بومبيو يصبح أول وزير خارجية أمريكي يزور هضبة الجولان المحتل

وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو
بومبيو خلال زيارته للجولان المحتل (رويترز)

أصبح مايك بومبيو أول وزير خارجية أمريكي يزور مرتفعات الجولان التي احتلتها إسرائيل من سوريا في حرب 1967.
ووصل بومبيو إلى منطقة على الحدود السورية الإسرائيلية برفقة نظيره الإسرائيلي غابي اشكينازي، وسط إجراءات أمنية مشددة.

واعترفت الإدارة الأمريكية العام الماضي بالسيادة الإسرائيلية على الجولان السوري المحتل في خطوة غير مسبوقة وأثارت جدلا واسعا.
وقال بومبيو “لا يمكن الوقوف هنا والتحديق عبر الحدود وإنكار أمر أساسي يكمن في أن الرئيس الأمريكي دونالد ترمب اعترف بأن هذا جزء من إسرائيل وهو ما رفضه الرؤساء (الأمريكيون) السابقون”.
واستنكر وزير الخارجية الأمريكي باستهزاء ما وصفه بدعوات من “الصالونات في أوربا ومؤسسات النخبة في أمريكا” لإسرائيل بإعادة الجولان إلى سوريا بعد حرب العام 1967.
وأضاف بومبيو “تخيلوا الخطر الذي يلحق الضرر بالغرب وبإسرائيل مع سيطرة الأسد على هذا المكان”.
وسبق زيارته للجولان، زار بومبيو مستوطنة “بساغوت” في الضفة الغربية المحتلة، ليكون أيضا أول وزير خارجية أمريكي يقوم بهذه الخطوة.
وأشاد أشكينازي باعتراف بومبيو “بالأهمية الاستراتيجية لمرتفعات الجولان”.
وقال وزير الخارجية الإسرائيلي إن سبب ذلك معرفة بومبيو، الذي شغل في السابق منصب رئاسة وكالة الاستخبارات المركزية، بما أسماها “الحقائق”.

وقبل ظهر الخميس، قال بومبيو، في مؤتمر صحفي مشترك عقده في مدينة القدس المحتلة مع حليفه المقرب رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو، إن “مجرد الاعتراف (بهذه المنطقة) كجزء من إسرائيل … كان قرارا اتخذه الرئيس ترمب وهو مهم تاريخيا وببساطة اعتراف بالواقع”.
وخلال طريقه لمرتفعات الجولان المحتلة، توقف بومبيو في مستوطنة “بساغوت”، قرب من مدينة رام الله في الضفة الغربية المحتلة، وزار مصنعا للنبيذ في المستوطنة أطلق أحد أصحابه على نبيذه اسم “بومبيو”.

وأعلن بومبيو في بيان أن الولايات المتحدة ستصنّف الصادرات من مستوطنات الضفة الغربية المحتلة على أنها “صناعة إسرائيلية”.
وقال بومبيو في بيان “سيطلب من جميع المنتجين داخل المناطق التي تمارس فيها إسرائيل سلطات ذات صلة وسم البضائع باسم (إسرائيل) أو (منتج إسرائيلي) أو (صنع في إسرائيل)، وذلك عند التصدير للولايات المتحدة”.
وأكد وزير الخارجية الأمريكي على أن التعليمات الجديدة تنطبق و”بشكل أساسي” على المنطقة المصنفة (ج)، وهي جزء من الضفة الغربية تسيطر عليها إسرائيل بالكامل وتسكنها غالبية من المستوطنين.
وأدانت الرئاسة الفلسطينية الخميس “بشدة” زيارة بومبيو للمستوطنة المقامة على أراضي مدينة البيرة الفلسطينية في الضفة الغربية المحتلة، والقرار الأمريكي باعتبار صادرات مستوطنات الضفة الغربية على أنها “صناعة إسرائيلية”.
وقال الناطق باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة، في بيان، “إن القرار هو تحد سافر لكافة قرارات الشرعية الدولية هذه الخطوة الأمريكية لن تضفي الشرعية على المستوطنات الإسرائيلية التي ستزول عاجلا أم آجلا”.
وطالب أبو ردينة “المجتمع الدولي وتحديدا مجلس الأمن، تحمل مسؤولياته وتنفيذ قرارته وخصوصا القرار الأخير 2334 الذي جاء بموافقة الإدارة الأمريكية السابقة”.

وتأتي زيارة بومبيو إلى إسرائيل ضمن جولة أوربية وشرق أوسطية قادته إلى باريس وتركيا وجورجيا، فيما يمكن أن يعتبر جولته الأخيرة وهو في منصبه.
ولن يجتمع بومبيو مع أي من القادة الفلسطينيين، الذين رفضوا بشدة قرار ترمب بالاعتراف بالقدس المحتلة عاصمة لإسرائيل.
وتنامى التخطيط وبناء المستوطنات الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية في ظل حكومات نتنياهو المتعاقبة، خاصة منذ تولي ترمب منصبه في مطلع العام 2017.
وقبل عام بالتحديد، صرح بومبيو بأن الولايات المتحدة لا تعتبر المستوطنات على الأراضي الفلسطينية المحتلة، غير قانونية.
ووصف المسؤول الأمريكي حركة حملة المقاطعة وسحب الاستثمارات وفرض العقوبات على الدولة العبرية، المعروفة اختصارا باسم “بي دي إس”، بأنها “سرطان” و”معادية للسامية”.
وقال إن واشنطن ستتخذ خطوات على الفور لتحديد المنظمات التي تشارك في “سلوك المقاطعة البغيض وسحب دعم الحكومة الأمريكية لمثل هذه الجماعات”.

وتعتبر إسرائيل حركة المقاطعة تهديدا استراتيجيا وتتهمها منذ فترة طويلة بمعاداة السامية، ويسمح قانون صدر في العام 2017 لإسرائيل بحظر الأجانب الذين لهم صلات بحركة المقاطعة.
ورفضت حركة المقاطعة الخميس إعلان بومبيو. وقالت في بيان لها “نرفض وبشكلٍ مبدئي ومتسق جميع أشكال العنصرية، بما في ذلك العنصرية ضد اليهود”.
وأكدت قائلا “إن تحالف ترمب-نتنياهو المتطرف في عنصريته وعدائه للشعب الفلسطيني يخلط عمدا بين رفض نظام الاحتلال والاستعمار و(الفصل العنصري…) الإسرائيلي ضدّ الفلسطينيين والدعوة لمقاطعته من جهة والعنصرية المعادية لليهود كيهود من جهة أخرى”.
ورأت أن ذلك بهدف إلى إسكات الدعوات المناصرة للحقوق الفلسطينية بموجب القانون الدولي.
وأضافت “أدانت عشرات المنظمات اليهودية التقدمية، وكذلك مئات المثقفين اليهود البارزين عالميا، هذا التعريف الزائف والمخادع لمعاداة السامية”.

المصدر : الفرنسية