قُتلت أمام أعينهم.. صورة لأطفال يحتضنون جثمان والدتهم تفجع اليمنيين
أثارت صورة لأطفال يمنيين يحتضنون جثة أمهم بعد مقتلها أمام أعينهم، موجة غضب واسعة في البلاد انتقل صداها على منصات التواصل الاجتماعي، وتحولت إلى قضية رأي عام.
والخميس، قُتلت الأم الشابة “أحلام العشاري” بعد الاعتداء عليها بأعقاب البنادق من قبل مسلحين حوثيين اقتحموا منزلها في مديرية العدين بمحافظة إب، الواقعة تحت سيطرة الجماعة منذ نهاية عام 2014، وفق مصادر حقوقية وإعلام محلي.
طفلان يحتضنان جثة والدتهما التي قتلها الحوثيون أمام أطفالها اليوم بعد مهاجمة منزلها بدعوى القبض على زوجها، بمحافظة إب.
نظراتهما تختزلان فصولاً من مأساة شعب لا يروق لمنظمات حقوق الإنسان نقل معاناته إذا كان الحوثي هو سبب تلك المعاناة.
رحم الله أحلام العشاري.@AmnestyAR @hrw pic.twitter.com/wcWaoiB96z— د. محمد جميح (@MJumeh) December 24, 2020
بكاء فوق الجثمان
وخلال اليومين الماضيين تصدر وسم (#أحلام_العشاري) وسائل التواصل الاجتماعي في اليمن وسط سخط شعبي كبير ومطالبات بالقصاص من القتلة.
كما برز وسم (#الحوثي_يقتل_النساء_في_إب) وانتشرت صورة لاثنين من أطفال أحلام، وهما يبكيان ويضعان رأسيهما على جثمان والدتهما القتيلة.
وقالت منظمة “سام” للحقوق والحريات (أهلية مقرها جنيف)، في بيان الجمعة، إن أحلام (25 عاما) قتلت فجر الخميس، في منزلها وبين أطفالها، بعد الاعتداء عليها بوحشية مفرطة من قبل قوات حوثية، يقودها العقيد شاكر الشبيبي، الملقب بـ “أبو بشار”.
هذه صورة الإرهابي الحوثي
الذي قام بقتل #أحلام_العشاري أمام اطفالها الاربعة اليوم في مديرية العدين
أسمه شاكر الشبيبي ويكنى "أبو بشار" وينتمي إلى مديرية حبيش محافظة إب
عليه غضب الله pic.twitter.com/LGfHUWIEtX— ابو نهم صالح العسولي (@S_Al_Asouli) December 24, 2020
وأضافت المنظمة، أن “اقتحام منزل (أحلام) العشاري جاء بحثا عن زوجها”، دون توضيحات عن أسباب ذلك، لكن يعتقد أنه معارض للجماعة، التي سبق أن اقتحمت العديد من المنازل بحثًا عن معارضين.
وأوضحت أن “مليشيا الحوثي أطلقت يد مسلحيها لارتكاب أسوأ انتهاكات حقوق الإنسان ضد المدنيين، على رأسهم الفئات الأشد ضعفا كالنساء والأطفال، وسط عجز مجتمعي داخلي عن إيقاف هذه الانتهاكات، وصمت دولي مستمر”.
#إب تستيقظ على جريمة تهتز لها السموات والارض
مسلحون حوثيون يقتحمون منزل #أحلام_العشاري ليلا في العدين وانهالوا عليها ضربا أمام اطفالها الصغار حتى الموتغادرت الأم الحياة وبقي اطفالها الصغار شهودا على احد جرائمهم الوحشية بحق المواطنين المغلوبين على امرهم في نطاق سيطرتهم pic.twitter.com/98ys1FssgX
— abdullahSharabeعبدالله الشرعبي (@abdullahSharabe) December 24, 2020
تنديد واستهجان
ونددت منظمات دولية حقوقية بحادثة القتل، بينها منظمة “رايتس رادار” للحقوق والحريات (أهلية مقرها هولندا)، والمركز الأمريكي للعدالة (حقوقي مقره الولايات المتحدة)”.
