انفجار بيروت.. ميشال عون يتوعد المتورطين والجامعة العربية تنكس علمها

الرئيس اللبناني ميشال عون يزور موقع الانفجار في الميناء الرئيسي وسط بيروت

أكد الرئيس اللبناني ميشال عون ضرورة الكشف عن ملابسات انفجار مرفأ بيروت أمس الذي خلف آلاف الضحايا والمشردين، وتوعد المتورطين، بينما نكست الجامعة العربية علمها حدادا على ضحايا لبنان.

وقال عون الذي تفقد موقع الانفجار اليوم الأربعاء “هول الصدمة لن يمنعنا من التأكيد لأهل الشهداء والجرحى أولًا، ولجميع اللبنانيين، أننا مصممون على السير في التحقيقات وكشف ملابسات انفجار ميناء بيروت، الذي خلف مئات القتلى والجرحى، في أسرع وقت ممكن، ومحاسبة المسؤولين والمقصِّرين وإنزال أشد العقوبات بهم”.

واستمع عون إلى شرح من كبار الضباط الأمنيين والعسكريين عن الانفجار ومسار التحقيقات الجارية لكشف أسبابه، بينما بدأ مجلس الوزراء جلسة استثنائية في قصر بعبدا اليوم للبحث في توصيات المجلس الأعلى للدفاع، ومتابعة تداعيات الكارثة.

وقال رئيس الحكومة حسان دياب، قبل الاجتماع، إن لبنان يعيش أزمة وطنية “وأتمنى على الجميع وقف السجالات والانصراف للتعامل مع الكارثة التي أصابت البلد”.

وقال رئيس بلدية بيروت جمال عيتاني، إن المنطقة تبدو كمنطقة حرب، مضيفا أنه عاجز عن الكلام، مشيرًا إلى أنها كارثة لبيروت ولبنان، موضحا أن الخسائر تقدر بمليارات الدولارات.

وسبب الانفجار أضرارًا جسيمة بالممتلكات العامة والخاصة في محيط مكان الانفجار، وأعلنت وزارة الطاقة أن دمارًا كليًا لحق بالمبنى المركزي لمؤسسة الكهرباء، وأدى الانفجار إلى خروج محطة التحويل الرئيسية في الأشرفية عن الخدمة.

كما أكد وزير الاقتصاد راؤول نعمة، اليوم، إن صومعة الحبوب الرئيسية في ميناء بيروت، دُمرت مع القمح الموجود بها في الانفجار، ليصبح لدى البلاد احتياطيات من الحبوب تكفي لأقل من شهر فقط، موضحًا أن بلاده بحاجة إلى مخزونات تكفي لـ 3 أشهر على الأقل لضمان أمنها الغذائي.

من ناحيتها، قامت الأمانة العامة لجامعة الدول العربية بتنكيس علم الجامعة اليوم حدادًا على ضحايا انفجارات بيروت التي هزّت العاصمة اللبنانية ظهر أمس، وسقط على إثرها مئات من الشهداء والجرحى، وخلّفت خسائر مادية جسيمة.

​وجاء على لسان مصدر مسئول بالأمانة العامة لجامعة الدول العربية أن تنكيس علم الجامعة إنما يعكس عمق التضامن العربي مع الشعب اللبناني، ومع بيروت التي أعلنتها الحكومة اللبنانية مدينةً منكوبة.

وأكد المسؤول أن حالة الحزن التي انتابت العالم العربي، من أقصاه إلى أقصاه، إنما تعكس قوة اللحمة بين الشعوب العربية، والمكانة التي يتمتع بها لبنان العزيز في قلوب العرب.

​وأضاف المصدر أن الأمين العام للجامعة، أحمد أبو الغيط، كان قد أطلق مناشدة لكافة الدول العربية والمجتمع الدولي بالإسراع بتوجيه المساعدات الإغاثية العاجلة إلى لبنان لمساعدته على مواجهة الكارثة المروعة التي يمر بها.

وبعد يوم من انفجار دام في مرفأ بيروت خلف مئات القتلى والجرحى، يعيش لبنان اليوم الأربعاء حالة من الصدمة بينما أعلن مجلس الدفاع الأعلى العاصمة “مدينة منكوبة” كما أعلن الحداد على ضحايا الانفجار.

وقد أعلن مجلس الدفاع، في أعقاب هذا الانفجار الهائل، حالة طوارئ لمدة أسبوعين في العاصمة، وسلم مهام الأمن إلى السلطات العسكرية.

وتشير المعلومات إلى أن الانفجار الضخم الذي خلف عشرات الضحايا ومئات المصابين فضلًا عن الأضرار المادية، كان بسبب مواد شديد الانفجار صودرت قبل سنوات وتم تخزينها في مستودع في ميناء بيروت.

كما أظهرت صور حجم الدمار الذي أحدثه الانفجار في محيط مرفأ بيروت وتغييرا شبه كامل في معالم المكان، وامتدت الأضرار إلى مسافات واسعة، وتحطمت نوافذ البيوت على مدى حوالي 23 كيلومترا من موقع الحادث.

ونقل مراسل الجزيرة عن مصادر طبية مقتل مئة شخص وإصابة أكثر من 3500 آخرين في إحصائية أولية للانفجار، بينهم أجانب وموظفو بعثات دبلوماسية، فيما يتوقع مسؤولون ارتفاع حصيلة القتلى.

ولا تزال فرق الإنقاذ تبحث بين الأنقاض في مساحة كبيرة من المدينة لإخراج العالقين وانتشال الجثث، بينما ذكر الصليب الأحمر إن عدة مستشفيات في العاصمة باتت عاجزة عن استقبال المصابين بسبب تجاوز طاقتها الاستيعابية.

ويعد هذا أعنف انفجار منذ سنوات في بيروت، حيث يعاني لبنان عمومًا أزمة اقتصادية وتواجه زيادة في إصابات فيروس كورونا المستجد.

وبينما وصف الرئيس الأمريكي دونالد ترمب الانفجار بأنه “اعتداء رهيب”، وجهت السفارة الأمريكية في بيروت تحذيرًا لسكان المدينة بخصوص تقارير عن غازات سامة ناجمة عن الانفجار، وحثت الناس على البقاء في المنازل وارتداء الكمامات.

ووقع الانفجار قبل 3 أيام من إصدار حكم قضائي بحق 4 أشخاص مشتبه فيهم من حزب الله في تفجير وقع عام 2005، وأدى لاغتيال رئيس الوزراء السابق رفيق الحريري و21 شخصًا، بسيارة ملغومة على بعد نحو كيلومترين عن ميناء بيروت.

اقرأ أيضًا:

مائة قتيل.. بيروت “المنكوبة” في عهدة الجيش وحداد عام في لبنان

شاهد: خادمة أفريقية تنقذ طفلة لحظة وقوع انفجار بيروت

مشاهد رعب وألم.. لبناني يهرع لحماية ابنه وفرار من دوي الانفجار

شاهد: لحظات رعب عاشها 3 أطفال وخادمتهم أثناء انفجار مرفأ بيروت

شاهد: انهيار سقف كنيسة أثناء القداس لحظة وقوع انفجار بيروت

انفجار بيروت.. ترمب يرجح فرضية الهجوم بقنبلة وتحذير من غازات سامة

انفجار بيروت.. تضامن عربي ودولي واسع وقادة وزعماء يغردون بالعربية

المصدر : الجزيرة مباشر + وكالات