رويترز: الغموض يحيط بهجوم قوات حفتر ضد طرابلس بعد انسحابها

قوات حكومة الوفاق بعد سيطرتها على قاعدة الوطية

قال تقرير لوكالة رويترز إن إعلان قوات اللواء الليبي المتقاعد خليفة حفتر التراجع من جميع جبهات القتال في طرابلس، يثير تساؤلات عن قدرتها على مواصلة الهجوم بهدف السيطرة على العاصمة.

وأضاف التقرير أن “إعلان قوات حفتر الانسحاب لمسافة تتراوح بين كيلومترين وثلاثة كيلومترات لتحسين الظروف بالنسبة لسكان طرابلس في نهاية شهر رمضان، جاء بعد خسارة معقل رئيسي”، في إشارة إلى سقوط قاعدة الوطية الجوية تحت سيطرة قوات حكومة الوفاق.

وقال التقرير إن الانتكاسات التي منيت بها قوات حفتر تسلط الضوء على تغير موازين القوى في الصراع منذ تدخل تركيا في يناير/ كانون الثاني لمساعدة حكومة الوفاق الوطني المعترف بها من الأمم المتحدة على صد هجوم حفتر.

وأوضح التقرير أن قوات حفتر، بدعم من الإمارات وروسيا ومصر، ما تزال تسيطر على كامل شرق ليبيا ومعظم الجنوب، بما في ذلك معظم المنشآت النفطية، لكن وجودها في شمال غرب البلاد، حيث يتركز سكان ليبيا، تعرض لضغوط شديدة.

وأضاف أن حكومة الوفاق الوطني سيطرت الشهر الماضي على سلسلة من البلدات الصغيرة التي تربط طرابلس بالحدود التونسية. كما سيطرت الإثنين على قاعدة الوطية، وهي القاعدة الجوية الوحيدة التي كانت قوات حفتر تسيطر عليها قرب طرابلس، وهي مكسب استراتيجي كبير. كما انتزعت السيطرة الثلاثاء على ثلاث بلدات صغيرة إلى الجنوب الغربي.

وقال وزير الداخلية بحكومة الوفاق فتحي باشاغا الشهر الماضي إن السيطرة على ترهونة ستضع حدا لحملة حفتر لانتزاع السيطرة على طرابلس، لكن الأولوية للقتال في العاصمة.

ونقل التقرير عن مصدر عسكري من قوات حفتر قوله إنها استكملت انسحابا تدريجيا من جبهة صلاح الدين القتالية في طرابلس، وهي إحدى الساحات الرئيسية للقتال في العاصمة.

وحذر القائم بأعمال مبعوث الأمم المتحدة لليبيا في كلمته أمام مجلس الأمن الدولي الثلاثاء من تصعيد جديد للصراع.

وقال التقرير إن الجهود الدبلوماسية للتفاوض على تسوية سياسية لم تحرز تقدما كبيرا، إذ تدفق المزيد من المقاتلين الأجانب والأسلحة على الرغم من وضع يقترب من الجمود استمر عدة أشهر بعد هجوم حفتر على العاصمة قبل أكثر من عام.

وخلال يومي الثلاثاء والأربعاء، وجهت الإمارات وروسيا، اللتان تدعمان حفتر، دعوات منفصلة لوقف إطلاق النار والتوصل لحل سياسي للصراع.

ولم تدم الهدنات السابقة طويلا واتهمت حكومة الوفاق قوات حفتر وحلفاءه باستغلال وقف إطلاق النار لتعزيز الإمدادات العسكرية والاستعداد لهجمات جديدة.

وفي الوطية، سيطرت حكومة الوفاق على ما وصفته بنظام دفاع جوي من طراز “بانتسير” الروسي الصنع الذي قدمته الإمارات لقوات حفتر، وتقول إنها أخرجت عدة أنظمة أخرى من العمل بغارات جوية في الأيام الأخيرة.

ولعبت الطائرات التركية المسيرة والدفاعات الجوية دورا رئيسيا فيما يبدو في تقدم قوات حكومة الوفاق في الأسابيع القليلة الماضية، مع ورود أنباء متكررة عن تعرض سلاسل إمدادات قوات حفتر القادمة من الشرق لضربات.

وقال وزير الدفاع التركي خلوصي أكار إنه نتيجة للتدريب والمشورة التركية “تغير التوازن بشكل كبير في ليبيا”.

المصدر : رويترز