قُتلت أمام أعينهم.. صورة لأطفال يحتضنون جثمان والدتهم تفجع اليمنيين

الصورة التي أفجعت اليمنيين (مواقع التواصل)

أثارت صورة لأطفال يمنيين يحتضنون جثة أمهم بعد مقتلها أمام أعينهم، موجة غضب واسعة في البلاد انتقل صداها على منصات التواصل الاجتماعي، وتحولت إلى قضية رأي عام.

والخميس، قُتلت الأم الشابة “أحلام العشاري” بعد الاعتداء عليها بأعقاب البنادق من قبل مسلحين حوثيين اقتحموا منزلها في مديرية العدين بمحافظة إب، الواقعة تحت سيطرة الجماعة منذ نهاية عام 2014، وفق مصادر حقوقية وإعلام محلي.

بكاء فوق الجثمان

وخلال اليومين الماضيين تصدر وسم (#أحلام_العشاري) وسائل التواصل الاجتماعي في اليمن وسط سخط شعبي كبير ومطالبات بالقصاص من القتلة.

كما برز وسم (#الحوثي_يقتل_النساء_في_إب) وانتشرت صورة لاثنين من أطفال أحلام، وهما يبكيان ويضعان رأسيهما على جثمان والدتهما القتيلة.

وقالت منظمة “سام” للحقوق والحريات (أهلية مقرها جنيف)، في بيان الجمعة، إن أحلام (25 عاما) قتلت فجر الخميس، في منزلها وبين أطفالها، بعد الاعتداء عليها بوحشية مفرطة من قبل قوات حوثية، يقودها العقيد شاكر الشبيبي، الملقب بـ “أبو بشار”.

وأضافت المنظمة، أن “اقتحام منزل (أحلام) العشاري جاء بحثا عن زوجها”، دون توضيحات عن أسباب ذلك، لكن يعتقد أنه معارض للجماعة، التي سبق أن اقتحمت العديد من المنازل بحثًا عن معارضين.

وأوضحت أن “مليشيا الحوثي أطلقت يد مسلحيها لارتكاب أسوأ انتهاكات حقوق الإنسان ضد المدنيين، على رأسهم الفئات الأشد ضعفا كالنساء والأطفال، وسط عجز مجتمعي داخلي عن إيقاف هذه الانتهاكات، وصمت دولي مستمر”.

تنديد واستهجان

ونددت منظمات دولية حقوقية بحادثة القتل، بينها منظمة “رايتس رادار” للحقوق والحريات (أهلية مقرها هولندا)، والمركز الأمريكي للعدالة (حقوقي مقره الولايات المتحدة)”.

وطالب ناشطون بضرورة الانتصار لقضية أحلام العشاري، مناشدين الحكومة الشرعية وأهالي إب العمل على تحرير المحافظة من الحوثيين.

وأدى كذلك مقتل أحلام، إلى استهجان من قبل الحكومة اليمنية، التي نددت عبر عدد من مسؤوليها بالواقعة، داعية إلى التوحد “ضد جرائم الحوثيين”.

وقال رئيس الحكومة معين عبد الملك “‏قتل الحوثيين الشهيدة أحلام العشاري في منزلها وأمام أطفالها جريمة بشعة تعبر بوضوح عن حقيقة هذه المليشيا العنصرية”.

واتهم عبد الملك، جماعة الحوثي بأنها “استباحت دماء اليمنيين الأبرياء وفجرت بيوتهم واعتدت على حرماتهم وأعراضهم”، مشددًا “لا يمكن لنا كيمنيين بغير مقاومة هذه الجماعة المجرمة وهزيمتها أن نجد السلام، وأن نحفظ الكرامة”.

وقال وزير الإعلام والثقافة معمر الإرياني، في تصريح صحفي، إن “هذه الجريمة التي هزّت الرأي العام تكشف إرهاب مليشيا الحوثي”.

واستطرد “كما تنصل (الجماعة) من تعاليم ديننا الإسلامي والعادات والتقاليد اليمنية، والقيم والاعتبارات الإنسانية والأخلاقية، والمعاناة التي يقاسيها المواطنون في مناطق سيطرتها”.

الصراع في اليمن

ويشهد اليمن حربًا منذ أكثر من ست سنوات، أودت بحياة 233 ألف شخص، وبات 80 في المئة من السكان، البالغ عددهم نحو 30 مليون نسمة، يعتمدون على المساعدات للبقاء أحياء، في أسوأ أزمة إنسانية بالعالم، وفق الأمم المتحدة.

ويزيد من تعقيدات النزاع أن له امتدادات إقليمية، فمنذ مارس/ آذار 2015، ينفذ التحالف السعودي الإماراتي، عمليات عسكرية دعما للقوات الحكومية، في مواجهة الحوثيين المدعومين من إيران، والمسيطرين على عدة محافظات بينها العاصمة صنعاء.