بعد تعليمات لوزارة الصحة.. تحذير من كارثة تهدد بتفشي كورونا في مصر

إصابة عشرات الأطباء والممرضين في مصر بفيروس كورونا

حذرت عضو مجلس النقابة العامة لأطباء مصر سابقا، منى مينا، عبر فيسبوك، من كارثة تهدد المجتمع بتفشي عدوى كورونا إثر تعليمات جديدة أقرتها وزارة الصحة بشأن فحص الأطقم الطبية.

وأكدت أن تعليمات وزارة الصحة المصرية بالاعتماد على الاختبار السريع لتشخيص إصابة أو عدم إصابة الأطقم الطبية بالعدوى، ليس لها أساس علمي، وأنها ضد تعليمات منظمة الصحة العالمية بشكل واضح.

وقالت إن تعليمات وزارة الصحة الجديدة هي الاعتماد على ما يسمى “Rapid test” بدلًا من اختبار PCR لتشخيص إصابة أفراد الأطقم الطبية أو عدم اصابتهم بالعدوى، بعد العمل لمدة 14 يوما في مستشفيات العزل، وقبل خروجهم للحياة العامة بعد فترة العزل.

وأردفت “منظمة الصحة العالمية تؤكد أنه حتى يومنا هذا لا نستطيع الاعتماد على الاختبار السريع “.

وأكدت أن “الاعتماد على الاختبار السريع قبل خروج الطبيب للمجتمع يساوي المجازفة بالمزيد من نشر العدوى وسط الأطقم الطبية والمواطنين، خاصة وأن تعليمات وزارة الصحة لا تترك حتى فترة عزل بين الاختبار السريع “سلبي” وبين خروج عضو الفريق الطبي واختلاطه بالمجتمع “.

وطالبت عضو مجلس نقابة الأطباء بضرورة إيقاف تنفيذ هذه التعليمات المخالفة للقواعد العلمية بشكل فوري، والرجوع لاختبار PCR قبل السماح للأطقم الطبية في مستشفيات العزل بالعودة للاختلاط بالمجتمع.

وقبل أيام، نشرت نقابة أطباء مصر ملاحظاتها السلبية على قرار هيئة الرعاية الصحية بخصوص تقسيم العمل بين أطباء العزل، مما يحول من تطبيقه عمليًا، مطالبة وزيرة الصحة هالة زايد بإعادة النظر فيه وإلغائه.

ومن بين السلبيات التي سردتها النقابة في بيانها، تقسيم فريق العمل إلى مجموعتين أو ثلاث يعملون بالتناوب، بحيث تعمل مجموعة لمدة 10 أو 15 يوم متتالية عمل متواصل دون انقطاع وعلى مدار الساعة، على أن تلتزم المجموعة الثانية بالعزل الذاتي دون مخالطة أي فرد خلال هذه الفترة، ثم يتم التبادل بينهما وهكذا.

وأشارت إلى أن هذا النظام يستلزم انقطاع عضو الفريق الطبي عن الحياة العامة وعن البشر وعن رعاية أسرته طوال فترة غير معروف أمدها، كما لم يتضح المقابل المالي الذي سيحصل عليه.

كما نص القرار على أن من تثبت إصابته بالعدوى أثناء فترة العزل الذاتي بمخالفة قواعد العزل الذاتي يتم منحه إجازة إجبارية لمدة أسبوعين، ثم يتم اتخاذ الإجراءات التأديبية نحوه لتأثير ذلك على سير العمل.

وتساءلت النقابة كيف يتم إثبات أن الإصابة لم تحدث خلال فترة العمل السابقة وأن العضو كان في فترة الحضانة؟ وكيف يتم إثبات أن العدوى حدثت بسبب مخالفة قواعد العزل الذاتي من عدمه، في ظل الانتشار السريع للفيروس حتى مع اتخاذ إجراءات الوقاية.

ولفتت إلى أن مجرد النص على محاسبة من يصاب العدوى هو رسالة بالغة السلبية لأعضاء الفريق الطبي.

وكانت نقابة الأطباء خاطبت رئاسة الوزراء لاستئناف صرف مستحقات الأطباء العاملين بمستشفيات العزل وذلك بعد ورود شكاوى إليها من توقف صرف المكافآت التي سبق وقررتها وزارة الصحة، مشيرة إلى التأثير المعنوي للأمر.

وأعادت أزمة فيروس كورونا طرح قضية بدل العدوى للأطباء في مصر، الذي يبلغ 19 جنيها فقط (الدولار أقل من 16 جنيها)، باعتبارهم “الجيش الأبيض” في مواجهة الخطر، خاصة داخل مقرات الحجر الصحي والمستشفيات.

وتخوض نقابة الأطباء منذ سنوات إحدى أهم معاركها مع الحكومة، للمطالبة بزيادة بدل قيمة العدوى، التي لم تطرأ عليها أي زيادة منذ ربع قرن، حيث إن فئات أخرى ليست معرضة للعدوى -كالقضاة- تحصل على بدل قدره ثلاثة آلاف جنيه.

يأتي ذلك بينما يواصل فيروس كورونا تسلله إلى الكوادر الطبية في مصر، وأعلن العديد من المستشفيات على مستوى الجمهورية إصابة عدد من طواقمها الطبية بالفيروس، بينهم نحو 70 طبيبًا، الأمر الذي خلق أزمة بين نقابة الأطباء ووزارة الصحة.

وفي مطلع الشهر الجاري، توفي أول طبيب مصري بإصابته بفيروس كورونا، وهو طبيب التحاليل البورسعيدي أحمد اللواح، بعدها بأسبوعين توفيت طبيبة الدقهلية سونيا عبدالعظيم، وغيرهم.

ومازال القطاع الطبي يفقد كوادره واحدًا تلو الآخر كان آخرهم، الصيدلي محمد علي خريج دفعة 2018، الذي كان يعمل بمستشفى المقاولون العرب، والذي توفى قبل يومين متأثرا بإصابته بفيروس كورونا.

ووفق وزارة الصحة المصرية، فإن إجمالي العدد الذي تم تسجيله في مصر بفيروس كورونا المستجد حتى، الأربعاء، هو 3659 حالة من ضمنهم 935 حالة تم شفاؤها وخرجت من مستشفيات العزل، و276 حالة وفاة.

اقرأ أيضًا:

أطباء مصر تطالب بحماية “الجيش الأبيض” من عدوى كورونا

“خائفة جدا”.. بكاء ممرضة مصرية بعد إصابتها بكورونا (فيديو)

وفاة أول طبيب في مصر بسبب كورونا.. هذه تفاصيل اللحظات الأخيرة

المصدر : الجزيرة مباشر