أردوغان: نعمل بقوة لإنهاء الاحتلال والإبادة الجماعية ضد الفلسطينيين

أردوغان خلال فعاليات المؤتمر الثاني لرابطة "برلمانيون لأجل القدس" عام 2018 (الأناضول- أرشيف)

قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، إن بلاده ستواصل كفاحها من أجل إقامة دولة فلسطينية مستقلة وذات سيادة.

جاء ذلك في رسالة بعثها، الأحد، إلى المشاركين في افتتاح المبنى الجديد لرابطة “برلمانيون لأجل القدس” بإسطنبول، بالتزامن مع اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني.

وقال أردوغان: “نسعى في كافة المحافل للدفاع عن قضية القدس ونعمل بكل ما أوتينا من قوة لإنهاء سياسات الاحتلال والظلم والإبادة الجماعية ضد أخوتنا الفلسطينيين”.

وأضاف: “سنواصل كفاحنا من أجل إقامة دولة فلسطينية مستقلة وذات سيادة وموحدة عاصمتها القدس الشرقية في حدود 1967 بناء على قرارات الأمم المتحدة ومبادرة السلام العربية”.

وأكد الرئيس التركي أن القدس ليست قضية المسلمين الذي يعيشون في فلسطين فقط بل هي قضية كامل العالم الإسلامي البالغ عدد سكانه 1.8 مليار نسمة.

وأشار إلى أن الأعمال والاجتماعات والمؤتمرات التي تنظمها رابطة “برلمانيون لأجل القدس” تعد صوت قضية الشعب الفلسطيني العادلة على الصعيد العالمي.
وفي 29 من نوفمبر/تشرين الثاني من كل عام، تُقام في عدد من دول العالم فعاليات تضامنية مع الشعب الفلسطيني وحقوقه المنتهكة من قبل إسرائيل، لإحياء اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني، الذي أقرته الأمم المتحدة عام 1977.

أهم قضايا القرن الـ 21

بدوره قال رئيس البرلمان التركي مصطفى شنطوب إن قضية القدس أهم قضايا القرن الحادي والعشرين.

وأوضح شنطوب أن تبني القضية الفلسطينية يعني في الواقع مناقشة النظام العالمي الذي نشأ بعد الحربين العالميتين في القرن العشرين.

وأضاف “نعيش حقبة يتعزز فيها كفاح الشعوب المضطهدة وخاصة المسلمين لنيل حقوقهم المشروعة”.

وأشار أن المبنى الجديد لرابطة “برلمانيون لأجل القدس” في إسطنبول، سيكون مركزا لاحتضان مباحثات واجتماعات مهمة على صعيد القضية الفلسطينية.

وشدد رئيس البرلمان التركي أن قضية القدس “هي قضية البشرية جمعاء، قضية كل إنسان يؤمن بالقانون ويتحلى بالضمير بغض النظر عن عرقه أو دينه أو رأيه السياسي”.

رئيس البرلمان التركي مصطفى شنطوب (الأناضول)

وأعرب عن أهمية متابعة هذه القضية من خلال منصة دولية، والنضال من أجلها، مبينا أن رابطة برلمانيون لأجل القدس لديها 1500 برلماني من 73 دولة.

وأوضح شنطوب أن قضية القدس قضية العالم، ويرجع سبب ذلك إلى أن القدس المحتلة ليست هدفا نهائيا لإسرائيل ولكنها مركز مهم بالنسبة لها.

وأضاف أن المسألة الرئيسية للصهيونية الإسرائيلية هي الوصول إلى هدف إسرائيل الكبرى من النيل إلى الفرات.

وبين أن هذا الهدف لا يهم دول وشعوب في المنطقة الجغرافية الممتدة من النيل إلى الفرات فحسب؛ بل هدف يشكل تهديدا لسائر الشرق الأوسط والسلم العالمي.

وأكد أن تجاهل أهداف إسرائيل، سيؤدي إلى تجاهل التهديد الكبير القادم، مشددا على ضرورة وضع حد للغطرسة الإسرائيلية.

وأعرب شنطوب عن أسفه لانعدام الرؤية العميقة لدى بعض الدول العربية في موقفها من الأهداف الإسرائيلية.