وطالب ناشطون بضرورة الانتصار لقضية أحلام العشاري، مناشدين الحكومة الشرعية وأهالي إب العمل على تحرير المحافظة من الحوثيين.
وأدى كذلك مقتل أحلام، إلى استهجان من قبل الحكومة اليمنية، التي نددت عبر عدد من مسؤوليها بالواقعة، داعية إلى التوحد “ضد جرائم الحوثيين”.
وقال رئيس الحكومة معين عبد الملك “قتل الحوثيين الشهيدة أحلام العشاري في منزلها وأمام أطفالها جريمة بشعة تعبر بوضوح عن حقيقة هذه المليشيا العنصرية”.
قتل الحوثيين الشهيدة أحلام العشاري في منزلها وأمام أطفالها جريمة بشعة تعبر بوضوح عن حقيقة هذه المليشيا العنصرية التي استباحت دماء اليمنيين الأبرياء وفجرت بيوتهم واعتدت على حرماتهم وأعراضهم،لا يمكن لنا كيمنيين بغير مقاومة هذه الجماعة المجرمة وهزيمتها أن نجد السلام وأن نحفظ الكرامة
— معين عبد الملك Maeen Abdulmalek (@DrMaeenSaeed) December 25, 2020
واتهم عبد الملك، جماعة الحوثي بأنها “استباحت دماء اليمنيين الأبرياء وفجرت بيوتهم واعتدت على حرماتهم وأعراضهم”، مشددًا “لا يمكن لنا كيمنيين بغير مقاومة هذه الجماعة المجرمة وهزيمتها أن نجد السلام، وأن نحفظ الكرامة”.
وقال وزير الإعلام والثقافة معمر الإرياني، في تصريح صحفي، إن “هذه الجريمة التي هزّت الرأي العام تكشف إرهاب مليشيا الحوثي”.
واستطرد “كما تنصل (الجماعة) من تعاليم ديننا الإسلامي والعادات والتقاليد اليمنية، والقيم والاعتبارات الإنسانية والأخلاقية، والمعاناة التي يقاسيها المواطنون في مناطق سيطرتها”.
جريمة قتل أحلام العشاري المروعة ليست حالة فردية او حادث عرضي، انها تختزل ماساة الملايين من نساء وأطفال اليمن في مناطق سيطرة مليشيا الحوثي وتكشف عن سياسة ونهج وسلوك يومي لمليشيا تبطش بالمدنيين بهدف ارهابهم واخضاعهم لمشروعها الامامي وامتدادها الفارسي#صوت_واحد_الحوثي_جماعه_ارهابيه pic.twitter.com/31u5H6kp0M
— معمر الإرياني (@ERYANIM) December 25, 2020
الصراع في اليمن
ويشهد اليمن حربًا منذ أكثر من ست سنوات، أودت بحياة 233 ألف شخص، وبات 80 في المئة من السكان، البالغ عددهم نحو 30 مليون نسمة، يعتمدون على المساعدات للبقاء أحياء، في أسوأ أزمة إنسانية بالعالم، وفق الأمم المتحدة.
ويزيد من تعقيدات النزاع أن له امتدادات إقليمية، فمنذ مارس/ آذار 2015، ينفذ التحالف السعودي الإماراتي، عمليات عسكرية دعما للقوات الحكومية، في مواجهة الحوثيين المدعومين من إيران، والمسيطرين على عدة محافظات بينها العاصمة صنعاء.
دموع طفلي العشاري هي دموع كل نساء واطفال اليمن التي روت ترابها وسهولها وجبالها ووديانها، في ظل صمت المجتمع الدولي والمتاجرين بشعارات حقوق الانسان الذين خذلوا اليمنيين، وتنصلوا عن مسئولياتهم القانونية، واكتفوا بقراءة فصول الارهاب الحوثي #صوت_واحد_الحوثي_جماعه_ارهابيه pic.twitter.com/VdiF8Ki8Le
— معمر الإرياني (@ERYANIM) December 25, 2020