمية، إذْ أكدت مبعوثة الأمم المتحدة إلى ليبيا بالنيابة  ستيفاني وليامز، دعمها للجهود المبذولة في إطار محادثات بوزنيقة التي تسعى لتحقيق العملية التي تقودها الأمم المتحدة لحل الأزمة الليبية لتتوالى بعدها التنويهات بمجهودات المملكة المغربية من كافة البلدان من مختلف قارات العالم.

فَحوار بوزنيقة كان مبنيا أساسا على  المناصب السيادية في حين يتمَأسس حوار جنيف بسويسرا حول المناصب التنفيذية وكلا الحوارين أساسيان ومحوريان لحَلْحَلة الأزمة الليبية وإنهاء حالة الصراعات الموجودة مَيدانيا.

 

المغرب وضع أرضية عدم التدخل في محادثات الليبيين لأنهم هم القادرون وحدهم على حلحلة شؤونهم في جو من النقاش الهادئ.

إن نجاح محادثات بوزنيقة راجع في الأساس إلى تشبّث المغرب وتأكيده على استقلاليته في مبادراته الديبلوماسية، مما ساهم في جعل الفرقاء الليبيين يجتمعون في أجواء مُفعمة بالإيجابية بِبوزنيقة، بعد أن رفضوا العديد من الدعوات سابقا من طرف أطراف دولية أخرى.

فالمغرب وضع أرضية مُمَأسسة على الحياد وعدم التدخل بشكل مباشر ولا غير مباشر في محادثات الليبيين لأنهم هم القادرون لوحدهم على حلحلة شؤونهم في جو من النقاش الهادئ.

يشكل حوار بوزنيقة في جولته الأولى والثانية؛  لبنة أساسية في بلورة حوار ليبي ليبي مُثمر قادر على إيقاف نزيف الصراعات والنّزاعات بُغْية إعلان إنطلاقة جديدة .

 

إذا كانت محادثات بوزنيقة في المغرب قد نتج عنها نجاح باهر في الإتفاق شبه النهائي عن المناصب السيادية وكيفية الولوج إليها، ففي مقابل ذلك نتساءل عن ما تحقق من مؤتمرى “برلين1و 2”  وعدم قدرتهما على تقريب وجهات النظر بين كافة الفُرقاء وغياب فهمه لتعقيدات الملف الليبي.

وَما الدعوة التي تلقاها المغرب للحضور في مؤتمر برلين إلا اعترافا صريحا؛ بأهمية المملكة المغربية ودورها البارز والمحوري في حلحلة الأزمة الليبية بعد أن تفاجأ المغرب سابقا بتَغييبه من المؤتمر الأول حول ليبيا الذي انعقد في برلين خلال شهر يناير المُنصرم.

خِتاما إن دور المملكة المغربية ومبادراتها السّباقة تنطلق من بعد جوهوي وهو أن الليبيين لوحدهم قادرون على إيجاد حلول لتحدياتهم ولا أحد وصي عليهم، فالحوار هو من الليبيين وإلىهم؛ مبادرة خلاّقة  تؤَكد من جديد ومما لاشك فيه للعالم دور المملكة المغربية في مساعدة دول الجِوار على حلحلة إشكالاتهم في إطار إحترام تام لسيادتها.

ليُشكل بذلك حوار بوزنيقة في جولتِه الأولى والثانية؛  لبنة أساسية في بلورة حوار ليبي _ليبي مُثمر قادر على إيقاف نزيف الصراعات والنّزاعات بُغْية إعلان إنطلاقة جديدة و بداية قوية لمؤسسات الدولة الليبية؛  في الإشتغال بِفعالية ومن منظور توافقي  ليَكون بذلك تتمة لإتفاق الصخيرات.

المدونة لا تعبر عن موقف أو رأي الجزيرة مباشر وإنما تعبر عن رأي كاتبها