كيف يصمد راتبك حتى نهاية الشهر؟

يعاني كثيرون في التعامل شهريا مع الراتب، بعضهم ينفقونه كاملا في الأيام الأولى من الشهر، ثم يدخلون في دائرة عوز وضغط مادي واقتراض حتى نهايته.

قد لا ينتبه البعض إلى المصروفات اليومية التي تلتهم الراتب، مثل كوب من القهوة أو تكلفة التاكسي، أو تناول الطعام في الخارج أو تصليح السباكة. كلها أمور بسيطة لكن يجب أن تكون ضمن خطتك الشهرية للتعامل مع راتبك.

يشير المحلل المالي والاقتصادي أحمد عقل – في لقاء مع موقع الجزيرة مباشر – إلى معاناة البعض في التعامل مع رواتبهم، بسبب الصراع بين الراتب المحدود والمصروفات المطلوبة، خاصة مع تزايد ضغوط الحياة، وتعدد النفقات والتفاصيل اليومية التي أصبحت من ضرورات الحياة ولا يمكن الاستغناء عنها.

وأضاف “أحيانا ما تكون مشكلة الموظف في ضعف راتبه، ولكن عادة ما يكون نمط الحياة هو المؤثر على عدم صمود الراتب حتى نهاية الشهر، وفي الحالة الأولى يمكن أن يبحث الموظف عن مصادر جديدة لزيادة دخله، وفي الحالة الثانية يتعين عليه فقط أن يحسن إدارة راتبه، وترشيد أوجه إنفاقه”.

وأوضح أن هناك طريقة تحويل النفقات الشهرية إلى اللون الأزرق والأبيض، أي تسجيل كل النفقات بالحبر الأزرق على الورق الأبيض، بهدف دراسة المصروفات نهاية الشهر لمعرفة أي نفقات تستهلك الجزء الأكبر من الراتب، ومحاولة الترشيد وتقليل الإنفاق على الأمور غير الضرورية، ووضع حد للشراء اليومي في الأمور غير المطلوبة حتى لو كانت ضمن عروض مغرية.

وعن أبسط الطرق للتوفير من الراتب المحدود؛ أكد عقل بأن الحل هو الاقتطاع المسبق، أي يقتطع الموظف من راتبه جزءا للادخار في حساب خاص عليه قيود أو يتم تجميده.

وأشار إلى أهمية التخطيط للتقاعد المالي في بداية الحياة العملية، وأوضح أن هذا التخطيط يعتمد بشكل أساسي على الادخار الشهري، وقد يحاول المرء زيادة راتبه بهدف إيجاد وسيلة للادخار من خلال عمل إضافي، أو القيام ببعض الاستثمارات، ولو البسيطة جدا، مثل شراء أسهم أو الاستثمار في مشاريع صغيرة، وهذه تعتبر مصادر جديدة للدخل، مع العلم أن شراء الأسهم يحتاج إلى مبالغ مدخرة ومعرفة ومتابعة يومية للاستثمار.

الاقتطاع المسبق وسيلة ناجعة في الادخار
وأوجز عقل خطة ونصائح للتعامل مع الراتب بالشكل الأمثل فيما يلي:
  1. كتابة النفقات الأساسية من بيت وإيجار ومدارس.. إلخ واقتطاع هذا المبلغ من الراتب.
  2. وضع خطة لاستخدام المبلغ المتبقي، وتحديد مقتطع شهري للطوارئ، ومقتطع شهري للادخار ولو بسيط جدا.
  3. اختيار وسائل ترفيه منخفضة التكلفة في حال كان الراتب غير كاف.
  4. الابتعاد عن الفوائد والديون والبطاقات البنكية ذات الفوائد مؤخرة الدفع، لأنها مغرية للإنفاق دون أن يشعر المرء بكم المبالغ المنفقة، بالإضافة إلى أنها تبني التزامات على الشخص للتسديد لاحقا، مما يزيد الضغط على الرواتب القادمة، والتخطيط للطوارئ.
  5. وضع حدود قصوى للاستخدام في بعض البنود مثل الهاتف، الإنترنت، بحيث لا يتجاوز الإنفاق مستويات معينة.

المصدر : الجزيرة مباشر