ألفين وعشرين سنة سعيدة…!

تأملات الأطفال

أنها كارثة إنسانية أن نبذر بهذا الشكل ونحن في عز الأزمة تناقضا صارخا غير منطقي في حين أن هناك مناطق لم يصلها الطحين وأصبح نادر ا بسبب الحجر واغلاق مدنا بكاملها.

ألفين وعشرين سنة سعيدة، عبارة صنعت الحدث مع صاحبها الذي يؤديها   بشكل يدعو إلى العجب،فكلما ظهر هذا الشخص على وسائل التواصل الاجتماعي وصدح بالغناء إلا وبدأت الكوارث تتهاطل.

والأغنية في بدايتها كانت طلبا للزواج بفطيمة من طرف؛ من السماء  مدرارا،  السذاجة بادية على محياه ـــــــــــــ هذا الشاب المغربي . 

وهي في الأصل أغنية من التراث الجزائري من نوع الراي  المعروف عالميا ،  إلى هنا الأمر يبقى عاديا ،وكثيرُ الحدوثِ حبٌ وزواج بين جزائري ومغربية أو العكس . 

الغريب هو أنك تستمع له وانت مشدوه بهذا المخلوق الذي يغني في التيك توك ويحلم بالحب  والزواج. في عز الازمة اصبح حديث الناس .خاصة  بعد خروجه في كل مرة مغيرا المواضيع و موجها  رسائل وتحيات  لعديد من الناس .بدأت اهميتهم الاجتماعية تزداد كلما طالت ازمة كورونا…

إحساس بالضعف والحاجة إلى الحماية أقيمت  على أثره الصلوات وقرعت أجراس الكنائس ورفع الأذان والتحمت الأرواح المؤمنة في الصلاة لله تضرعا وخشوعا وخنوعا لرب العالمين

فيذكر أسماء بعينها أخرها رسالة موجهة إلى ترامب وماكرون’، وأنتم ترون وتشاهدون بأعينكم  ماذا يحدث على أراضيهم الاف المواطنين يخرجون ويتظاهرون ضد سياسات التمييز والتهميش  في واشنطن  وباريس  ولندن وبروكسيل وعواصم أخرى…

وكم استغربت كيف أصبحت الأمور خطيرة وحوصر البيت الأبيض واهتزت دول أوربية حيث خرج الالاف يطلبون بالعدالة والمساواة والإنسانية.

حتي كدت أن آنسى أننا مازلنا مطالبين بتطبيق الحجر الصحي بسبب جائحة كورونا ؛ كدت أن أنسى حقيقة أننا في بيوتنا منذ منتصف مارس الماضي’ كدت أن أنسى أنني توقفت عن الذهاب إلى عملي؛ وأن الوسيلة الوحيدة التي اتصل بها بمؤسسة عملي هي البريد  الالكتروني ومجموعة الدروس والتوجيهات التي قدمتها لطلبتي  بخصوص الاعمال التطبيقية  للمقياس الذي اشرف عليه.  في ايطار التعليم عن بعد.         

أنها كارثة إنسانية أن نبذر بهذا الشكل ونحن في عز الأزمة تناقضا صارخا غير منطقي  في حين أن هناك مناطق لم يصلها الطحين وأصبح نادر ا بسبب الحجر واغلاق مدنا بكاملها

تصاعد الأوضاع حتى أصبح العالم يتكلم بلغة واحدة ويتصرف تصرفا واحدا الكل أغلق أبوابه وحطت الطائرات ورست البواخر واقفلت الممرات والمعابر.

جنون أصاب الكرة الأرضية لا حديث سوى كورونا الكل يتحدث عن المرض المعدي القاتل، جن الاعلام .تحدث الرؤساء و قادة الدول ‘الملوك ‘المشاهير’ الكل يتحدث عن كورونا  الكل يطلب من الكل غسل الايدي والبقاء في البيت ووضع الكمامة والكل أصيب بمتلازمة( اشتري واخزن في البيت) وكنت انا واحدة ممن اشترى لها زوجها فضلا عن كميات معتبرة من المواد الغذائية اكياسا من الطحين الخشن والناعم .

خاصة وشهر رمضان على الأبواب وكانت الطامة  الكبرى  كيف اتصرف في هذه الكميات على كل حال نحن فكرنا انها  لتحضير الخبز في حالة الندرة  ولتجنب العدو ى من المخابز الحكومية .

لا أخفي عليكم  كانت مقتطفات وفلاشات من أفلام هوليوود عن نهاية العالم والحرب الكونية  تزيد من حماسي و لهفتي لمتابعة وترصد عناوين بيع المواد الغذائية على صفحات التواصل الاجتماعي لمدينتي ….

بدأت رحلة  العجين والمعجنات هستيريا حقيقية لتصريف كمية القلق  الذي أصاب الجميع وأصابني أنا أيضا ؛ وكيف يكون ذلك إذا لم يكن عن طريق تحضير وصفات من الحلوى والمملحات على طول الأسبوع .

