ثوابت أردوغان خلال قمته مع بايدن

عقد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في 31 أكتوبر الماضي قمة مع الرئيس الأمريكي جو بايدن في العاصمة الإيطالية روما، وذلك على هامش قمة زعماء دول مجموعة العشرين.

هي القمة الثانية بين أردوغان وبايدن، منذ وصول الأخير إلى البيت الأبيض، وبطبيعة حال كانت الملفات الشائكة بين تركيا وأمريكا على أولوية جدول الأعمال هذه المرة أيضا، فالخلافات متعددة بين الجانبين.

القمة الثانية، كان مخصصاً لها وقت محدد وهو 20 دقيقة، إلا أنها استمرت لنحو ساعة و10 دقائق، وهذا يشير إلى البحث المعمق الذي جرى بين أردوغان وبايدن، وإلى أن هناك نقاط خلافية عديدة.

من أهم النقاط الخلافية استمرار أمريكا بدعم تنظيم (بي كا كا/ بي ي دي) في الشمال السوري، وهو تنظيم إلى جانب أنه يهدد وحدة الأراضي السورية، يهدد أيضًا الحدود التركية ووحدة أراضي تركيا والأمن القومي التركي، لذلك هذا الملف هو من أبرز النقاط الخلافية بين أنقرة وواشنطن.

لا تراجع

خلال القمة لم يبدِ أردوغان أي تراجع تركي لناحية الاستمرار بمحاربة هذا التنظيم، حتى لو كلف الأمر القيام بعملية عسكرية تركية جديدة واسعة في بعض مناطق الشمال السوري.

من يدعم هذا التنظيم لا يريد لسوريا أن تبقى موحدة، ويريد أن يغرز في خاصرة تركيا خنجرا يحركه متى يشاء لاستهداف تركيا، وهذا ما لن تسمح به تركيا بأي شكل من الأشكال.

ومن ناحية أخرى، جدّد أردوغان خلال القمة مع بايدن استمرار تركيا بصفقة منظمة الدفاع الجوي الروسية (إس 400)، خاصة وأن الولايات المتحدة ترفض بيع تركيا منظومة (باتريوت)، وبالتالي من حق تركيا البحث عن بدائل لحماية أجوائها.

أمريكا ترفض هذه الصفقة بحجة أن هذا السلاح يهدد برمجيات حلف الناتو ويهدد بخرق روسي للحلف، متناسية أن اليونان وهي عضو بالحلف مثل تركيا، تمتلك منظومة (إس 300) الروسية، فلماذا الصمت عن اليونان، والمعارضة فقط لتركيا، إن لم يكن هناك نوايا غير سليمة على المدى الطويل!

تركيا لن تتراجع عن الصفقة، خاصة وأن أمريكا غدرت بتركيا عندما أخرجتها من مشروع المقاتلة (إف 35) بصورة غير قانونية، وبالتالي الثقة التركية بالحليف الأمريكي اهتزت.

طالب أردوغان خلال القمة بمعالجة هذه النقطة وإلا ستتجه تركيا مجددا للسلاح الروسي، وهنا يحشر أردوغان الغرب بالزاوية، فتركيا لن تبقى تحت رحمتكم.

إذن هي قمة جديدة تركية أمريكية بحثت بالنقاط الخلافية أكثر من النقاط المتفق عليها كأمور التجارة والاستثمار، والكرة الآن بالملعب الأمريكي، إن كانت واشنطن حريصة على علاقات جيدة استراتيجية مع أنقرة فعليها أن تفي بتعهداتها وأن تعمل على ترميم الثقة وأن توقف دعم التنظيمات الإرهابية، وحينها لن تجد من تركيا إلا كل تعاون، ولكن زمن الاستعباد الغربي لتركيا ولى.