الموت قهرا.. كيف توفي عبد الله مرسي في ريعان شبابه؟

عبد الله محمد مرسي، الابن الأصغر للرئيس المصري الراحل محمد مرسي

توفي عبد الله مرسي، الابن الأصغر للرئيس المصري الراحل محمد مرسي، عن عمر يناهز 25 عاما، لتطرح تساؤلات حول سبب وفاته، وهل مات حزنا وقهرا وكمدا بعد وفاة والده؟

ووفقا لمحامي الأسرة، وأحمد مرسي، المتحدث باسم الأسرة شقيق الراحل، فقد توفي عبد الله، إثر أزمة قلبية مفاجئة.

وكان الرئيس الراحل محمد مرسي، أول رئيس مدني منتخب ديمقراطيا في مصر، قد توفي أثناء محاكمته في 17 من يونيو/ حزيران الماضي، بعد 6 سنوات قضاها في السجن، إثر إطاحة قادة الجيش به في انقلاب عسكري صيف 2013، بعد سنة واحدة قضاها في الحكم.

عقب وفاة والده شن عبد الله، هجوماً شديداً على الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، ومسؤولين، متهما إياهم بقتل والده.

وطرح كثيرون تساؤلات حول سبب وفاة عبد الله الشاب، ويرى البعض أن هذه الوفاة أتت حزنا وكمدا بعد وفاة والده محمد مرسي في السجن، وما تعرض له من تضييق وعزل في محبسه.

هل يمكن أن يؤدي الحزن إلى وفاة الشخص؟

الجواب نعم، إذ إنه وفقا لمعطيات طبية، فإن الأخبار الحزينة قد تتسبب في حدوث نوبة قلبية، والإجهاد والحزن الذي يرتبط بها قد يترك أثرا مميتا على القلب.

  • كثيرا ما تنتشر قصص عن الأزواج الذين يموتون في غضون أيام أو أسابيع بعد وفاة الزوج الآخر، وقد وصف الدكتور جورج إل إنجل –وهو طبيب نفسي- عشرات الحالات في مقال في دورية حوليات الطب الباطني.
  • كانت دراسة طبية نشرت في 2012 قد توصلت إلى أنه بعد وفاة شخص مقرب، ترتفع لدى رفيقه احتمالية الإصابة بنوبة قلبية 21 مرة خلال اليوم الأول، أما على مدار أسبوع، فتكون الاحتمالية أعلى بست مرات.
  • يمكن أن يزيد الضغط النفسي الناجم عن الحزن الشديد من معدل ضربات القلب وضغط الدم وتخثر الدم، مما قد يزيد من فرص حدوث نوبة قلبية.
  • أيضا مع الصدمة الأولى وبداية مرحلة الحزن على وفاة الشخص المقرب، فإن الشخص يكون أكثر عرضة للحصول على نوم أقل نتيجة الحزن والمتطلبات الاجتماعية والاقتصادية بعد وفاة الشخص (مثل دفع فواتير المستشفى وتكاليف وإجراءات الدفن.. إلخ)، وأيضا يكون معرضا أكثر لانخفاض الشهية وقلة الأكل، مع تسجيل مستويات أعلى من هرمون الكورتيزول، مما قد يزيد أيضًا من مخاطر النوبة القلبية.
  • قالت وقتها الباحثة الرئيسية في الدراسة إليزابيث موستوفسكي، إن الأشخاص الذين يعانون من الحزن يتجاهلون أحيانًا الأدوية التي يجب عليهم أخذها بانتظام، ما قد يؤدي إلى حدوث مضاعفات في القلب.
صور متداولة من المقابر أثناء دفن عبد الله نجل مرسي الأصغر بجوار والده
ما الذي يحدث؟

هناك نوعان من التأثيرات لصدمة الحزن على الشخص، وهي:

تأثيرات قصيرة الأمد:

1- بعد الخبر المحزن تحدث نوبة مفاجئة من النشاط الهرموني، لترتفع هرمونات الإجهاد مثل الأدرينالين والكورتيزول.

2- تؤدي هذه الهرمونات إلى تسريع معدل ضربات القلب وزيادة ضغط الدم وتوتر العضلات وتنشيط الخلايا المناعية.

3-أيضا ردة الفعل هذه تجعل الجسم يعيد توجيه الدم من الجهاز الهضمي إلى العضلات، وتجعل الدم أكثر قابلية للتخثر (التجلط)، وردة الفعل هذه تسمى “استجابة الكر أو الفر”، وهي تعد الجسم للخطر، والذي قد يشمل التعرض لجروح أثناء المعركة مما يتطلب تخثرا أسرع للدم لإيقاف النزف.