وأضاف “هناك دول في مقدمتها الإمارات العربية المتحدة وبعض الدول التي تتحرك معها تحاول النظر إلى قضايا العالم والقضايا الإقليمية من منطلق قبلي ورئيس قبيلة، وهي لا تخون في الواقع قضية القدس فحسب؛ بل تخون أيضا شعوبها ومعتقداتها”.

وأفاد شنطوب بأن القضية الفلسطينية أهم قضية محورية في القرن الواحد والعشرين.

واستشهد شنطوب بمحورية القضية الفلسطينية بمقالات لأكاديميين، قائلا “عندما يكتب الأكاديميون مقالًا، فإنهم يقدمون ملخصا موجزا ​​للمقال الذي كتبوه، ويرفقون ذلك بكلمة مفتاحية مع هذا الملخص، والكلمة المفتاحية لهذا النظام العالمي في القرن الحادي والعشرين هي القدس، والكلمة المفتاحية الثانية هي فلسطين”.

ولفت شنطوب إلى كلمة سابقة لرئيس الوزراء التركي الراحل نجم الدين أربكان، عن غاية تأسيس الأمم المتحدة، حيث قال أربكان إن الأمم المتحدة تأسست لهدف واحد وهو الاعتراف بدولة إسرائيل وضمان سلامتها، وهو ما حصل.

وأوضح رئيس البرلمان التركي في هذا الإطار أن أول قرار للأمم المتحدة كان الاعتراف بدولة إسرائيل واستقلالها.

وأضاف أن “النظام العالمي للقرن الحادي والعشرين هو في الواقع نظام قائم على إبقاء القدس تحت الاحتلال الإسرائيلي وحماية هذا الاحتلال”.

وأكد أن مناقشة قضية القدس، والنضال من أجل حريتها، يعتبر نضالا من أجل تغيير نظام القرن الحادي والعشرين المتهالك الذي عفا عليه الزمن.

وقال “لذلك نرى أن الذين يعارضون الرئيس التركي أردوغان، مؤيدون لإسرائيل وفي نفس الوقت يقفون ضد قضية القدس”.

وأردف: “من يسمون بالسياسيين في الإمارات العربية المتحدة، يستهدفون الرئيس التركي، لماذا؟ لأنهم الفئة التي خانت قضية القدس، ويقفون في نفس الوقت مع إسرائيل”.

وأشار شنطوب إلى تخندق الناس والدول ضمن كتل مختلفة داخل النظام العالمي الآيل إلى التغيير.

وأضاف: “في هذا الصدد، القدس معيار، وأردوغان مقياس، وأن تكون إلى جانبه أو ضده هو مقياس الصف الذي تقف فيه في نقاش النظام العالمي المستمر والنظام العالمي الجديد”.

وبيّن أن الرئيس أردوغان لا يثير عن عبث قضية القدس وفلسطين بشكل مستمر خلال خطاباته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، وفي جميع اجتماعاته الدولية.

ولفت إلى إصرار الرئيس أردوغان على طرح ضرورة تغيير النظام العالمي، في المنصات الدولية، وأن كلمته “العالم أكبر من خمسة” (في إشارة إلى الأعضاء الدائمين بمجلس الأمن الدولي) أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة أصبحت شعارا.

وأكد أن الكثير من الناس كان يعتقدون أن هذا الشعار مجرد حلم جميل مثالي غير قابل للتحقيق، وأن الأكاديميين والمثقفين كانوا يعبرون عن مثل هذه الأشياء في خطاباتهم ومحادثاتهم الخاصة.

وأضاف “ولكن للمرة الأولى، قال رئيس دولة (أردوغان) في الجمعية العامة للأمم المتحدة أن هذا النظام يجب أن يتغير والعالم أكبر من خمسة”.

وتأسست رابطة “برلمانيون لأجل القدس” عام 2015 وهي أول منصة برلمانية تعنى بتفعيل وتنسيق دور البرلمانيين في العالم تجاه القدس وفلسطين، وتتألف من أكثر من 1500 عضو من البرلمانيين المسلمين وغير المسلمين من 73 دولة.

المصدر : الأناضول + الجزيرة مباشر