ترمب يعفو عن 4 من “بلاك ووتر” أدينوا بارتكاب مجزرة بالعراق
أصدر الرئيس الأمريكي دونالد ترمب عفوا مثيرا للجدل عن عدة أفراد بينهم شخصان على صلة بالتحقيق بشأن “التعاون بين فريق حملته الانتخابية وروسيا” وأفراد من شركة (بلاك ووتر) الأمنية أدينوا بارتكاب مجزرة بالعراق، وذلك قبل أسابيع من انتهاء ولايته.
وتثير خطوة ترمب المزيد من الجدل وتأتي في وقت يواصل الرئيس الجمهوري رفض الإقرار بهزيمته أمام خصمه الديموقراطي جو بادين في انتخابات نوفمبر/تشرين الثاني.
وأعلن البيت الأبيض في بيان، أمس الثلاثاء، أن الرئيس المنتهية ولايته منح عفوا كاملا لنحو 15 شخصاً وخفف جزئيا أو كليا الأحكام الصادرة بحقّ 5 آخرين.
اعتراف.. وعفو
ومُنِح عفو كامل لجورج بابادوبولوس، المستشار السابق لترمب خلال حملته الانتخابية عام 2016 الذي اعترف بأنّه كذب على مكتب التحقيقات الفدرالي بشأن اتصالاته مع الروس.
وكان بابادوبولوس مستشار ترمب للشؤون الخارجية عندما ترشّح ترمب للرئاسة في 2016، واعترف في أكتوبر/تشرين الأول 2017 بأنه كذب على مكتب التحقيقات الفدرالي بشأن اتصالاته بأستاذ وعده بأن يعرّفه على مسؤولين روس كبار.
وتعاون مع محقّقي المدّعي الخاص روبرت مولر الذي أجرى تحقيقات استمرت عامين وتتعلّق بوجود تواطؤ محتمل بين روسيا وفريق ترمب، في حين لم يتوصّل التحقيق إلى إثبات وجود تواطؤ بين موسكو والملياردير الجمهوري.
وقضى بابادوبولوس 12 يوما في السجن، وقال البيت الأبيض إن “العفو اليوم يُصحّح الضرّر الذي ألحقه مولر بأشخاص كثيرين”.
كما أصدر ترمب، الثلاثاء، عفوا عن المحامي الهولندي أليكس فان دير زفان المتهم في إطار التحقيق الروسي، أيضا.
العفو عن أفراد أدينوا بقتل عراقيين
وشملت قرارات العفو التي أصدرها ترمب، 4 حراس أمنيين من شركة (بلاك ووتر) أدينوا بقتل عراقيين في 2007، بمن فيهم نيكولاس سلاتن الذي حُكم عليه بالسجن مدى الحياة.
وأدين هؤلاء باطلاق النار في ساحة النسور المزدحمة في بغداد في 16 سبتمبر/أيلول 2007 في مجزرة تسببت في فضيحة دولية واستياء متزايد من الوجود الأمريكي.
وأسفر إطلاق النار عن مقتل 14 مدنياً عراقياً على الأقل وإصابة 17 آخرين، وقال الحراس آنذاك إنهم “تصرّفوا من باب الدفاع عن النفس ردا على تعرّضهم لإطلاق نار من قبل مسلحين”.
وأفاد بيان البيت الأبيض أن لدى الأفراد الأربعة السابقين في الجيش “تاريخا طويلا من خدمة الأمة”.
كما شملت قائمة العفو 3 أعضاء جمهوريين سابقين في الكونغرس.
Lie to cover up for the president? You get a pardon.
Corrupt politician who endorsed Trump? You get a pardon.
Murder innocent civilians? You get a pardon.
Elect a corrupt man as president?
You get a corrupt result.
— Adam Schiff (@RepAdamSchiff) December 23, 2020
إذا قتلت مدنيين تحصل على العفو
وقوبل الإعلان، بإدانة سريعة من خصوم ترمب، بمن فيهم رئيس لجنة المخابرات في مجلس النواب الديموقراطي آدم شيف.
قال شيف في بيان “إذا كذبت للتستر على الرئيس، فستحصل على عفو، إذا كنت سياسيا فاسدا أعلن تأييدك لترمب، فستحصل على عفو، إذا قتلت مدنيين أثناء الحرب، فستحصل على عفو”.
Pardoning privileged people of elected office and power for committing crimes they knew they were breaking and have pleaded guilty to is not conservative at all. (2/2)
— Will Hurd (@WillHurd) December 23, 2020
من جانبه، انتقد اتحاد الحريات المدنية الأمريكي تحديدا العفو بحق عناصر (بلاك ووتر)، وقالت هينا شمسي، مديرة مشروع الأمن القومي لاتحاد الحريات المدنية “لقد وصل الرئيس ترمب إلى مستوى جديد مشين بعفو بلاك ووتر”.
وأضافت “أدين هؤلاء المتعاقدون العسكريون لدورهم في قتل 17 مدنيا عراقيا وأدت أفعالهم إلى دمار في العراق وخزي ورعب في الولايات المتحدة وفضيحة عالمية. يهين الرئيس ترمب ذكرى الضحايا العراقيين ويحط من قدر منصبه بشكل أكبر بهذا التصرف”.
I know nothing he does is surprising any more, but what an obscene, partisan, and gross abuse of power. This is the swamp at its muckiest. January 20th can’t come soon enough. https://t.co/gFhh0pYl8H
— Senator Chris Van Hollen (@ChrisVanHollen) December 23, 2020
كما انتقد عضو الكونغرس الجمهوري المنتهية ولايته ويل هيرد هذه الخطوة على تويتر، قائلا إن “العفو عن أشخاص منتخبين ذو حظوة في السلطة لارتكابهم جرائم عن عمد اعترفوا بارتكابها ليس سياسة محافظة على الإطلاق”.
With this disgraceful action, Trump insults the memory of the Iraqi victims and further degrades the office of the president.
— ACLU (@ACLU) December 23, 2020
وقال السناتور الديموقراطي كريس فان هولين على تويتر “لا شيء يفعله بات يثير الدهشة بعد الآن، ولكن يا لها من إساءة استخدام فاضحة وحزبية وجسيمة للسلطة”.
وأضاف “هذا هو المستنقع في أسوأ حالاته، يبدو 20 يناير/كانون الثاني بعيدا” في إشارة إلى انتهاء فترة حكم الرئيس الأمريكي دونالد ترمب.