طبيب مصري يفقد بصره نتيجة ضغط العمل بمستشفى العزل

الطبيب المصري محمود سامي الذي فقد بصره نتيجة ضغط العمل في مستشفى العزل

شهد أحد مستشفيات العزل لمرضى كورونا شمالي مصر، واقعة مأساوية بعدما فقد طبيب بصره إثر إجهاد العمل المتواصل على مدار 8 أيام في علاج مصابي الفيروس.

ويوم الجمعة الماضي، شعر الطبيب محمود سامي -أخصائي الحميات الذي يعمل ضمن الفريق الطبي المكلف بعلاج مرضى كورونا بمستشفى العزل في مدينة بلطيم بمحافظة كفر الشيخ- بإجهاد وإعياء شديدين نتيجة ضغط العمل المتواصل لمدة أسبوع، واضطراره للعمل ساعات طويلة متتالية بسبب زيادة حالات الإصابة بفيروس كورونا المستجد الذي يتعامل معها.

ووفق وسائل إعلام مصرية، فوجئ الطبيب (39 عامًا) حين استيقظ من نومه في اليوم الثامن، بأنه غير قادر على الرؤية، وتبين من الفحص الطبي إصابته بارتفاع شديد في ضغط الدم.

ولتفاقم حالته تم نقل الطبيب إلى العناية الفائقة بمستشفى الصدر في كفر الشيخ، وبعد شكوك من احتمال إصابته بعدوى كورونا له أجريت الفحوصات اللازمة حيث  أثبتت خلوه من الفيروس، فتم نقله إلى مستشفى الرمد بالمحافظة لعلاج مشكلة الرؤية.

لكن الأطباء هناك أكدوا أن الارتفاع الشديد في ضغط الدم نجم عنه جلطة في شريان العين. ويخضع الطبيب الآن لفحوصات جديدة لتحديد سبب الإصابة، كما صدر قرار حكومي بعلاجه على نفقة الدولة.

وقال نقيب أطباء كفر الشيخ عمرو أبو سمرة، في تصريحات محلية، إن سامي أصيب بارتفاع في ضغط الدم أثناء عمله بمستشفى العزل أدى لتفاقم حالته المرضية وفقده البصر رغم محاولات زملائه لإسعافه.

ويشتكي أطباء في مصر من أنهم عرضة للعدوى بكورونا نتيجة عملهم بشكل مكثف منذ تفشي الفيروس في البلاد، دون إمدادهم بالمعدات والتجهيزات الوقائية اللازمة.

وسجلت مصر خلال الأيام الماضية، إصابات جماعية بكورونا بين الطواقم الطبية، كان آخرها مستشفى المطرية ومستشفى الزهراء الجامعي، مما دفع السلطات لإغلاق مستشفيات عدة.

لكن تعليمات جديدة صدرت من وزارة الصحة أوقفت هذا الإجراء، وقررت تقليل إجراء المسحات للطواقم الطبية، وعدم عزل المخالطين لحالات كورونا، مما فجر غضبا بين الأطباء، دفع النقابة العامة إلى التحذير من كارثة طبية حقيقية.

وأمس طالبت نقابة الأطباء، الرئيس المصري ووزيرة الصحة، بزيادة عدد مستشفيات العزل وتخصيص مستشفى لأعضاء الطواقم الطبية المصابين، وذلك بعدما تفاقمت في الآونة الأخيرة مشكلة التأخير في نقلهم لمستشفيات العزل، و من ثم تأخر تلقيهم للرعاية الطبية اللازمة.

وأعلن مستشفى الأقصر الدولي وفاة استشاري الباطنة كارم محمود أبو المجد إثر إصابته بفيروس كورونا، ليصبح بذلك الضحية العاشرة بين الأطباء.

ويحذر الكثير من المتابعين من انهيار منظومة الصحة المصرية أمام هذا الوباء، في ظل اكتظاظ مستشفيات العزل الصحي بمصابي كورونا، وتحول الكثير من المستشفيات الأخرى إلى مستشفيات عزل، ونقص عدد الطواقم الطبية المؤهلة للتعامل مع الوباء، إلى جانب علاج المواطنين من الأمراض الأخرى.

ووفق آخر إحصائية لوزارة الصحة، فإن إجمالي العدد الذي تم تسجيله في مصر بفيروس كورونا المستجد حتى، الأربعاء، هو 10431 حالة من ضمنهم 2486 حالة تم شفاؤها وخرجت من مستشفيات العزل والحجر الصحي، و556 حالة وفاة.

اقرا أيضًا:

مصر.. إصابة فريق طبي بكورونا و”الأطباء” تطالب بزيادة مستشفيات العزل

“لا تخافوا وتحلوا بالشجاعة”.. وصية تاسع طبيب مصري يموت بكورونا

المصدر : الجزيرة مباشر + مواقع وصحف مصرية