قصة الحرس الثوري الإيراني: لمحة عامة (الحلقة الأولى)

الحرس الثوري الإيراني
الحرس الثوري الإيراني

يعد الحرس الثوري الإيراني -في أيامنا هذه- أخطر لاعب عسكري إقليمي في المنطقة العربية.

ومع خطورته يجد القارئ العربي صعوبة شديدة في الحصول على معلومات كافية حول هذا الكيان العسكري وتاريخه وأدواره في المنطقة. وسنحاول في هذه السلسلة أن نحكي قصة الحرس الثوري الإيراني كاملة، بداية بنشأته وتطوره وعملياته الداخلية، وانتهاء بأدواره خارج الحدود الإيرانية.

ما هو الحرس الثوري؟
  • يُعتبر الحرس الثوري الإسلامي الإيراني منظمةً متعددة الأوجه لها مشاركة في العديد من المجالات المختلفة؛ فهو جهاز أمني، ومنظمة استخباراتية، وقوة اجتماعية وثقافية، وتكتل صناعي واقتصادي معقد. لكن دوره الأبرز يتجلى في كونه منظمة عسكرية.
ما مهمته؟
  • تتلخص مهمة هذه المنظمة العسكرية في حماية الثورة الإيرانية ممثلة بقائدها المرشد العام، وتصدير الثورة الإسلامية إلى خارج إيران.
هل الحرس الثوري هو الجيش الرسمي للجمهورية الإيرانية؟
  • لدى إيران جيشان: الجيش الإيراني والحرس الثوري والفارق بينهما هو هدف كل منهما. فهدف الجيش الإيراني هو هدف جميع الجيوش الوطنية؛ حماية حدود الجمهورية الإيرانية ضد أي تدخل خارجي. بينما هدف الحرس الثوري كما أسلفنا هو حماية الثورة الإيرانية والعمل على تصديرها للخارج.
ماهي قدرات الحرس الثوري؟
  • يمتلك كلٌ من الحرس الثوري والجيش النظامي قوات أرضية وبحرية وجوية متوازية. عدد الجيش النظامي يقدر بنحو 350 ألف جندي، في حين يبلغ عدد الحرس الثوري حوالي 125 ألف جندي.
  •  تم تصميم هذه القوات للعمل معًا أثناء أوقات الحرب ولكنها تعمل في الغالب في مناطق محددة بشكل منفصل في وقت السلم.
  • وتتشارك القوات البحرية التابعة للحرس الثوري مع البحرية النظامية في الدفاع عن سواحل إيران ولكن في مناطق بحرية مختلفة.
  • يتولى الحرس الثوري الإيراني مسؤولية العمليات البحرية في الخليج العربي، بينما تشرف البحرية النظامية على سواحل بحر قزوين الجنوبية.
  •  وثمة اختلاف في قدرات كلٍ منهما؛ فالبحرية النظامية تسيطر على أسطول من السفن الحربية الكبيرة في المياه الزرقاء، في حين يكتفي الحرس الثوري الإيراني بقوارب مائية صغيرة، بما في ذلك أسطول من آلاف الزوارق السريعة المسلحة تسليحا خفيفا.
  • ويتكرر الأمر في القوات الجوية، فالقوات الجوية النظامية أكثر قوة ولديها أسطول طائرات أكبر من قوة الطيران في الحرس الثوري.
  • ومع ذلك، يشرف قسم القوة الجوية في الحرس الثوري على برنامج الصواريخ الباليستية الإيرانية، والذي يعد أساس برنامج إيران في الدفاعات الاستراتيجية.
أجهزة تابعة للحرس الثوري
  • لدى الحرس الثوري الإيراني إشراف إضافي على كيانين قويين هما: الباسيج وفيلق القدس.
  • الباسيج هي منظمة ضخمة تضم ملايين الأعضاء. يزعم المسؤولون الإيرانيون أن لدى الباسيج أكثر من خمسة عشر مليون عضو، ولكن الرقم الأكثر واقعية لا يتجاوز على الأرجح خمسة ملايين عضو.
  • ينتشر على جميع مستويات المجتمع الإيراني من خلال فصول محلية تابعة للمدارس (من المدارس الابتدائية وانتهاء بالجامعات) والمصانع والمكاتب الحكومية والمساجد.
  • شجع النظام الإيراني تطوير هذه الميليشيا كوسيلة لخلق مواطنة محافظة أيديولوجية ودينية مكرسة للزعيم والنظام الديني الإيراني. وقد تحدث آية الله الخميني بعد نجاح الثورة في 1979 عن إنشاء جيش شعبي يضم عشرين مليون شخص بعد الثورة، ويعتبر قادة إيران أن الباسيج هو المؤسسة المنوط بها تحقيق هذا الهدف.  
  • يعمل الباسيج بشكل أساسي كمنظمة اجتماعية ثقافية، توفر التعليم ورعاية الفعاليات والنشاطات ذات التوجه الديني كما تهدف إلى تنمية وتعزيز الانتماء للنظام الإسلامي في إيران، ولأعرافه الاجتماعية، وللقائد الأعلى للثورة.
  • بالإضافة إلى عملها كقوة أمنية تشارك في أنشطة مثل شرطة الأخلاق ومكافحة الشغب والمظاهرات. كما تشارك أحيانًا في مستويات أكثر تقدماً في العمليات المسلحة، كجزء من قوات الحرس الثوري.
  • بصرف النظر عن مجموعة واسعة من الأنشطة، يتم تمييز الباسيج عن قوات الأمن الإيرانية الأخرى بأنها خالية من التجنيد؛ فهي منظمة مكونة بالكامل من متطوعين، لا يحصل الغالبية العظمى منهم على رواتب مقابل خدمتهم. ويتم فحص الأعضاء على أسس سياسية وأيديولوجية قبل أن يتمكنوا من الانضمام إليها.
  • أما بالنسبة لفيلق القدس، فيتكون الفيلق حسب آخر الإحصاءات من 15 ألف مقاتل، وتتركز مهماته على العمليات خارج الحدود الإقليمية مثل إجراء الاتصالات السرية وتقديم التدريب وتزويد المنظمات والجماعات المقاتلة بالأسلحة والدعم المالي وجمع المعلومات الاستخباراتية وتسهيل بعض الدعم الإنساني والاقتصادي الذي تقوم به إيران لدعم سياساتها.
التمويل:
  • يسيطر الحرس الثوري على حصة كبيرة من واردات الاقتصاد الإيراني، عن طريق نفوذه واحتكاره لبعض الموارد الطبيعية، وامتلاكه لمؤسسات تجارية عملاقة تساهم في تمويله ودعمه.
  • وتعد مؤسسة خاتم الأنبياء التابعة للحرس الثوري أكبر متلقٍ لعقود الدولة في إيران حيث تشرف على المشاريع الصناعية الكبيرة مثل السدود والسكك الحديدية والمجمعات الصناعية.
  • بالإضافة إلى سيطرة الحرس الثوري على مختلف الشركات الأخرى التي لديها استثمارات في صناعات البترول والغاز والنقل البحري والاتصالات السلكية واللاسلكية.
المصدر : الجزيرة مباشر