تركيا ترد على تصريحات ماكرون “الخطيرة” بشأن الإسلام
أدانت تركيا، اليوم الإثنين، مقترح الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون للدفاع عن القيم العلمانية لبلاده في مواجهة ما وصفه بالإسلام “الراديكالي” ووصفته بأنه “إهانة شعبوية للمسلمين”.
وتضاف هذه الانتقادات الموجهة لليوم الثاني على التوالي لخطة ماكرون الذي يريد “تحرير الإسلام في فرنسا من التأثيرات الخارجية” إلى قائمة تطول من الخلافات بين الرئيس الفرنسي والرئيس التركي رجب طيب أردوغان.
وغرّد المتحدث باسم الرئاسة التركية، إبراهيم قالن على تويتر قائلًا إن رؤية ماكرون “الخطيرة والاستفزازية … تشجع على كراهية الإسلام والشعبوية المعادية للمسلمين”.
Fransa CB Macron’un “İslam krizde” iddiası, İslam karşıtlığını ve düşmanlığını körükleyen tahrikkar ve tehlikeli bir ifadedir. Fransa’nın kendi hataları ve maceraları için İslamı ve Müslümanları günah keçisi yapmaya çalışmak bir akıl tutulmasıdır.
— Ibrahim Kalin (@ikalin1) October 5, 2020
وقال المتحدث باسم حزب العدالة والتنمية التركي الحاكم عمر جليك، الإثنين، إن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون يدعم جرائم الكراهية، وليس الديمقراطية وحقوق الإنسان، مؤكدًا أن حديث ماكرون عن “إسلام فرنسي ينم عن نهج ديكتاتوري وجهل مطبق”.
وأضاف أن “وجهة نظر ماكرون لا تقدم سوى ذخائر أيديولوجية للجماعات الإرهابية مثل تنظيم الدولة الإسلامية”.
وشدد متحدث العدالة والتنمية على أن خطاب الرئيس الفرنسي “لا يحترم القانون وحرية المعتقد”.
وأكد أن تصريح ماكرون حول مشروع القانون يعكس عقلية “قاتمة” للغاية، مبينًا أنه ينبغي أن يكون تزايد كراهية الأجانب وكراهية الإسلام هدفًا لماكرون.
وتابع: “عبر هذا النهج، إنما يدعم ماكرون جرائم الكراهية؛ وليس الديمقراطية وحقوق الإنسان”.
وقالت وزارة الخارجية التركية، الأحد، إن مبادرة ماكرون ستكون لها “عواقب وخيمة بدلًا من أن تحل مشكلات فرنسا”.
وألقى ماكرون خطابًا، الجمعة، أعلن فيه أن على فرنسا التصدي لما سماها “الانعزالية الإسلامية”، زاعمًا أنها تسعى إلى “إقامة نظامٍ موازٍ” و”إنكار الجمهورية”.
وأضاف “في تلك النزعة الإسلامية الراديكالية عزم معلن على إحلال هيكلية منهجية؛ للالتفاف على قوانين الجمهورية، وإقامة نظام موازٍ يقوم على قيم مغايرة، وتطوير تنظيم مختلف للمجتمع”، معتبرًا أن الإسلام “ديانة تعيش اليوم أزمة في كل مكان في العالم”.
وأعلن عن تدابير عدة مثل إرغام أي جمعية تطلب مساعدة من الدولة التوقيع على ميثاق للعلمانية، وفرض إشراف مشدد على المدارس الخاصة الدينية والحد بشكل صارم من التعليم الدراسي المنزلي.
وتأتي تصريحات ماكرون قبل ثمانية عشر شهرًا من الانتخابات الرئاسية الفرنسية، التي من المتوقع أن يواجه فيها تحديًا من اليمين.
وقوبلت تصريحات ماكرون باستنكار شديد في الدول الإسلامية، وغرّد شيخ الأزهر الشريف، الدكتور أحمد الطيب، بالفرنسية والإنجليزية فضلًا على العربية للرد على هذه التصريحات.
في الوقت الذي نسعى فيه مع حكماء الغرب لتعزيز قيم المواطنة والتعايش، تصدرُ تصريحات غير مسؤولة، تتخذ من الهجوم على الإسلام غطاءً لتحقيق مكاسب سياسية واهية، هذا السلوك اللاحضاري ضد الأديان يؤسِّس لثقافة الكراهية والعنصرية ويولِّد الإرهاب.
— أحمد الطيب (@alimamaltayeb) October 5, 2020
Au moment où nous cherchons avec les sages de l'Occident à promouvoir les valeurs de la citoyenneté et du vivre-ensemble, surviennent des déclarations irresponsables qui attaquent l'Islam afin de réaliser des gains politiques inutiles.
1/2— أحمد الطيب (@alimamaltayeb) October 5, 2020
كما استنكر مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر الشريف تصريحات ماكرون، وجاء في بيان المجمع “اتهم ماكرون الإسلام باتهامات باطلة لا علاقة لها بصحيح هذا الدين، الذي تدعو شريعته للسماحة والسلام بين جميع البشر حتى من لا يؤمنون به”.
وقال أمين عام الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، علي محيي الدين القره داغي للرئيس الفرنسي، إن الإسلام “لا يتحمل وزر قيادات كرتونية مزيفة من صناعتكم”، مؤكدًا عبر حسابه على “فيسبوك”، الجمعة، أن “الدين الإسلامي لا يمر بأية أزمات”.
وقال: “نحن نشفق على حاكم ما زال يعيش أزمة وشبح حروب دينية، يعيش في قرونها الوسطى ونحن في القرن الحادي والعشرين”.
وتابع: “السيد الرئيس ماكرون: أنتم في أزمة، أزمة انتكاس أخلاقي وإنساني وسياسي ولا يتحمل الإسلام وزر قيادات كرتونية مزيفة صنعت الأزمات برعاية منكم”.
ويطرح ماكرون مشروع قانون ضد “الانفصال الشعوري” بهدف “مكافحة من يوظفون الدين للتشكيك في قيم الجمهورية”، وهو ما يعتبر استهدافا للجالية المسلمة على وجه الخصوص.
وبدأ العمل على المشروع في فبراير/شباط الماضي لكن أزمة كورونا أعاقته، ويهدف مشروع القانون المستقبلي إلى “مكافحة من يوظفون الدين للتشكيك في قيم الجمهورية”، وفق ما أفاد قصر الإليزيه.
ويتواجه ماكرون وأردوغان حول الحقوق البحرية في شرق البحر المتوسط وفي ليبيا وسوريا، ومؤخراً حول النزاع في إقليم ناغورني قره باخ الانفصالي ذي الغالبية الأرمنية.
ويدين غالبية سكان تركيا بالإسلام، لكنها دولة علمانية، وهي عضو في حلف شمال الأطلسي ولكن ليس في الاتحاد الأوربي بعد أن تعثر طلب عضويتها لعقود بسبب جملة من الخلافات.
اقرأ أيضًا:
ماكرون: الإسلام يعيش أزمة في كل مكان بالعالم
شيخ الأزهر يغرد بالفرنسية ردا على ماكرون
رد شديد اللهجة من الأزهر بعد هجوم ماكرون على الإسلام
بعد هجوم ماكرون على الإسلام.. رد قاس من القره داغي على الرئيس الفرنسي