مرتزق روسي سابق يوقف نشر مذكرات “محرجة” لبوتين ومؤسس شركة فاغنر

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين

عندما كتب مارات غابيدولين، أحد أفراد وحدات المظليين الروس السابقين والمتعاقد العسكري الخاص في شركة فاغنر الأمنية مذكراته عن الحرب ضد تنظيم الدولة الإسلامية، توقع الجميع أن يحظى الكتاب باهتمام خاص من قبل جميع القراء.

هذا الترقب جاء بسبب أن الكاتب عرض في مذكراته جميع تجاربه اليومية في جبهات القتال ضد تنظيم الدولة في مناطق النزاع في سوريا، لكن فجأة ومن دون سابق إنذار تم سحب الكتاب من السوق.

وقال تقرير نشرته جريدة الصنداي تايمز البريطانية، إن غابيدولين، مثل أي كاتب جديد، حرص على حشد الدعاية الضرورية قبل نشر الكتاب الذي كان مقررا أن يصدر هذا الشهر، وأجرى مقابلة مطولة مع الموقع الإخباري “ميدوزا” أبرز فيها تجاربه مع مجموعة فاغنر في سوريا، وانتقد السرية التي تحيط بعمل هذه المجموعة. لكن بعد 24 ساعة من نشر المقابلة، تم إلغاء نشر الكتاب لأسباب لا تزال غير واضحة حتى الآن.

وقال غابيدولين الذي تم تأكيد عضويته في مجموعة فاغنر إنه وقع عقد الانضمام للمجموعة في العام 2015، وأرسل لسوريا لتقديم الدعم لقوات النظام السوري لإعادة السيطرة على حقول النفط وحمايتها من هجمات تنظيم الدولة.

وأضاف أنه تم تحذيره منذ البداية بأنه “متجه للحرب والدفاع عن المصالح الحيوية لروسيا في بعض الأماكن الخطرة، وأن عليه أن ينتظر مواجهة الموت في أية لحظة”.

وشدد غابيدولين أنه نجا من الموت المحقق في العديد من العمليات وتمت ترقيته إلى رتبة قائد وحدة استطلاع، لكنه في النهاية غادر سوريا إثر إصابته في معركة بمدينة “تدمر” عام 2016.

وأكد غابيدولين أن هناك خداعا كاملا من جانب العسكريين والسياسيين الروس حول موضوع المتعاقدين العسكريين المحسوبين على الشركات الخاصة، مضيفا “العالم كله يعرف لكنك تخفي الحقيقية عن شعبك. هل هذا طبيعي؟”.

وردا على السؤال المتعلق بمستقبل المجموعة وعلاقتها بالنظام الروسي، قال غابيدولين “على عكس وحدات الجيش النظامي، لا يحظى مرتزقة فاغنر بجنازات عسكرية ولا بأي تكريم بعد الوفاة، وأغلب أفرادها يأتون من مناطق اقتصادية فقيرة في روسيا ويتم استدراجهم للقتال مقابل راتب شهري لا يتجاوز 1200 دولار”.

وأضاف التقرير أنه على الرغم من وجود أدلة واضحة على ممارسة ضغوط على غابيدولين، إلا أنه يعتقد أن نشر مضامين هذه المذكرات قد يتسبب في إحراج الرئيس الروسي فلاديمير بوتين و”يفغيني بريغزيون” الذي يعتقد أنه المؤسس والمالك الحقيقي لشركة فاغنر.

وخلص التقرير إلى أنه في الوقت الذي وصل فيه عدد القتلى أو المصابين من مرتزقة فاغنر إلى 300 قتيل حتى العام الماضي، يؤكد المعارضون لسياسة روسيا في العالم أن الكرملين يستخدم مرتزقة فاغنر للحد من الخسائر العسكرية الروسية في المناطق الساخنة، وأنه في الوقت الذي تصر في روسيا على المستوى الرسمي على “عدم وجود شيء يسمى مجموعة فاغنر” يعلم الجميع، في الواقع، أن الحكومة الروسية هي من قامت بإرسال جنود مقاتلين إلى سوريا وأوكرانيا ودول أفريقية مختلفة لحماية المصالح الروسية.

المصدر : صنداي تايمز