بعد الكشف عن سلالة جديدة.. بريطانيا تسجل أعلى حصيلة يومية بإصابات كورونا

تحذير من كوفيد-19 في شوارع العاصمة البريطانية لندن (رويترز)

أظهرت بيانات رسمية أن عدد إصابات كوفيد-19 في بريطانيا زادت 35928 حالة، اليوم الأحد، وهو أعلى معدل ارتفاع يومي منذ بدء تفشي الوباء في المملكة.

كما سجلت بريطانيا 326 وفاة وهي أقل من حصيلة السبت الذي سجلت فيه 534 وفاة.

وشددت الحكومة من القيود المفروضة في العاصمة لندن وجنوب شرق بريطانيا، سعيا منها للحد من انتشار سلالة جديدة من الفيروس مختلفة وسريعة الانتشار.

وقال وزير الصحة البريطاني مات هانكوك، الأحد، إن القيود المشددة التي فُرضت في لندن وجنوب شرق إنجلترا للحد من انتشار فيروس كورونا قد تستمر لبعض الوقت.

وأضاف أن ظهور سلالة جديدة سريعة الانتشار أجبر الحكومة على التخلي عن خطط لتخفيف القيود في عيد الميلاد.

وتعرضت الحكومة للانتقاد بسبب فرضها إجراءات للعزل العام على أكثر من 16 مليونا من السكان قبل أيام من عيد الميلاد، لكن هانكوك قال إن القرار اتُخذ بسرعة بعد اكتشاف أدلة جديدة تؤكد أن السلالة الجديدة مسؤولة عن ارتفاع حالات كوفيد-19.

وأثارت السلالة الجديدة من الفيروس، التي يقول مسؤولون إنها أكثر قدرة على الانتشار من السلالة الأصلية بنسبة تصل إلى 70 في المئة، مخاوف بخصوص انتشار أوسع.

وبدأت دول أوربية الأحد في إغلاق حدودها أمام القادمين إليها من المملكة المتحدة، ومنعت عدة دول قدوم الرحلات الجوية والقطارات من المملكة بسبب المخاوف من السلالة الجديدة من فيروس كورونا.

رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون (رويترز)

وتخلى رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون فجأة، السبت، عن خطط للسماح باختلاط ثلاث أُسر داخل البيوت طوال خمسة أيام خلال فترة عيد الميلاد، وفرض قيودا جديدة من المستوى الرابع على غرار الإغلاق الذي فُرض في مارس/ آذار الماضي في لندن وجنوب شرق إنجلترا.

ولمّح وزير الصحة البريطاني إلى أن الإجراءات الأكثر صرامة، والتي تتطلب من نحو ثلث سكان إنجلترا البقاء في بيوتهم باستثناء أسباب جوهرية مثل الخروج للعمل، قد تظل سارية حتى تصبح اللقاحات متاحة على نطاق أوسع. وقال لمحطة سكاي نيوز “أمامنا طريق طويل لترتيب هذا الأمر”.

وأضاف “نحتاج حقا للسيطرة على الوضع… بالأساس علينا توزيع اللقاح لإبقاء الناس في أمان. نظرا لسرعة انتشار هذه السلالة الجديدة، سيكون من الصعب جدا السيطرة عليها حتى نوزع اللقاح”.

وبدأت بريطانيا تطعيم سكانها بلقاح شركتي فايزر وبيونتيك في وقت سابق هذا الشهر.

ودعا وزير النقل البريطاني غرانت شابس البريطانيين الذين تنطبق عليهم القواعد الجديدة لعدم السفر. وقال في بيان إنه تم نشر مزيد من ضباط شرطة النقل البريطانية لضمان أن “من يحتاجون للقيام برحلات أساسية فقط هم من يمكنهم السفر بأمان”.

وصدرت أوامر بإغلاق متاجر البيع بالتجزئة غير الأساسية وكذلك أماكن مثل الصالات الرياضية وصالونات تصفيف الشعر، بموجب الإجراءات الجديدة التي وصفتها بعض الشركات بأنها “ضربة موجعة”.

وأوضح وزير الصحة أن الحكومة تدرك أن تأثير الإجراءات الجديدة على الاقتصاد سيكون “بالغا” لكن كان عليها أن توازن بين ذلك وبين التداعيات الصحية.

واكتشفت دول أخرى أيضا سلالة جديدة من فيروس كورونا بينها جنوب أفريقيا.

وقالت عالمة الأوبئة بجامعة بال في سويسرا إيما هودكروفت في تغريدة على تويتر إن هناك اختلافا بين السلالتين الجديدتين في بريطانيا وجنوب أفريقيا.

وقال كبير الجراحين الأمريكيين جيروم أدامز، الأحد، إن مسؤولي الصحة الأمريكيين يتابعون ظهور السلالة الجديدة لمرض كوفيد-19 في بريطانيا.

وأضاف أن أي تحور في الفيروس يظهر أن على الناس حماية أنفسهم من فيروس كورونا أثناء انتظارهم الحصول على اللقاح.

وقال آدامز في تصريحات لشبكة (سي بي اس) إن “الفيروسات دائمة التحور … وإذا كان هذا التحور لسلالة أكثر نقلا للعدوى، فهذا يعني أننا بحاجة لتوخي أقصى قدر من اليقظة ونحن ننتظر الحصول على اللقاح”.

