ما التلقيح النفسي الذي يعزز قدرتك على مقاومة كورونا؟

الاعتقاد السلبي بأن كورونا لا تقاوم هو نفسه الذي يمكن أن يسبب انعدام المقاومة في حالة الإصابة، وهو نفسه الذي يمكن أن يسبب التدميرالذاتي!

أهم شيء تميز به فيروس الكورونا، هو سرعة انتشاره في ظل عدم وجود تلقيح ضده، وفي الوقت الذي يسعى الجميع للوصول إلى علاج طبي نجد أن هناك بديلا، حيث يلعب الجانب النفسي دورا مبهرا في موضوع التلقيح النفسي ضد كورونا! فهو البديل الناجع المتوفر للجميع حاليا من دون أية تكاليف مادية، فكيف نغفل عنه؟

ولكن ماهو التلقيح النفسي ضد كورونا؟ وكيف يتم؟

حسب منظمة الصحة العالمية، يموت يوميا قرابة ثلاثة آلاف وأربعمئة وستة وخمسين شخصا بسبب حوادث الطرق!  لو كانت وسائل الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي تركز على هذه المعلومة، كما تركز على مدّنا بإحصائيات ضحايا كورونا ومخاطرها كل يوم، لمنعنا الهلع مؤكدا حتى من الركوب في أية وسيلة نقل.

ذلك ببساطة لأنه من السهل جدا أن يتكون لدينا اعتقاد قوي، يقول إن من المحتمل جدا أن أموت إن استعملت وسائل النقل، مادامت وفيات حوادث الطرقات مرتفعة جدا.

كلنا يجب أن ننتبه إلى الاعتقاد السلبي، الذي يتكون في عقولنا هذه الأيام، فاعتقادنا يستجيب  الجسد لتحقيقه بشكل مبهر.
أجريت عدة تجارب نفسية، تؤكد أهمية الاعتقاد وتأثيره على جسدنا، من بينها التجربة التالية :
قدم لمجموعة طلبة طب، أقراصا منشطة ليشربوها وقيل لهم إنها أقراص مهدئة،لوحظ أن نصف هذه المجموعة بقي مسترخيا وهادئا بعد شربهم لتلك الأقراص.

قدم لمجموعة ثانية أقراصا مهدئة وقيل لهم إنها أقراص منشطة،هذه المجموعة الثانية أصبحت ناشطة وحركية كثيرا.
فعالية الدواء تحدد بقدر الاعتقاد بفعاليته.

إذا أعطاك طبيب دواء وكنت تعتقد بقوة أنه لن يفيدك، فلن يفيدك حتما! ليس ذلك فقط، بل إن الاعتقاد السلبي قادر على قلب فعالية الدواء إلى الضد.

إذا الاعتقاد السلبي بأن كورونا لا تقاوم هو نفسه الذي يمكن أن يسبب انعدام المقاومة في حالة الإصابة، وهو نفسه الذي يمكن أن يسبب التدمير الذاتي!

 

حسب  ماريزا بير ( الملقبة بأحسن معالجة نفسية في بريطانيا) فإن  من ضمن القواعد التي يشتغل العقل البشري وفقا لها هي أنه عندما يتكون اعتقاد معين عن طريق تكرار فكرة معينة في العقل، يسجل هذا الاعتقاد في العقل الباطن، الذي بدوره يسخر الجسد بكل وظائفه لتحقيق الشيء الٌمعتقد.
هذا شبيه جدا بتثبيت برنامج في الحاسوب، النتائج تكون وفقا للقواعد التي حددت في البرنامج المثبت.

إذا الاعتقاد السلبي بأن كورونا لا يقاوم هو نفسه الذي يمكن أن يسبب انعدام المقاومة في حالة الإصابة، وهو نفسه الذي يمكن أن يسبب التدمير الذاتي!
هذا معاكس بالضبط لما يمكن أن يصير، إن لقحنا ضد الكورونا، لأن دور التلقيح هو تهيئة الجسم وتهيئة المناعة للمقاومة في حالة الإصابة.

