إيران تعلق على قرار محمد بن زايد بشأن التطبيع الإماراتي مع إسرائيل

محمد بن زايد (يمين) و بنيامين نتنياهو

نددت إيران، الجمعة، باتفاق تطبيع العلاقات بين إسرائيل ودولة الإمارات واعتبرته “حماقة استراتيجية” لن تؤدي إلا إلى تقوية “محور المقاومة” المدعوم من طهران.

وأعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترمب، أمس الخميس، توصل الإمارات وإسرائيل إلى اتفاق لتطبيع العلاقات واصفا إياه بـ “التاريخي” وهو الثالث من نوعه بين إسرائيل ودولة عربية.

وفي أعقاب إعلان ترمب عن الاتفاق، أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن حكومته متمسكة بمخطط الضمّ، رغم أن بيانا مشتركا صدر عن الولايات المتحدة وإسرائيل والإمارات، أشار إلى أن تل أبيب “ستتوقف عن خطة ضم أراض فلسطينية”.

ويأتي إعلان اتفاق التطبيع بين تل أبيب وأبو ظبي، تتويجا لسلسلة طويلة من التعاون والتنسيق والتواصل وتبادل الزيارات بين البلدين.

وقوبل الاتفاق بتنديد فلسطيني واسع من القيادة وفصائل بارزة، مثل “حماس” و”فتح” و”الجهاد الإسلامي”، فيما عدته القيادة الفلسطينية، عبر بيان، “خيانة من الإمارات للقدس والأقصى والقضية الفلسطينية”.

ونددت الخارجية الإيرانية بالاتفاق واعتبرته “حماقة استراتيجية من جانب أبو ظبي وتل أبيب، ستكون حصيلتها بلا شك تقوية محور المقاومة في المنطقة”.

وقالت الوزارة في بيان أن “الشعب الفلسطيني المظلوم وجميع الشعوب الحرة في العالم لن تغفر أبدا تطبيع العلاقات مع الكيان الغاصب والاجرامي إسرائيل”.

وندد وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف بالتطبيع بين الإمارات وإسرائيل بوصفه “مسرحية” فبركتها الولايات المتحدة.

وقال ظريف خلال تصريحات بثها التلفزيون خلال زيارة للبنان “يعتقد الأمريكيون أنه بفبركة مسرحية مثل تلك التي حدثت أمس الجمعة فإنهم للأسف سيتمكنون من تحديد مصير فلسطين”.

وأضاف أن “الإدارة الأمريكية الحالية أثبتت أنها غير قادرة على استيعاب الواقع السياسي لمنطقتنا”.

وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف ندد بالتطبيع بين الإمارات وإسرائيل ووصفه "مسرحية" (رويترز)

وتشكل إقامة علاقات دبلوماسية بين إسرائيل وحلفاء واشنطن في الشرق الأوسط، بما فيها دول الخليج الغنية بالنفط، أمرا حيويا لاستراتيجية ترمب الإقليمية لاحتواء إيران.

وأكدت طهران أنها “تعتبر خطوة العار هذه التي أقدمت عليها أبو ظبي لتطبيع العلاقات مع الكيان الصهيوني المزيف واللاشرعي والمعادي للإنسانية بانها خطوة خطيرة”، محذرة من “أي تدخل من قبل الكيان الصهيوني في معادلات” منطقة الخليج.

وأضافت أنه “على حكومة الإمارات وسائر الحكومات المواكبة تحمّل جميع تداعيات هذه الخطوة”.

وفي إشارة غير مباشرة إلى السعودية، منافستها الإقليمية الرئيسية، دعت إيران “الحكام الذين من قصورهم العاجية تنشب مخالبهم في وجوه الفلسطينيين وسائر الشعوب المظلومة في المنطقة مثل اليمن” إلى أن “لا يضلوا الطريق في معرفة الاصدقاء والاعداء”.

ويأتي هذا الاتفاق بعدما أجرى وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف محادثات نادرة مع نظيره الإماراتي الأسبوع الماضي ما أثار الآمال في إصلاح العلاقات بين البلدين.

وكانت الإمارات قد خفّضت علاقاتها مع إيران في يناير/كانون الثاني 2016 وسط تصاعد التوتر بين السعودية والجمهورية الإسلامية.

وشهدت العلاقات بين طهران والرياض مزيدا من التدهور العام الماضي بعد سلسلة من الهجمات الغامضة على ناقلات نفط في مياه الخليج، وجهت فيها واشنطن أصابع الاتهام لإيران. ونفت طهران تلك الاتهامات.

وتدعم السعودية وإيران، أطرافا متعارضة في صراعات عدة خصوصا في سوريا واليمن.

جنة لإسرائيل

واتهم رئيس مصلحة تشخيص النظام في إيران والقائد السابق للحرس الثوري محسن رضائي دولة الإمارات بالعمل بشكل غير رسمي مع إسرائيل.

وقال في تغريدة “أبوظبي جعلت الإمارات جنة لإسرائيل منذ عشر سنوات”  واتهمها بالعمل مع الموساد لإنشاء “شبكات تجسس واستخبارات”.

وتابع “لا يمكن لمجاهد إسلامي ولا عربي فخور أن يخون فلسطين. فقط الجبناء يطعنون في الظهر”.

وكتبت إيلي جيرانمايه، المحللة في المجلس الأوربي للعلاقات الخارجية في تغريدة أنه من غير المرجح أن يكون التطبيع “عامل تغيير” بالنسبة إلى إيران، معتبرة أن الجمهورية الإسلامية تعمل منذ فترة طويلة على افتراض أن المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة وإسرائيل تتعاون سرا ضدها منذ سنوات.

وغرد الناطق باسم مجلس صيانة الدستور الإيراني عباس علي كدخدائي أن هذه الخطوة تعني أن إسرائيل “تحتل الإمارات”.

وفي مقال افتتاحي، نشر الجمعة، أدانت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية (إرنا) الاتفاق وقالت إنه ليس استراتيجيا ولا تاريخيا، بل مجرد مناورة من قبل ترمب لتعزيز آماله في إعادة انتخابه.

وأضافت أن “هذا الإجراء من جانب إدارة ترمب ليس خطوة لحل المشكلات الإقليمية ودعم دولة الإمارات ولا يساعد الفلسطينيين أو نتنياهو”.

وقالت إن العديد من جيران إيران العرب تربطهم علاقات بإسرائيل، لافتة إلى أن الاتفاق لن يكون له تأثير كبير “ما عدا العار لدول إقليمية واستخدامه محليا لصالح ترمب”.

وتابعت الوكالة أن شعبية “ترمب أدنى بكثير عن خصمه الديمقراطي جو بايدن ويحتاج إلى التسبب بصدمة لدى الجمهور الأمريكي لتحسين وضعه”.

وتوقعت أنه في الأشهر الثلاثة المتبقية على الانتخابات الأمريكية، سيعلن ترمب أيضا تطبيع علاقات إسرائيل مع المملكة العربية السعودية والبحرين والكويت، للغرض نفسه.

المصدر : الجزيرة مباشر + وكالات