وقالت منظمة الصحة العالمية، الأحد، إنها تتواصل مع مسؤولين بريطانيين لاستيضاح الأمر حول السلالة الجديدة لفيروس كورونا التي ظهرت في البلاد، ونصحت بتوخي الحذر من انتشار المرض.

وقالت المنظمة “نحن على اتصال وثيق بالمسؤولين البريطانيين. سيواصلون اطلاعنا على المعلومات ونتائج التحاليل والأبحاث المستمرة التي يقومون بها. وسوف نصدر تحديثا للمعلومات ونطلع الدول الأعضاء عليها بمجرد معرفتنا للمزيد وتكوين صورة أكثر وضوحا لخصائص هذه السلالة”.

وأضافت المنظمة “في الوقت الراهن، ننصح الناس باتخاذ جميع التدابير الوقائية لمنع انتشار كوفيد-19 والالتزام بتوجيهات السلطات الوطنية”.

وقالت هيئة الطيران المدني الكويتية، الأحد، على تويتر إنها أضافت المملكة المتحدة إلى قائمتها للدول عالية الخطورة، مما يعني حظر كل الرحلات الجوية القادمة منها.

وفي أغسطس/ آب الماضي، حظرت الكويت الرحلات التجارية إلى 31 دولة اعتبرتها عالية الخطورة بسبب انتشار فيروس كورونا.

كما بدأت دول أوربية، الأحد، في إغلاق حدودها أمام القادمين إليها من المملكة المتحدة، ومنعت عدة دول قدوم الرحلات الجوية والقطارات من المملكة بسبب المخاوف من سلالة جديدة من فيروس كورونا تنتشر بسرعة هناك.

وقال مكتب رئيس الوزراء الفرنسي إن بلاده ستفرض حظرا لثمان وأربعين ساعة على دخول جميع القادمين من بريطانيا، بما في ذلك شركات الشحن البري أو الجوي أو البحري أو عبر السكك الحديدية، ابتداء من مساء الأحد.

وقالت بلجيكا إنها ستغلق حدودها أمام القطارات والطائرات القادمة من المملكة المتحدة، بما في ذلك خدمة يوروستار.

ونقل تلفزيون (في آر تي) عن رئيس الوزراء البلجيكي ألكسندر دي كرو قوله إن الحظر المفروض على الرحلات الوافدة من بريطانيا يشمل خدمات يوروستار عبر نفق القنال، وسيصبح ساري المفعول لمدة 24 ساعة على الأقل من منتصف ليل الأحد.

آخر رحلة مجدولة لقطار يوروستار تستعد للإنطلاق (رويترز)

وأصدرت إيطاليا أمرا بتعليق الرحلات الجوية القادمة من بريطانيا. ومنع الأمر الإيطالي قدوم أي رحلات جوية من بريطانيا وحظر على أي شخص مر عبر الأراضي البريطانية خلال 14 يوما مضت دخول إيطاليا.

وقالت وزارة الصحة الإيطالية إن الرحلات المغادرة إلى بريطانيا لن تتأثر للسماح لمن يعيشون هناك بالعودة إلى بلادهم.

وقال وزير الصحة الإيطالي روبرتو سبيرانزا “سلالة كوفيد التي جرى اكتشافها في الآونة الأخيرة في لندن مقلقة وستتطلب الدراسة من قبل علمائنا”.

وأضاف “في غضون ذلك، سنتوخى أقصى قدر من اليقظة”.

كما أمرت هولندا بتعليق الرحلات الجوية القادمة من بريطانيا. وقالت الحكومة إنها حظرت الرحلات الجوية التي تقل ركابا من المملكة المتحدة اعتبارا من الأحد وستظل القيود سارية حتى الأول من يناير/ كانون الثاني المقبل.

وقال متحدث باسم الحكومة الألمانية إن ألمانيا ستفرض قيودا على الرحلات الجوية القادمة من بريطانيا وجنوب إفريقيا التي اكتشفت أيضا سلالة جديدة من فيروس كورونا.

ونقلت صحيفة بيلد عن مصادر حكومية قولها إن ألمانيا تريد حظر جميع الرحلات الجوية القادمة من المملكة المتحدة اعتبارا من منتصف ليل الأحد وحتى السادس من يناير/ كانون الثاني المقبل.

ونقلت وكالة الأنباء النمساوية (إيه بي إيه) عن وزارة الصحة قولها إن النمسا تعتزم أيضا حظر الرحلات الجوية من بريطانيا.

وقالت حكومة إسبانيا إنه في ظل تحركات بعض شركائها في الاتحاد الأوربي، فقد طلبت من المفوضية الأوربية والمجلس الأوربي استجابة منسقة لمواجهة الوضع الجديد.

وقال مسؤولو الاتحاد الأوربي إن المفوضية والمجلس على اتصال بالدول الأعضاء لتنسيق الجهود في هذا الشأن.

ومن المتوقع أن تؤدي قيود السفر إلى تفاقم مشكلات المملكة المتحدة التي ستخرج نهائيا من الاتحاد الأوربي في 31 من ديسمبر/كانون الأول الجاري بعد فترة انتقالية هذا العام.

ولم تتوصل لندن وبروكسل حتى الآن إلى اتفاق تجاري لمرحلة ما بعد خروج بريطانيا من الاتحاد، ما زاد من احتمال حدوث فوضى في حركة البضائع.

المصدر : الجزيرة مباشر + وكالات