التجربة التالية تمكننا من فهم ما هو التلقيح النفسي والذى له فاعلية مشابهة جدا للتلقيح الطبي:
 قٌدم لمئة وتسعة و تسعين شخصا يعانون من الألم الحاد في الرأس، مايسمى بـ”البلاسيبو “وهو دواء وهمي ليس فيه أي مكون طبي مضاد للأمراض، وقيل لهم إنه دواء جديد وفعال للغاية للتخلص من آلام الرأس،مئة وعشرون منهم أكدوا أنهم تخلصوا من ألم الرأس كليا بعد استعمالهم لذلك الدواء.  
مجموعة أخرى تعاني من القرح في المعدة، قدم لهم البلاسيبو ليشربوه وقيل لهم إنه دواء جديد ثبتت فعاليته القصوى ضد آلام القرح في المعدة. سبعون في المئة منهم أكدوا أنهم تخلصوا من آلامهم! الشيء الوحيد الذي وضع مع الدواء الوهمي هو اعتقادهم القوي بفعاليته ويقينهم في الشفاء.

الرعب علميا يؤثر على المناعة فيضعفها بصورة مهولة، إضافة إلى ذلك علينا أن ندخل الضحك في حياتنا، فنقصان وجود الضحك والبشاشة في حياتنا، يؤثر سلبا على صحتنا

ذلك الاعتقاد هو الذي جعل العقل يعطي أمرا للجسد كي يقوم بكل الوظائف التي تؤدي إلى الشفاء. الدواء هو فقط وسيلة كي يتكون اعتقاد قوى في الشفاء.

كلما تكون اعتقاد أقوى، كلما تحقق الشفاء بصورة أسهل، حتى إن نظرنا إلى هذه المسألة بمنظار ديني، نفهم لماذا اليقين مهم جدا في الدين.
إن دور التلقيح الطبي هو تهيئة المناعة وتأهيلها للقدرة على المقاومة في حالة الإصابة بالمرض. لماذا لا نكون اعتقادا قويا بأننا محميون وجسدنا قادر حتما على مقاومة كورونا إن أصابتنا العدوى بها؟ وبذلك نكون قد قمنا  بالدور نفسه الذي ممكن أن يقوم به التلقيح الطبي لكورونا إن كان قد وجد. فلنقم بما سميته بالتلقيح النفسي ضد كورونا مادام التلقيح الطبي غير متوفر، ونكون اعتقادا قويا بأننا بإذن الله محميون، مناعتنا قوية وجسدنا قوى وقادر حتما على مقاومة كورونا والشفاء منها إن أصبنا بها.
مايجب أن نفعله، طبعا إلى جانب الحفاظ على كل الوسائل المتداولة لتقوية المناعة، هو الإقلاع الكلى عن مشاهدة كل ما يبث فينا الرعب والهلع من كورونا.

فالرعب علميا يؤثرعلى المناعة فيضعفها بصورة مهولة، إضافة إلى ذلك علينا أن ندخل الضحك في حياتنا، فنقصان وجود الضحك والبشاشة في حياتنا، يؤثر سلبا على صحتنا.

إضافة إلى ذلك يجب أن نقوم بما يسمى بالتوكيدات وهي  أفكار تعزز تقوية الاعتقاد الذي نطمح لتكوينه وترسيخه، كي يشتغل الجسد طبقا له.

فكما ذكرنا سابقا تكرار أفكار معينة في العقل، يكون اعتقادا معينا ويرسخه ويستجيب الجسد لتحقيقه. تكرار مكثف لجمل تحفيزية من قبيل؛ أنا قوي، مناعتي قوية، أنا محمي بإذن الله وقادر على أن أقاوم كورونا وأتغلب عليه. صحيح أنها جمل بسيطة، لكن تكرارها له آثار مبهرة على النفس وبالتالي على الجسد أيضا.

هكذا نكون قد قمنا بالتلقيح النفسي ضد كورورنا وعززنا قدرتنا على المقاومة.

المدونة لا تعبر عن موقف أو رأي الجزيرة مباشر وإنما تعبر عن رأي كاتبها