مقتل ريجيني.. مساع لاستجواب المشرفة على رسالته وفرض عقوبات على مسؤولين مصريين

الباحث الإيطالي جوليو ريجيني اعتقل في يناير 2016 في مصر وعُثر عليه قتيلا بعدها بأيام

طالب البرلمان الأوربي مصر بالتعاون الكامل مع إيطاليا في قضية مقتل الطالب جوليو ريجيني، وتقديم عناوين المشتبه فيهم للادعاء العام الإيطالي ليوجه لهم اتهامات رسمية.

وحذّر البرلمان الأوربي في مشروع قرار سيتم التصويت عليه اليوم الخميس، السلطات المصرية من الانتقام من الشهود أو المفوضية المصرية للحقوق والحريات ومحاميها.

وعبّر البرلمان عن أسفه لمحاولة السلطات المصرية تضليل وتعطيل التقدم في التحقيق في اختطاف وتعذيب وقتل ريجيني عام 2016، من خلال رفضها المستمر تزويد السلطات الإيطالية بالوثائق والمعلومات اللازمة لتحقيق سريع وحيادي.

ودعا مشروع القرار لبحث فرض عقوبات على مسؤولين مصريين كبار متورطين في أخطر الانتهاكات، بالإضافة إلى مراجعة علاقات الاتحاد الأوربي بمصر، وحصر الدعم المالي للمجتمع المدني

استدعاء مشرفة ريجيني

وكشفت صحيفة “التايمز” البريطانية أمس الأربعاء عن أن اللجنة البرلمانية الإيطالية المكلفة بالتحقيق في مقتل ريجيني، تسعى لإرسال وفد إلى الجامعة لسؤال الأستاذة التي أشرفت على بحثه لنيل الدكتوراه.

وقالت الصحيفة إن النواب الإيطاليين يريدون من الدكتورة المصرية، مها عبد الرحمن، التي أشرفت على رسالة ريجيني، تقديم أدلة عن البحث، الذي كان يقوم به في القاهرة عام 2016 عندما تعرض للتعذيب والقتل على أيدي مسؤولين بالأمن المصري.

ونقلت التايمز عن مصادر مقربة من اللجنة القول إن موعد جلسة استماع مع د. مها، وزيارة استقصائية إلى جامعة كامبريدج بمصر، سيتحدد قبل انتهاء مهمة اللجنة نهاية العام المقبل.

الطالب الإيطالي جوليو ريجيني (مواقع التواصل)

ويشتبه المحققون الإيطاليون في أن بحث ريجيني لنيل الدكتوراه، الذي كان عن الحركات النقابية المصرية، جعل منه هدفا لمسؤولي الأمن المصريين، ويشتكون من أن الدكتورة مها أخفت معلومات عن عمله البحثي.

وكانت الدكتورة المصرية قد أخبرت لجنة التحقيق أن الطالب القتيل اختار دراسة النقابات المصرية؛ لكن المحققين وجدوا رسائل كتبها إلى والدته عبر البريد الإلكتروني تشير إلى أن المشرفة على بحثه وجهته نحو البحث في “موضوع حساس”.

ووفقا لصحيفة التايمز فإن الدكتورة مها نصحت ريجيني بالتقدم بطلب للحصول على منحة قدرها 10 آلاف جنيه إسترليني من “مؤسسة أنتيبود” (Antipode Foundation)، وهي منظمة بريطانية تسعى لتعزيز البحث العلمي، ويعتقد المحققون أن شك الجهات الأمنية المصرية في ريجيني قد زاد عندما علموا بإمكانية حصوله على تلك الأموال.

“حقائق صادمة”

و قال رئيس الوزراء الإيطالي جوزيبي كونتي في مقابلة نشرت الثلاثاء الماضي إن إجراء محاكمة في قضية اختفاء ومقتل الطالب الإيطالي جوليو ريجيني في مصر عام 2016 سيكشف حقائق “صادمة”.

وكان مدعون إيطاليون قالوا الخميس الماضي إنهم يعتزمون اتهام أربعة ضباط كبار بأجهزة الأمن المصرية بدور في القضية.

وجاءت خطوة الادعاء الإيطالي بعد ما يزيد بقليل على أسبوع من إعلان مصر تعليقها مؤقتا تحقيقها في مقتل ريجيني قائلة إن لديها تحفظات على الأدلة التي جمعتها إيطاليا.

واختفى ريجيني (28 عاما)، وهو طالب ماجستير في جامعة كمبريدج، في القاهرة في الذكرى الخامسة لثورة 25 يناير/ كانون الثاني التي أطاحت بالرئيس حسني مبارك عام 2011، وعُثر على جثة ريجيني بعد نحو أسبوع وأظهر فحص الطب الشرعي أنه تعرض للتعذيب قبل موته.

المصدر : الجزيرة مباشر + صحيفة التايمز