ديكساميثازون.. ما تأثيره على الحالات الحرجة من كورونا؟ وكيف يختلف عما سبقه؟ (فيديو)

عقار "ديكساميثازون" المستخدم مؤخرا في علاج كورونا
عقار "ديكساميثازون" المستخدم مؤخرا في علاج كورونا

أقر مؤخرا علاج جديد لمرض كوفيد-19 يحمل اسم “ديكساميثازون” في بريطانيا يناسب الحالات الحرجة فقط، ولا ينصح باستخدامه منزليا لمن لديهم أعراضا خفيفة.

وأشاد وزير الصحة البريطاني، مات هانكوك، بنجاح أول تجربة سريرية لعقار ديكساميثازون لعلاج فيروس كورونا المستجد، حيث نجح في خفض معدل الوفيات من الفيروس إلى الثلث.

وأعلن فريق بحثي من جامعة أوكسفورد أن العقار الجديد أثبت فعالية كبيرة في علاج الحالات الحرجة المصابة بكورونا، لكنه حذر من تناول الدواء في المنزل لأصحاب الاعراض الخفيفة والمتوسطة؛ فبالرغم من فعاليته بالنسبة لأصحاب الحالات الحرجة، لا يبدو الدواء فعالا بالنسبة لأصحاب الحالات الخفيفة ممن لا يحتاجون دعما تنفسيا.

وللاستفسار عن هذا العقار الجديد، استضاف برنامج “مع الحكيم” على شاشة الجزيرة مباشر الدكتورة نهال أبوسيف، استشاري الأمراض الباطنية الحادة، من جامعة برمنغهام البريطانية.

مم يتكون هذا الدواء وكيف يستخدم؟

دواء “ديكساميثازون” من عائلة عقار الكورتيزون المعروف منذ القدم في علاج أية التهابات، وخصوصا الالتهابات المناعية، وهو بالأساس هرمون يفرزه الجسم، ولكن وجد أنه عند استخدامه في علاج الأمراض المناعية بالذات مثل الروماتويد أو الذئبة الحمراء، أو الربو فإنه يحسن الأعراض تماما وربما تختفي.
ولكن مشكلات العلاج بالكورتيزون معروفة للجميع وهي أنه يتسبب في ارتفاع ضغط الدم وربما للإصابة بمرض السكري ويقلل من المناعة بالطبع.

ما الذي يفعله العقار الجديد في الحالات الحرجة ويؤدي إلى التحسن؟

العقار الجديد يقلل الالتهاب، فعند حدوث أي عدوى سواء بكتيرية أو فيروسية، يقوم الجسم بإطلاق أجسام مضادة لمحاربته، فيحدث تفاعلا بين الفيروس أو البكتيريا وبين الأجسام المضادة ينتج عنه التهابا بالجسم والذي يظهر في صورة أعراض مختلفة مثل انسداد الأنف أو الحلق وغيرها.

وعند حدوث الالتهاب بسبب دخول جسم غريب (مثل الفيروس على سبيل المثال) إلى جسم الإنسان يؤدي ذلك إلى خروج السوائل من الأوعية الدموية، ليحدث ما يمسى “الإيديما” التي تسبب احتقان الأنف لخروج سوائل كثيرة تؤدي لصعوبة في التنفس.

وعند تناول “الكورتيزون” يقل الالتهاب الناتج عن مهاجمة الأجسام المضادة للفيروس، ويمنع حدوث أي مضاعفات من الممكن ان تؤدي إلى الوفاة مثل توقف الجهاز التنفسي.

على أي أساس تم إقرار هذا الدواء علاج للحالات كورونا الحرجة؟

يُعطي الكورتيزون في العموم لعلاج الالتهابات الداخلية الحادة، وعندما أُعطي لمرضى الحالات الحرجة المصابين بكورونا، وجد أنه يعالج الالتهاب الناتج عن الفيروس. 

لكن حتى الآن لم يتمكن العلماء والأطباء من معرفة سبب حدوث الفشل التنفسي على وجه التحديد، والذي يحتاج المريض بسببه إلى استخدام التنفس الصناعي وربما يؤدي إلى الوفاة.

وحدوث الالتهاب التفسي الحاد (ARDS) بسبب فيروس كورونا له عدة نظريات منها حدوث الجلطات، وحدوث التهاب مناعي أكثر من كونه مجرد التهاب رئوي بسبب الفيروس.

ورأى الأطباء تجربة عقار “ديكساميثازون” على مرضى كوفيد-19 لكونه عقارا يعالج الالتهاب بصفة عامة، فوجدوا أنه مفيد بالنسبة لمرضى الرعاية المركزة، على أجهزة التنفس الصناعي، أي الذين دخلوا في حالة من الالتهاب الشديد، حيث ينتج الجسم كمية هائلة من الأجسام المضادة تهاجم الجسم نفسه، وبالتالي وجدوا فاعلية للعقار في تقليل هذه الأجسام المضادة ومنعها من أذى الجسم.

ونظرا لأن العلاج بالكورتيزون متعارف عليه، ومستخدم منذ زمن طويل، ورخيص الثمن أيضا فهو لا يحتاج لتجارب كثيرة بعكس الأدوية الحديثة.

 

ما الذي يضمن نجاح هذا الدواء ولماذا يختلف عن العلاجات التي سبقته؟

الدكتور أسامة عرفات خبير علم الأدوية والمتخصص في الصيدلة الإكلينيكية يرى أن الدراسة التي أجريت على عقار ديكساميثازون دراسة علمية صحيحة ومعتبرة، بعكس ما حصل مع عقار الهيدروكسي كلوروكين الذي جرى إعطاؤه لمرضى كورونا دون دراسة كافية.

ويقول الدكتور عرفات إن التوجيهات بإعطاء العقار لم تعتمد على مجرد آراء، ولكنها نتاج دراسة كبيرة على المرضى بمعايير سريرية، ولمدة معينة هي 28 يوما، وعلى فئة معينة من المرضى وهم مرضى الحالات الحرجة على أجهزة التنفس الصناعي، وبجرعة محددة هي 6 مليغرام، حيث وجدوا تحسنا في الوفاة في هذه المدى بالسنبة لهذه الفئة من المرضى بنسبة 17 بالمئة.

المصدر : الجزيرة مباشر