4- زيادة قابلية تخثر الدم تزيد حدوث جلطات دموية.

5- هذه الأمور قد تؤدي أيضا لعدم انتظام في دقات القلب، وتزيد خطر النوبة القلبية لدى الشخص.

تأثيرات طويلة الأمد:

1- المستويات المرتفعة باستمرار من هرمونات التوتر يمكن أن ترفع ضغط الدم ومستويات الكوليسترول في الدم.

2- هذا أيضا يؤدي للتأثير على دقات القلب.

3- حدوث ضغط على الجهاز المناعي.

4- هرمونات التوتر قد تؤدي إلى حدوث تضييق في الأوعية الدموية الضيقة.

5- التوتر والإحباط والعواطف السلبية قد تقود في النهاية إلى عدم كفاية تدفق الدم في الأوعية التي تغذي القلب، مما يؤدي إلى نوبة قلبية.

ما الذي حدث مع عبد الله؟
  • بناء على ما سبق يمكن ربط الحزن بوفاة عبد الله مرسي، فالراحل كان يعيش تحت ضغط نفسي مستمر، فوالده الرئيس الراحل مرسي كان مسجونا منذ ست سنوات، عقب انقلاب عسكري، وكان يعيش ظروفا سيئة في محبسه.
  • عبد الله مرسي كان صرح بعد وفاة والده –للجزيرة مباشر- أن النظام المصري مارس جريمة قتل ممنهجة بحقه على مدار السنوات الماضية حتى تبدو وفاته طبيعية، مضيفا أن محاولة قتل والده بدأت منذ اعتقاله قبل 6 سنوات، وتابع “أكدنا ذلك في تقارير على مدار السنوات الماضية”.
  • أكد عبد الله وقتها أن أسرة الرئيس الراحل تتلقى تهديدات من أجل الكف عن الحديث عن ظروف وفاته، مضيفا “ولكننا لن نسكت”.
  • هذه التصريحات تؤكد الضغط الكبير الذي كان يعيشه عبد الله بعد وفاة والده، أضف إلى ذلك أنه بداية الشهر الجاري، وقبل أيام من وفاة عبد الله، طالب نادي قضاة مصر ورثة الرئيس مرسي بسداد غرامة قدرها مليون جنيه، تعويضا للقاضي علي محمد النمر، في القضية المعروفة إعلاميا بـ “إهانة القضاء”.
  • وقتها قال مصدر في نادي القضاة إن لجنة التحفظ على أموال جماعة الإخوان المسلمين لم تحصل الغرامة المقررة من محكمة جنايات القاهرة ضد الرئيس الراحل محمد مرسي، و19 آخرين في القضية المعروفة إعلاميا بإهانة القضاء.
  • في أكتوبر/تشرين الأول من العام الماضي، رفضت محكمة النقض الطعن المقدم من مرسي و19 آخرين على حكم حبسهم ثلاث سنوات في قضية إهانة القضاء، وقررت تأييد حبسهم وإلزام كل متهم بأداء مبلغ مليون جنيه على سبيل التعويض للنادي، كما ألزمت محمد مرسي بأداء مبلغ مليون جنيه للقاضي “علي النمر”.

 

  • إذن عاش عبد الله مرسي الحزن والكمد على وفاة والده متهما النظام بقتله، وقبل أيام تمت مطالبته وأسرته بدفع مليون جنيه، في مسلسل يرى الكثيرون أنه استمرار للانتهاكات الحقوقية تجاه الرئيس مرسي حيا، وبعد وفاته.
  • هذا الكمد ربما أدى إلى مضاعفات على جسمه وصحته، تفاقمت خلال السنوات الماضية، لتبلغ ذروتها عند وفاة الرئيس مرسي، وما حصل بعدها من منع للسلطات المصرية لأسرته من دفنه في مقابر العائلة بمسقط رأسه بمحافظة الشرقية وفق وصيته، ومنع أنصاره من تشييع جثمانه.

وفاة عبد الله يجب أن تسلط الضوء أكثر على الضغوط الهائلة التي تعيشها عائلة الرئيس مرسي: زوجته السيدة نجلاء محمود، وأبناؤه أسامة -المحبوس حاليا- وأحمد وعمر والشيماء، والتي إن استمرت ربما تقود إلى عواقب كبيرة.

المصدر : الجزيرة مباشر