 

كان ذلك التحدي من أصعب الأعمال التي قمت بها حيث عجنت كميات كبيرة’ استهلك منها ما استهلك وانتهى ما بقي منها للأسف إلى النفايات.

أنها كارثة إنسانية أن نبذر بهذا الشكل ونحن في عز الأزمة تناقض صارخ غير منطقي  في حين أن هناك مناطق لم يصلها الطحين وأصبح نادر ا بسبب الحجر واغلاق مدنا بكاملها
رغم هذا، كانت اغنية فطيمة تخترقه وتنشر شعورا بالأمل بالفكاهة والسخرية على حالنا  نحن بني البشر.

لم يخطئ الشاب العاشق المتيم بفطيمة  في طلب يدها،   فالحب مباح ومشروع في زمن الكورونا  .عشرات من الشياب الجزائري الذين الغوا حجوزات صالات الحفلات واقاموا  حفل زفافهم على الضيق في مادبة عائلية حضرها  الاقربون فقط . وذهبت أموال العرس لمارب أخرى استفاد منها الزوجين.

وهناك من قسم مواد غذائية ومواد التنظيف على العائلات المعوزة في لفتة إنسانية رائعة .كما تقاسم مئات الفنانين والعازفين  المبدعين عير العالم  العزف من الشرفات برومنسية منقطعة النظير الى المستمعين في الشوارع القريبة من بيوتهم .قمة في الابداع والعطاء حتى إن هناك معزوفات الفت على المباشر من مناطق مختلفة ..  كما قدمت حفلة للأوبرا الألمانية بمرآب للسيارات بمدينة  برلين .

إحساس بالضعف والحاجة إلى الحماية أقيمت  على أثره الصلوات وقرعت أجراس الكنائس ورفع الأذان والتحمت الأرواح المؤمنة في الصلاة لله تضرعا وخشوعا وخنوعا لرب العالمين.

أنها كرامات كورونا التي تجسدت أمام عدسات الهواتف والكاميرات من كل بقعة من هذه الأرض الطيبة’ الأديان تتوحد للصلاة في مكان واحد  امر لم يسبق حدوثه ولم اقرأ عنه في كتب التاريخ.

حتى قطنا ميكو الذي أصبح عضوا من عائلتنا ولم يمضي عليه بيننا  سنة  خرق الحجر وخرج  باحثا  عن قطة من بني جلدته ليكون برفقتهاعائلة  .

رغم أن خروجه لم يكن قط موفقا ‘فقد عاد إدراجه ممرق الأذن ومخربش الوجه واليدين وبجروح بالغة في معركة تحديد المجال الحيوي والبقاء .

رغم الهزيمة فقد سجل اول انتصار له وأول تجربة في البحث عن الحب والحياة. وكم  كانت رحلة السلاحف بالألاف  من جزيرة رين  في شمال  استراليا  في موسم  التزاوج  مؤثرة وبعثت أقوى رسالة  إلى البشر  إلى ضرورة الحفاظ على البحر والحياة فيه. 

  هذه السنة التي تكرر فيها رقم العشرين مرتين عجيبة مجنونة غريبة جعلت البحث عن البقاء والحفاظ عن الحياة مطلبا عالميا .معارك . 

علينا أن نراجع أنفسنا ونعيد حساباتنا كأفراد وكدول حتى ننهيها بسلام  و تكون سنة سعيدة بحق

وعمليات قرصنة وتصرفات صعلوكية  بين الدول .وضع القناع وسقط القناع عن القناع  وخرجت الفضائح الى العلن وكشف المستور والاكاذيب حتى اعتى المنجمين  والعرافين قالوا إن سنة الفين وعشرين سنة الحسوم ومرحلة العبور الى الزمن الجديد   .

الكل ينظر إلى السماء ينتظر رحمة من الخالق أنها النهاية، كثير من المسنين الذين جاوزوا الثمانين قالوا أنهم لم يعيشوا شيئا شبيها بهذا أنه أخر الزمان. 

وعلينا أن نراجع أنفسنا ونعيد حساباتنا كأفراد وكدول حتى ننهيها بسلام  و تكون سنة سعيدة بحق؛ لكن ماذا لو  نزوج بني ملال بفطيمة.

ونحقق العدالة والمساواة ونهجر النفاق وننشر الحب والسلام ونبغض العنف والكراهية حتي نتمكن أن نتنفس ولا نسحق كجورج فلويد ،تحت ركبة رجل  يفترض أنه يمثل القانون ويطبقه .

لا نرى صورا لقطة تدك دكا ولا لفيلة تفجر بجنينها ….حينئذ سنغني جميعا ألفين وعشرين سنة سعيدة…. ألفين وعشرين سنة سعيدة …     

المدونة لا تعبر عن موقف أو رأي الجزيرة مباشر وإنما تعبر عن رأي كاتبها