شاهد: جنازة حاشدة لشاب مصري توفي في الدوحة.. ما قصته؟

“هذا صاحبي.. فليرني كل منكم صاحبه”.. بهذه الكلمات نعى صديق الشاب المصري سيف الإسلام زكريا، صاحبه العشريني والذي شيعه المئات في قطر، عقب الانتهاء من صلاة التراويح أمس الثلاثاء.

سيف الإسلام لم يكن المصري أو المغترب الوحيد الذي يختطفه الموت وحيدًا في الغربة بعيدًا عن الأهل والوطن، لكن ما لفت الأنظار لسيف هو عدد المشيعيين الذين حضروا جنازته ورافقوه إلى مثواه الأخير دون سابق معرفة.. فما قصة هذا الشاب؟

حكاية مغترب:
  • سيف الإسلام محمد زكريا شاب مصري عشريني يعمل مدرسًا للقرآن الكريم في الدوحة.
  • أصدقاء سيف الإسلام قالوا إن صاحبهم كان مطاردًا ومحكومًا عليه ظلمًا بالمؤبد في مصر، الأمر الذي حال بينه وبين وداع وتشييع والدته التي توفيت قبل أشهر وحزن عليها حزنًا شديدًا.
  • قبل أيام، تعرض سيف لانفجار شريان بالمخ -أرجعه أصدقاؤه لكثرة الضغوط النفسية التي يعيشها لاسيما بعد وفاة أمه- وكان سيف آنذاك في الطريق بسيارته قبيل المغرب لحضور إفطار.

  • تم نقل سيف بسرعة إلى مستشفى حمد العام بالعاصمة القطرية الدوحة، ومكث هناك يومين حتى فاضت روحه إلى بارئها يوم الإثنين الماضي، ليرحل عن الحياة غريبًا يتيمًا صائمًا، ومظلومًا، وفق أصدقائه.

  • كان من بين زائري سيف في المستشفى قبيل وفاته، الداعية المصري الشيخ محمد الصغير، والذي كان يعود مريضًا في الغرفة المجاورة لسيف، وعندما سمع قصته أصر على أن يراه رغم أنه فاقد الوعي وفي العناية المركزة، وكان الشيخ محمد الصغير في مقدمة المشيعيين في جنازة سيف وظهر في فيديو وهو يدعو له أثناء الدفن.
  • سيف مات في بداية حياته محرومًا من والده الذي لم يره منذ ست سنوات، وأمه التي ماتت، وحلمه الذي سُرِق، مات من القهر وقلة الحيلة وتعنت الظالم وتجهم القريب، وفق أصدقائه.

جنازة حاشدة:
  • فور الإعلان عن وفاة الشاب سيف، تحولت صفحة الجالية المصرية في قطر لساحة نعي شارك فيها أصدقاؤه والمقيمون، وأعلنوا عن موعد تشييعه في مساء الثلاثاء بمقابر أبوهامور في قطر.
  • الإعلان عن وفاة أي مصري في الدوحة على صفحات التواصل الاجتماعي الخاصة بالجالية المصرية في قطر، أمر مألوف ومتبع وسائد، فغالبًا لا يكون للمتوفى أقارب أو أصدقاء لتشييعه فتكون تلك الصفحات بمثابة نداء لتجميع بعض الناس لحضور الجنازة وتشييع الميت والدعاء له.
  • لكن جنازة سيف جاءت مختلفة إلى حد كبير، فبعد انتشار قصته، انضم مئات القطريين والمقيميين من جنسيات عدة إلى جانب المصريين، في تشييع جثمان الشاب الخلوق الذي ملأت سيرته الحسنة منصات التواصل الاجتماعي في الدوحة.

https://twitter.com/bdoor__qtr/status/1131087855584010241?ref_src=twsrc%5Etfw

  • فيديوهات وصور كثيرة انتشرت على منصات التواصل ترصد الجنازة المهيبة لسيف والتي حضرها المئات -إن لم يكن الآلاف- واللافت فيها أن غالبيتهم لا يعرفون سيف ولم يكن لهم صلة به من قبل، ولكن جمعتهم سيرته الطيبة التي انتشرت كالبرق حتى تساءل الجميع “ما الذي بينك وبين ربك يا سيف ليشيعك كل هذا العدد دون سابق معرفة؟!”

  • جنازة سيف تعتبر “غير مسبوقة” من حيث العدد بالنسبة لمغترب متوفى، فهي من أكبر الجنازات التي شارك فيها مصريون وقطريون ومقيمون من جميع الجنسيات، إلى حد أن وصفها أحد المشاركين بأنها جنازة “سيقف عندها الزمان”.
  • الإذاعي والتربوي القطري الدكتور عبدالرحمن الحرمي، دعا لسيف من خلال برنامجه في إذاعة القرآن الكريم من قطر، بعدما اتصل أحد المتبرعين وقال إنه سيقوم ببناء دار للتحفيظ باسم “سيف الإسلام زكريا” واهبًا ثوابه للفقيد الشاب.

  • مؤسسة “قطر الخيرية” أعلنت عن فتح باب التبرع لبناء مسجد في ثواب سيف الإسلام زكريا.
  • الفنان المصري عطوة كنانة، نعى سيف الإسلام عبر صفحته الرسمية على موقع فيسبوك، بكلمات مؤثرة.

في حب سيف:
  • أحد المشيعين يصف مشهد في جنازة سيف فيقول “يتقدم أحدهم فيقول أنا جاره وأخبركم عنه: والله ما رأيته يتخلف عن صلاة الجماعة، ولقد كان شابًا خلوقًا معوانًا حييًا مبتسمًا، ما قصدته في شيء إلا وبذل كل جهده من أجل إنجازه”.
  • أنهى جاره كلمته بكلمة بكت العيون لها، قائلًا “اللهم إنه مات مظلومًا مقهورًا مطرودًا بعيدًا عن أهله لم يروه ولم يراهم منذ سنوات، اللهم اقتص من ظالميه واجعل وفاته شهادة في سبيلك، فقد خرج مهاجرًا من أجلك فوقع أجره عليك يارب”.

  • يقول آخر “ما رأيت شابا في أخلاقه ولا دماثة خلقة فوالله لقد طلبت منه يومًا خدمة ولم تكن تجمعني به صداقة إلا الصلاة في المسجد ثم قضاها لي فقابلته أشكره على أدائها لي فقال، ادعُ لأمي فقد ماتت منذ أسبوع وقد اغرورقت عيناه بالدمع”.  
  • أحد المشيعين يقول: لم أحضر جنازة لعالم أو شيخ أو أي أحد مثل هذا. الناس بعد الدفن حتى الآن جالسة على القبر تدعو له.
  • الرجل تابع: الإمام في صلاة الجنازة وهو الذي صلي على آلاف الموتى لأول مرة أشاهده يبكي في الجنازة مع أن معظمنا لا يعرفه. حضر الدفن النساء والأطفال والصبيان. بالله عليكم هل شاهد أحدكم جنازة مثل هذه من قبل؟

المصدر : الجزيرة مباشر + مواقع التواصل